يعتقد الكثيرون أنه لكي نكون أكثر ثراءا ونجاحا ، فعلينا ان نكون أقل تعاطفاً. 

وذلك لان الثراء والوفرة يمنحانا إحساسًا بالحرية والاستقلال عن الآخرين. وكلما قل اعتمادنا على الآخرين ، قل اهتمامنا بمشاعرهم.

وتؤكد وجهة النظر هذه ان بعض الصناعات ، مثل الخدمات المالية أو المهنية ، لا ترتبط بالتعاطف مطلقا. والعديد من المؤسسات الناجحة تلتزم بتنفيذ سيادة القانون والتعليمات الصارمة ولا تحاول فتح الباب للظروف الانسانية لدى العاملين والاستثناءات ... الخ، لأنها لو فعلت ذلك فلن تتمكن من السيطرة على فريق العمل وسيكون في كل يوم عدة اعذار لعدد من العاملين الامر الذي سيكلف الشركة الوقت والمال وسيؤثر بالتأكيد على العمل وعلى الخطة الانتاجية.

لكن  لماذا مهارة التعاطف تعد واحدة من أكثر المهارات التي يتم التغاضي عنها في مجال الأعمال؟

في خطابه في 15 يونيو 2014 ، وقف رجل الأعمال الأمريكي والمحسن الكبير، بيل جيتس ، أمام جمهور من خريجي ستانفورد، قائلا: "إذا كان لدينا تفاؤل ، ولكن ليس لدينا تعاطف ، فلا يهم مدى إتقاننا لأسرار العلم أو العمل".

كما ان ثقافتنا العامة كبشر تضفي الاعجاب على الصورة النمطية للقادة المتشددون الذين يواجهون الظروف ويهتمون بالعمل وبتحقيق الاهداف بأي ثمن.

لكن لماذا لا أؤيد التعاطف البتّه في العمل؟ برأيي أنه يؤدي النقص في التعاطف في مكان العمل إلى النقص المتزايد في المحادثات الجانبية والمواقف الجماعية التي تؤثر على الإنتاجية. وذلك لأن التعاطف يفتح الباب للمشاعر الانسانية كالشفقة والود والمشاركة العاطفية وغيرها من الامور المختلطة التي ليس محلها العمل.

والان يا اصدقاء، ما رأيكم : هل تفتقر مجتمعات الاعمال لدينا للتعاطف حقا؟ وهل انجح الاعمال تحقق هذا النجاح لأنها تعمل بدون تعاطف ؟ لماذا يعتبر التعاطف من أكثر المهارات التي يتم تجاهلها في مجال الأعمال ؟