كيف للادارة الصارمه أن تعزز الابداع لدى الموظفين؟

فهل يمكننا العمل في هذه البيئة؟

إنّ مثل هذه البيئة للعمل تتسم بحرية الموظف القليلة في إدارة العمل مما قد يعطي نتائج أفضل في العمل الناتج، فنرى الكثير من الموظفين الذين يؤجلون أعمالهم إلى اليوم وغدًا والذي يليه تملصًا منها، ولكن إذا كان المدير صارم لحد ما فقد تكون عوائد الأمر إيجابية ونافعة.

وبرأيي فإن الإدارة الصارمة أفضل من الإدارة التي تعطي للموظف راحته القصوى، وتمهله أوقات طويلة لإنجاز أعمال بسيطة، ففي هذه الحالة حتى لو كان الموظفون يملكون الإبداع سيتلاشى شيئًا فشيئًا بسبب عدم إدارته أو حتى محاولة إستخدامه.

نفذ تعليماتي وسأمنحك المكافأة!

صراحة هذه الطريقة لا تنمي الإبداع في الموظفين وإنما تعمل فقط على تشجيعهم للعمل وفي النهاية تخلق لنا موظفين يتبعون المدير بدون أية مجهودات منهم وحتى الأفكار الجديدة لا يكون لها وجود والمهم عندهم الحصول على المكافأة بأية وسيلة حتى لو اضطروا للغش.

من وجهة نظري الإبداع يتواجد في البيئة المنفتحة على الأفكار وفي نفس الوقت منغلقة على النظام، يكون النظام واحد ومعروف سائد في المنظمة ككل للحفاظ على سير العمل وفي نفس الوقت الترحيب بالأفكار الجديدة والحث على إطلاق العنان للإبداع بتوفير مختصين وفرق تكون مسؤولة على تتبع العملية وتنظيمها.

الإدارة الصارمة والتي تعتقد انها تصنع ابداعا وهي كذلك، وتلك التي تتوهم انها تسير نحو الابتكار ولكنها في الحقيقة تسقط في النهاية

لكنّ الصرامة جزء أساسي في الإدارة وإلا لن يكون هناك أي اعتبار للمدير إن كان رخوًا ومتساهلًا، لكن أن يكون صلبا لا يعني أن يقدم كفاءات للموظفين حتى يطبقوا تعليماته ولا أن يجبرهم على شيء وإنما أن تكون الصرامة والحزم سمة في شخصيته.

والأهم هو التوازن بين هذا وذاك فلا يكون لينًا فيعصر ولا يكون صلبًا فيكسر وإنما ان يوفّق بين الأمرين.

وأن يكون للموظف الحق في الإدلاء برأيه وأفكاره ونقاشها بكل موضوعية دون قمع أو رفض وأن يكون كل ذلك في حدود صلاحيات كل موظف.

إن الواقع يثبت لنا أن الشركات التي تقدر الموظف وتمنحه مساحة حرية أكبر ليعبر ويدلي بآرائه واقتراحاته هي أكثر الشركات نجاحاً وتوليداً للإبداع، كما أن الحوافز وبيئة العمل المريحة يلعبان دوراً مهماً في تحفيز الإبداع والإبتكار ورفع انتاجية الموظف .

مع هذا يجب الحفاظ على حد عالٍ من الصرامة التي لا تحد من حرية الموظف ولا تسلبه حقوقه الوظيفية، فالصرامة مهمة لتطبيق النظام ومنع التجاوزات وضبط سلوك الموظفين في الشركة، وبدون الصرامة قد تحدث بعض التجاوزات والتراخي الذي يأتي بنتائج عكسية .

والان هل تعتقدوا حقًا الادارة الصارمه تعزز الابداع لدى الموظفين؟

الصرامة التي تعني عدم التدخل في السياسة العليا وسياسة عدم إبداء الرأي بالتأكيد تقتل الإبداع.

ما هو الإبداع من الأساس: هو إيجاد الشئ من العدم. فأين العدم هنا وقد وضع المديرون خطط العمل والطرق المتبعة بل وتمنع مجرد إبداء الآراء!؟، إن هذه السياسة تتعارض حتى معنى الإبداع.

نعم الصرامة مطلوبة في بعض الأخيان والمواقف لكنها يجب ألا تكون الأساس، أو على الأقل تكون في الأمر بالاجتهاد وتحقيق أهداف معينة.

اختلف معك في مصطلح الإدارة الصارمة

أرى أن الشركة أو المؤسسة يجب أن تحوي لائحة قوانين للعمل والإنتاجية ويجب على الموظف السير وفق هذه القوانين، كما على المجير أيضا السير على هذه القوانين، فيجب أن تحوي المؤسسة قوانين صارمة لا تفرق بين موظف وآخر أو موظف ومدير جميعهم بينهم عقد مشترك يوضح التزامات وحقوق كل أفراد المؤسسة وفي ذات الوقت تكون القوانين الداخلية تسمح للموظف في التعبير عن رأيه بالإدارات العليا والاستراتيجيات المستقبلية، فالمؤسسة هي آلة كبيرة كل موظف فيها هو جزء من هذه الآلة التي لا تعمل إلى عندما تكون كل أجزاءها منتجة

ونعم يمكن أن تكون القوانين الصارمة محفزا للإبداع في حال كانت القوانين موضوعة بهذا الشكل، ثم لا ننسى أن المؤسسة عدة أقسام وهناك أقسام لسنا بحاجة إلى إبداع بها، ما الحاجة للإبداع لدى المحاسب مثلا؟، الإدارة المالية نعم مطلوب ولكن الموظف تحت مسمى وظيفي محاسب ما الابداع المطلوب منه؟، أقصد هنا أن تكون القوانين الداخلية للمؤسسة موضوعة بشكل يأخذ الأقسام المطلوب بها الابداع بعين الاعتبار

فقسم الديزاين يحتاج إلى ابداع هنا تكون القوانين الخاصة في هذا القسم مرنة ومتماشية مع الشكل المطلوب، لكن لا بأس من قانون يضع سقفا زمنيا للموظف

وأنا شخصيا أفضل مبدأ الإدارة القائم على الإنتاجية لا الزمنية، إن كان لدي موظف يقوم بأفضل العمل ويحصد أفضل النتائج في خلال 4 5 ساعات في العمل لن أجبره أن يبقى في المؤسسة 8 ساعات، أنا أدعم مبدأ الإدارة القائم على المرونة ومنح الحرية للموظف في الابداع والابتكار ومع وضع حد أقصى للوقت وإن أنجز المطلوب قبل الوقت المحدد له الحرية الكاملة في المغادرة

أنا أرى أن يتعامل المدير كقائد هو ما يعزز الإبداع، فيكون صارمًا في المواعيد وأوقات التسليم النهائية للمشاريع وخطة العمل بشكل عام، ويكون أيضًا منفتحًا على الاقتراحات التي يعرضها الموظفون.

أساس نجاح العمل هو أن تكون الخطة الإدارية تتسم بالصرامة وفي نفس الوقت بالانفتاح والتحفيز، وأتفق مع فكرة المكافآت نتيجة الالتزام والإبداع في العمل.

باختصار أرى أن يتعامل المسؤولون بشكل قيادي تحفيزي يؤتي ثماره أكثر من التعامل بشكل إداري متزمت، فإن صلحت القيادة أبدع الموظفون.