لو جاءك عرض عمل الآن، كم من الوقت سيستغرق تفكيرك في قبوله أو رفضه؟

لهذا ارتأيت في التعرف على رأيكم في صلاحية عرض العمل؟ وهل لكم تجارب في ذلك؟

خلال حصولنا على أي عرض عمل، بلا شك اللحظات الأولى سيغطي الحماس على شعورنا الحقيقي، وربما لن نركز في التفكير بشكل متوازن ما إن كان العمل مناسبا لنا أو لا، وهل يتماشى مع تطلعاتنا وأهدافنا لتلك الفترة.

لذلك من الأفضل أخذ وقت للتفكير ودراسة العرض والخروج بقرار من نفس هادئة ومستقرة وليس حماس زائف.

أنا شخصيا أرى أن المدة المناسبة هي ثلاثة أيام، يكون القرار فيها سليم وناتج عن تروّي وتفكير عميق.

في بداياتي لم أكن أستغرق كثيرا في التفكير، لبضعة دقائق فقط وأقبل المشروع، ولكن في المدة الأخيرة، لكثرت الإنشغالات أضطر ليوم كامل وبعدها أقرر وهذا التصرف قد إنعكس علي سلبا، منذ ايام جائني عميل من أجل مشروع خاص قال لي إذا موافقة نبدأ المشروع، لم أجاوبه، بعد يوم جاوبته بأنني أقبل العمل ولكن كان الوقت قد تأخر كونه أطلق المشروع مع مستقلة أخرى

لذلك من خلال هذه التجربة وتجارب ماضية، أقول لابد ألا تزيد مدة التفكير أكثر من يوم أو يوم، لأنه بعدها سيفكر العميل بأنك ترفض العمل معه، وهذا بالطبع لن يكون في صالح المستقل.

بالنسبة لي الأمر سيعتمد على عدة عوامل منها مكاني في سوق العمل وطبيعة العمل نفسه والوقت الذي سيأخذه من يومي.

فإن كنت مبتدئة أو لا أزال أبدًا سأرحب بالفرصة التي تعطيني الخبرة ولن أخذ الكثير من الوقت للتفكير أو أرفع من سقف طلباتي. ولكن إن سبق لي الخبرة سأركز أكثر على الكثير من النواحي والمتطلبات والواجبات إلى أخره.

ولكن في المتوسط أرى أن يومًا أو يومين فترة كافية للتفكير، فلا هي قليلة بدرجة يكون فيها الحماس هو من يعطي الرد بدلًا منّا ولا هي بطويلة حتى يوصل الإهمال رسالة سلبية عنا إلى صاحب العمل.

إذا طالبت مدة ولم يوافق بها صاحب العمل سوف يقلل هذا من رغبتي في العمل معه فهو شخص غير عملي بدرجة كافية لا يعرف أساليب النقاش الإحترافية. خاصة إن كان قد بذل المجهود والوقت والمقابلات الشخصية لتعييني ثم يقرر أنه لن يترك لي قرارًا فهذا من قلة التقدير، وهو ما لن أقبله وأفضل بدلًا منه التفاوض على فترة نهائية لإعطاء رأيي بالعرض.

أرى أن الفترة المناسبة إليّ، والتي طبقّتها عدّة مرّات وكانت ناجحة دون مشكلات، هي من يومين إلى أربعة أيام، حيث أنني أستطيع خلال هذه الفترة أن أحدّد قراري الحقيقي من خلال التفكير العميق والمتكرّر في الأمر خلال المدّة المذكورة. مع العلم أنني لم أصل إلى أربعة أيام سوى مرّة واحدة خلال الوظيفة الأخيرة قبل عملي بالعمل الحر بشكل كامل. أمّا على الصعيد الآخر، فإن قرارنا بشكل عام، وبغض النظر عن مهلة التفكير، قد يميل إلى الصواب وإلى الخطأ، فكلا الاحتمالين واردان أيًّا كانت المدّة.

ثقة الشخص في قدراته كفيلة بتقصير مدة اتخاذ القرار، وفي كل الاعمال التي وافقت عليها لم يستغرق الأمر معي اكثر من يوم، ولكن ليست هذه الحكاية الوردية كاملة.

في 1999 كنت خريج جديد وعرضت علي وظيفة في صيدلية خاصة، ولشدة وفرط سعادتي وافقت تماما كان ذلك ظهرا، وبعد ساعتين أخذني صاحب الصيدلية لتوقيع العقد عند محامي وكان قريبه. لقد وقعت على العقود للعمل لمدة عامين براتب محدد ولكن كانت هناك شروط مجحفة كما فهمت بعد ساعات فهناك شرط جزائي ضدي لدفع تعويض في حال انتقلت لعمل آخر مشابه قبل مرور 6 شهور من عرض الأمر على مسؤول العمل ويشترط الموافقة على الغاء العقد قبل ذلك وشرط آخر انه اتحمل نسبة 15 % من قيمة الأدوية التي تتلف او تنتهي صلاحيتها ولم تكن هناك نسبة بسبب رفع مستوى المبيعات وغيرها من الارباح.

في اليوم التالي عدت لصاحب العمل وطلبت منه الذهاب للمحامي لسؤاله عن عدة امور .. وفي مكتب المحامي طلبت العقد لاعيد قراءته ولكن من خلال نصيحة صديق لي بتمزيق العقد الأصلي وقلت لهم جاهز لنذهب للشرطة ولا اريد العمل معكم. وهنا بدأ الصراخ وانتهى الامر بفسخ العقد دون العمل فيه.

ماذا لو كانت الصحوة بعد شهر من العمل؟

أعتقد أن 24 ساعة قد تكون كافية جدا لدراسة عرض العمل، الأمر ببساطة أنط ستدرس ظروفك الحالية ومدى توافقها مع العرض المقدم، وما هي المميزات الجديدة التي سيضيفها لك العمل الجديد، وهل العمل الحالي مناسب لك أكثر أم العمل الجديد، ومن خلال الموازنة بين المكاسب والسلبيات ستقرر إذا كنت ستوافق ام لا، الأمر لا يتطلب أكثر من يوم واحد من وجهة نظري.

برايي المتواضع ارى ان اسبوع كاف ربما لاتمام المشروع ان لم يكن معقدا وكبيرا ، 24ساعة كافية وبالكثير فان كنت على يقين بقدراتك في ذلك المجال سوف تجمع افكارك وتربطها مع شروط العمل ، سوف تراى مايمكنك فعله عن طريق ربما البحث الذي تنسقه مع امكانياتك في تطبيق المشروع ، لذلك لربما ساعة فقط كافية للتفكير حتى لانبالغ في الموضوع طبعا ان كنت غير مشغول وعلى اتصال بالعميل ..