وفق شركة "ريفينيتيف" الرائدة في مجال الأبحاث والتحليل فإنّ حجم صفقات الاستحواذ والاندماج في عام كورونا وصل 3.6تريليون$، لاهتمام الشركات الكبرى بذلك للسيطرة على الأسواق والقضاء على المنافسين المحتملين واحتكار المنتجات/الخدمات.

من أمثلة الاستحواذ: 

- إنفاق فيسبوك مليار$ لشراء إنستغرام، و19مليار$ لشراء واتساب. 

- شراء أمازون لموقع "سوق كوم" بنحو 580مليون$.

- تملّك شركة أوبر لشركة كريم بمبلغ تجاوز 3 مليارات$.

- قيام جوجل بشراء يوتيوب بمبلغ 1.65مليار$.

في المقال السابق الذي ناقشت فيه استراتيجية الانسحاب من الفشل كخيار لعدم الاستمرار في الخسارة، بدا هذا التصرف ميزة لأصحاب تلك المشاريع، ولكن، أن يمتلك المشروع مقومات النجاح وإمكانية أن يكون المنافس الأقوى والأول مع مرور الوقت، وبرغم ذلك يقوم أصحابه ببيعه، حينها يحتاج الأمر للتفكر.

حسبما أشار له ناعوم وايزرمان فإن أصحاب المشاريع الريادية يقومون بإنشاء المشاريع لغايتين، إما ليكونوا أغنياء من خلال بيعه أو ليكونوا ملوكاً من خلال ديمومته وخلق هوّية خاصة بهم.

ووفق ناعوم فإنّه ينبغي للريادي اتخاذ قراره مسبقاً قبل بدء المشروع، في أن يكون غنياً أو ملكاً، وذلك لأن لكلّ واحد من الخيارين استراتيجيات خاصة يندر الجمع بينها.

هل تذكرون لغز الأمس؟؟ إنه موجود بالرابط أدناه:

 

ولشرح الأمر فإن أصحاب المشاريع الناشئة يفكرون بطريقة لعبة الصندوقين المغلقين:

  1. الصندوق الأول أن يكون غنياً، من خلال مشروع ناجح يشكّل خطراً على الشركات المنافسة، لتقوم إحدى الشركات الكبرى بالاستحواذ عليه.
  2. الصندوق الثاني أن يكون ملكاً، بإنجاح وديمومة المشروع، مع أمل الاستمرار في الربح والتوسع، لكنّ المقلق هنا يكمن في الظرف القاهر مثل (الكساد، الأزمة الاقتصادية، جائحة كورونا، تكاتف كبار المنافسين (الحيتان)..إلخ)، فنسبة نجاح المشروع أو خسارته مع هذه الظروف متعادلة 50%.

هنا يأتي خيار اختيار أحد الصندوقين، وتكمن مخاطرة مَن قرر أن يكون ملكاً في:

  1. احتمالية أن يجد الصندوق فارغاً فالنجاح ومضاعفة الأرباح مقابل الخسارة نسبة متعادلة.
  2. في حالة الفشل يصبح خيار (الصندوق الأول) ببيع المشروع معدوماً، فعدم اختيار الصندوق الأول في مرحلة النجاح وحين كانت الفرصة متاحة ببيع المشروع وأن يكون غنياً سيجعل صاحب المشروع يندم لأنه جازف وراهن على الصندوق الثاني بالاستمرار بالمشروع ليكون ملكاً.

لذلك لو بنيتَ مشروعاً ناجحاً وحصلت على عرض لشراءه من شركة كبيرة كما حدث بالأمثلة أعلاه، ستختار أن تكون غنياً، أم أن تكون ملكاً، ولماذا؟