شدّني خبر مفاده بأنّ الإمارات في طليعة الدول التي أدركت تأثير المشاريع الصغيرة، فبدأت بالتركيز عليها ووضعتها في خططها الاستراتيجية المستقبلية.
جاء ضمن الخبر بأنه وفي عدة إحصائيات دراسية، أثّرت المشاريع (الصغيرة، والمتوسطة) بما يتجاوز 60% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات، هذه النسبة كانت سبباً لإطلاق خطة مصرف الإمارات للتنمية وتخصيص محفظة لتلك المشاريع بقيمة 30مليار درهم إماراتي، للمساهمة في تمويل ما يقارب 13500شركة ما بين المتوسطة والصغيرة، وتوفير 25000فرصة عمل، ومجموعة من التحفيزات لأصحاب هذه المشاريع، لحلّ مشكلة البطالة، وضمان معالجة المشاكل التمويلية حال حدوثها، بالإضافة للتركيز الإعلامي على تشجيع هذه الفكرة من خلال التسويق لها إعلامياً وترويجها وذلك بإطلاق مبادرة (الطريق إلى الريادة) من قبل مؤسسة دبي للإعلام بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تمّ عرض قصص النجاح للأفكار المقدمة، ونقل التجارب بعد توثيقها بفيديوهات تسويقية ترويجية نشرتها وسائل الإعلام.
يعجبني حين تؤمن بلادنا ومؤسساتها بأن الإعلام هو اليد التي تحمل رسالة الدولة وتنقلها رسولاً أميناً للمواطنين، وبذات الوقت هي صوت المواطنين لتلك المؤسسات والدول.
هل يمكننا أن ننكر بأنّ الإعلام يساهم في رفد الوعي المجتمعي وتطوير قنوات التواصل بين المواطنين؟، أظنّ أننا جميعاً نتفق على ذلك، كما أعتقد بأننا مقتنعين بأنّ أحد المطالب التي نريدها يكمن في تحمّل مؤسساتنا عبء إنجاح المشاريع الريادية ودعمها وتقديم الفرص لأصحابها لتمكينهم من تطويرها، وأظننا نتفق بأنّ وسائل الإعلام أداة لإنجاح هذه الفرص وليس العكس.
يسوؤني الإعلام الموّجه، واستغلاله لغير الرسالة السامية التي يجب أن يكون عليها، ويشعرني الأمر بالضيق حين لا يتنبّه أصحاب القرار لهذا الأمر، ويعالجوه إنْ وُجد.
كم فكرة ريادية كادت أن تصل للعالمية وأد نموّها عدم وجود وعي أو اهتمام مؤسسي أو إعلامي بضرورة إنجاحها؟ فأثناء متابعتي مقالات وردود أعضاء حسوب، شعرت بالضيق وأنا أرى أعضاء يطرحون أفكارهم باحثين عن ناصحٍ أمين يدّلهم كيف يبدأون الطريق، إنهم كالغريق الذي يبحث عن قشّة تُخرجه من الغرق!.
أين الخلل؟؟ الأفكار موجودة، وهنالك من يحوّلها لمشاريع، سواء أنه ريادي ويعلم أنه ريادي، أو ريادي ويجهل بأنه ريادي، قادر على خلق وتنفيذ مشاريع يمكنها تغيير أقطاب العالم. أفكار ومشاريع تذهب أدراج الرياح لأنها لم تجد من يحتضنها.
بصدق أتساءل، أين الخلل؟؟ هل الدور الريادي محفوظ بعين مؤسساتنا وله اعتباره؟ هل إعلامنا يساهم في تعزيز هذا الدور أم أنه يستغله وغيره من الأعمال؟ هل حاضنات الإبداع تمارس دورها باحتضان المبدعين ودعمهم والتأكد من استمرار أعمالهم؟ أم هي هتافات وشعارات ليس أكثر؟ أين الخلل بالضبط؟ مَن ذا الذي يخبرني أين يكمن الخلل –إن كان يرى مثلي أنّ هنالك خلل؟
التعليقات