من غير المألوف الحديث عن النوم في مكان العمل وأثناء ساعات الدوام، لكنّ المشاكل العديدة التي يتكبدها الموظفون والشركات والحكومات نتيجة عدم الحصول على ساعات النوم الكافية دفعت هذا الحديث إلى الواجهة.

الحصول على ساعات نوم قليلة من شأنه أن يخفض نشاط الموظفين وأن يؤثر سلبا على أدائهم، ما يعني تراجعا لأداء الشركة العام ولأرباحها.

وليس هذا فقط، فقد ثبت أنّ عدم حصول الموظفين على ساعات نوم كافية يرفع من احتمال وقوع حوادث العمل في الشركة بنسبة 70%، ما يعني ارتفاع إصابات الموظفين وزيادة إنفاق الشركات على التعويضات.

وأكثر من إصابات العمل ينتظر الموظفون الذين لا يحصلون على ساعات نوم كافية الإصابة بأمراض القلب والشرايين والضغط وتضرر الذاكرة على المدى البعيد.

ويواصل التأثير السلبي لنقص النوم توسعه ليصل إلى الحكومات، وكدليل على هذا فإن مجلس السلامة الأمريكي يذكر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تخسر حوالي 137 مليار دولار نتيجة خسائر الإنتاجية التي يسببها قصور النوم. هذا دون الحديث عن خسائر حوادث المرور التي تحدث لهذا السبب.

وكحل مناسب لجميع الأطراف تقترح بعض الجهات ومن بينها  American Academy of Sleep Medicine السماح للموظفين بأخذ غفوة خلال ساعات العمل. وهي فكرة معمول بها بالفعل لكن في حدود ضيقة. 

في اليابان مثلا تعتبر ثقافة النوم في العمل شائعة، وحتى أنّ الكثير من شركاتها تقوم بتركيب عوازل للصوت بين المكاتب حتى يتمكن الموظفون الذين يعملون لساعات طويلة من أخذ بعض الراحة.

وفي الولايات المتحدة أين لا تلقى الفكرة قبولا كبيرا، قام عدد محدود من الشركات كشركة المثلجات Ben & Jerry's  بالسماح لموظفيهم بأخذ غفوة لمدة 20 دقيقة، وذهبت الشركة إلى أبعد من السماح لموظفيها بالنوم بأن جهزت لهم غرف خاصة للقيام بذلك، أسمتها Da Vinci room. 

لكن المفاجئ في موضوع الغرف هو أنّ عددا كبيرا من العمال يرفض استخدامها رغم أنّ من استخدموها قد أكدوا أنهم قد أصبحوا أفضل حالا وحصلوا على نشاط أكبر من أجل العودة إلى العمل. ويفسر هذا الرفض بعدم انتشار ثقافة النوم في مكان العمل في المجتمع الأمريكي، وكذلك الخوف من تلقي الاتهامات بالكسل من الزملاء.

ما رأيكم بالنوم في أماكن العمل؟ هل تعتقدون أنه حل مناسب للتغلب على الإرهاق أو تقترحون حلولا أخرى؟

ولو تم تطبيقها في مكان عملكم، هل ستقومون بأخذ غفوة إذا أحسستم بالتعب؟