(أريد أن أصبح رائد أعمال، وأن يكون لي مكان بالسوق .. إذن سأفكر في فكرة كبيرة يصعب تقليدها حتى أكون رائدا في السوق).

هل ما أفكر فيه صحيحا؟ ... بالطبع لا.

في بداية معرفتي بريادة الأعمال، وبأن هناك مستثمرين يساعدون رواد الأعمال لتنشأ وتنجح أفكارهم .. كنت أعتقد أنه لا بد أن تكون عندي فكرة مشروع قوية جدا وجديدة من نوعها وإبداعية إلى الحد الذي يبهر العالم ككل، وذلك حتى أجد قبولا عند المستثمرين الذين سيساعدونني ماديا في إطلاق مشروعي.

لكن بمرور الوقت وبالنظر في الكثير من المشروعات والأعمال الناجحة والشركات الكبيرة، رأيت أن الكثير منهم كانت فكرتهم بسيطة جدا.

الفيس بوك مثلا لم تكن فكرته جديدة في السوق وليست هي الأولى، لكن (مارك زوكربيرج) أنشأ موقعا للتواصل الاجتماعي بمنصة ذات شكل مختلف وسرعان ما أضاف على مشروعه بعض الإضافات – التي هي بسيطة أيضا – لتلقى قبولا كبيرا عند الشباب وبعدها الانتشار ثم الاستثمار في فكرته، حتى إن اسم موقعه في البداية كان (THEfacebook) بإضافة كلمة (the)، إلى أن أشار إليه أحد رواد الأعمال الشباب بحذف كلمة (the) لأن موقعه سيلقى قبولا أكثر إذا حذف تلك الكلمة .. وكانت من ضمن الإضافات البسيطة التي جعلت الفيس بوك ينتشر في أمريكا ومن ثم إلى أوروبا، هي إضافة العلاقة الاجتماعية (هل أنت خاطب أم متزوج أم أعزب .. الخ) ...

وهناك على قناة ناشيونال جيوجرافيك أبو ظبي - ولأني مولع بالشركات وريادة الأعمال - فقد أثارني برنامج عن الشركات الناجحة يدعى (مصنع المأكولات) ... الكثير من تلك الشركات هي في الأصل فكرتهم بسيطة في صنع نوع معين من الطعام أو الشراب، لكنهم أصبحوا شركات كبرى في مجالهم.

لا تتأخر لتلحق بالركب ولتدخل مجال ريادة الاعمال، لأنك لا تحتاج لأن تبقى وقتا كبيرا تبحث وتفكر عن فكرة كبيرة لتكون أساس مشروعك .. بل إن النجاح في بساطة الأمر، وبعدها يأتي التطور.

... هل كنت مثلي تنتظر تلك الفكرة العظيمة لمشروعك .. أم أنك بدأت مشروعك بفكرتك البسيطة؟