من فترة لأخرى تراودنا فترات ركود فنشعر أننا لا نستطيع الاستمرار أكثر فى أعمالنا. فى هذه الحالة نلجأ عادة لأخذ استراحة حتى نستعيد قوتنا من جديد، لكن ماذا إن تحول ذلك الركود إلى إعياء شديد مصحوباً بالامبالاة، والتأخر الوظيفى؟

فى هذه الحالة لا يكون الأمر مجرد ركود بل ما يسمى بالاحتراق النفسى المهنى.

كان أول من أتى بذلك المصطلح هو الطبيب النفسي الأمريكي الألماني المولد هربرت عام ١٩٧٤ حيث اكتشف تلك المتلازمة فى عيادة مدمنين فى نيويورك، وذلك عندما لاحظ أن المتطوعين بالعيادة تظهر عليهم أعراض شبيهة بالإكتئاب.

أسباب الإصابة بالإحتراق النفسى:

١. الرغبة فى مثالية العمل الذى تؤديه، حيث يبذل البعض جهوداً كبيرة لرغبتهم الداخلية أن يكون العمل مثالياً خالياً من الاخطاء.

٢. متلازمة المحتال التى ناقشناها قد تكون سبباً حيث يبذل الشخص ضعف جهوده بسبب ضعف الثقة بنفسه، وقدراته.

٣. المعاملة الغير عادلة فى العمل.

٤. عدم تناسب المهمة مع الزمن المفروض عليها.

٥. الرغبة فى الحصول على كل شئ، بمعنى آخر الرغبة فى تحقيق النجاح فى كافة جوانب الحياة سواء الاجتماعية، أو العملية، او الدينية.

ما هى العلامات التى تسبق الاحتراق المهنى؟

تبلد المشاعر حيث يبدى الشخص ردود أفعال متشابهة فى اغلب المواقف، وتفادى المناسبات الاجتماعية، والشعور الدائم بأن ما تقوم به لا قيمة له.

كما أن القلق، والأرق بعد زوال السبب أحد العلامات القوية، لأنه من الطبيعى أن تراودك تلك المشاعر حينما تكون فى وسط مشروع مهم مثلاً لكن لابد أن تنتهى تلك المشاعر بعد زوال السبب.

وفى حالة ملاحظة أى من هذه العلامات يحب الاستعانة بطبيب نفسى حتى لا يتطور الأمر إلى أشياء أكثر خطورة.

تجربة شخصية

ربما لم أصل لدرجة الإحتراق النفسى بعد لكن أنا أحد الأشخاص الذين يسعون إلى المثالية فى كثير من الأحيان، ورغم محاولاتى للتوقف ما زلت أسقط فى نفس الخطأ، وهو ما يسبب تعرضى لضغوطٍ شديدة. فضلاً عن ذلك طبيعة دراستى تتطلب منى إنجاز مهام فى وقت قليل جداً، هو ما يزيد الضغوط التى أتعرض لها!

فى رأيى أياً كانت الظروف جميعنا نتعرض للضغوط من حينٍ لآخر، فى رأيك كيف نحمى أنفسنا من الضغوط حتى لا نصل إلى حد الإحتراق النفسى؟

كيف تتعامل مع شبح المثالية؟