المقولة التي في العنوان، ترجع لوارن بافت، وهو رجل أعمال ومستثمر شهير وهو رابع أغنياء العالم، وليس رجلًا هاويًا لا يمتلك طموحًا! فقد كثرت في الآونة الأخيرة موجة تدعو إلى المخاطرة.. المخاطرة وفقط، وأنها السبيل الرئيسي لنجاح مشروع ناشئٍ، وأنه إن لم يمتلك المرء ما أسموه بالمغامرة أو المخاطرة، فالفشل حليفه؛ لأنه شخص غير طموح!

بالتأكيد أنه من صفات رائد الأعمال الناجح أن يكون مُبادرًا شُجاعًا، ولكن مشكلتي مع هذه الموجة أنها تدعو إلى مخاطرة فضفاضة مبهمة، لا تُحدَّدُ ولا تُقيَّدُ هذه المخاطرة، فتبعها كثير من الشباب بسبب فهم خاطئٍ لها، ولم يعتمدوا دراسةً كافيةً وفهمًا عميقًا للمشروع، بل اعتمدوا على حواسّهم والحظ لأجل تحقيق النجاح؛ حتى لا يُقال عليهم ويوصموا أنهم غير طموحين!

إن مجرد إنشاء مشروع ناشئٍ، يُعدُّ في ذاته ضربًا من المغامرة والمخاطرة! لأن الأمر يحتمل النجاح أو الفشل، لذلك كان أولى بمَن تبنّوا هذه اللهجة والموجة، أن يدعو ويشددوا على الدراسة اللازمة والتخطيط القوي لكل صغيرة وكبيرة بالمشروع الناشئ، وذلك جنبًا إلى جنبٍ مع شجاعة وإقدام وجرأة في التجارة أو الاستثمار، وحينئذٍ تكون مخاطرة مدروسة لا المخاطرة والسلام!

مما يعزز أن تكون المخاطرة مخاطرة مدروسة، القيام بدراسة الجدوى، وأخذ الوقت الكافي فيها بأريحية كبيرة؛ إذ سينبني عليها التكلفة الكاملة للمشروع وتحقيق الأرباح والمُدد الزمنية، فذلك من شأنه أن يُعزز نسب النجاح، بناءً على أساس علمي، لا على الحدس والاعتماد على الحظ.

هل تتفقون أم تختلفون مع موجة تحقيق المخاطرة تلك؟

هل من عوامل أخرى نقيم بها الوضع إذا كان بمخاطرة مدروسة أم مخاطرة تعتمد على الحظ؟