التقييم الذاتي إحدى سبل التقييم المنهجية، كيف تقيم عملك؟

لا أنكر أهمية التقييم الذاتي للتعرف على نقاط القوة والضعف، لكن يجب أن يقترن بالصدق والدقة في التقييم، بمعنى ان العديد من الأشخاص يرفضون الاعتراف مع نفسهم أنهم يمتلكون نقاط ضعف، نوع من الثقة الزائدة يُمكن القول أو النرجسية.

واسمح لي بالاستفسار عن الوسائل التي تستعملها الشركات في التقييم الذاتي، فلم تمر علي شركة محلية من قبل تسمح للموظفين بتقييم أنفسهم. فما هي أدواته؟

فعلياً شريف هو منهجي لمن يستطيع فعلاً أن يقيّم نفسه بموضوعية، بحيث لا يعتمد في ذلك على دعم صفاته الشخصية، ولا يميل إلى رفعة شأنه بعيداً عمّا هو واقعي في نتائج عمله.

وكلنا تقريباً نعلم أن تقييم الذات كل فترة هو أمر صعب جداً وقد يكون مرهق في ظروفٍ ما، عملياً قد يكون أقل إرهاقاً لأن هناك معايير واضحة يمكن القياس عليها مثل الانتاجية النتائج الفعلية مقابل جهدك.

أنا لا أحبذ هذه الطريقة كون الجميع لا يستطيع أحياناً أن يتبع الموضوعية الكاملة بالتالي تغفل عنه بعض الأمور التي قد يراها من حولك من ذوي الشأن بشكل أفضل مثل مدراء العمل وأساتذة المساقات، حتى في الحياة العامة قد يقدم لك أصدقاءك تقييم لأمور قد تغفل عنها، لكن في نفس الوقت لا أعلم مدى موضوعية الآخر في تقييمك! لا أعلم مدى امكانية اعتمادنا على موضوعية غيرنا مقابل الشك في موضعيتنا!؟

لا أعرف إن كان التقييم الذاتي يمارس كمنهج فعلي ضمن المناهج المُعتد بها أم لا، لكن اعتقد أننا كلنا بطريقة أو بأخرى نقوم به ولو على المستوى اللاواعي.

فعندما نفتح ملف أعمالنا السابقة التي تعود لسنوات طويلة، ونبدأ في تصفحها..والاطلاع عليها ثم نتوقف أمام الأعمال ونبدأ في إخراج بعض العيوب أو الأخطاء، وأحيانا نقوم بتعديلها..فهذا يُعد نوع من التقييم الذاتي.

نعم ربما لا نقر به، فلا نحضر ورقة وقلم ونجلس لنسجل الأخطاء أو ماهيتها، لكننا نكتشف بطريقة أو بأخرى أن أعمالنا السابقة لم تكن مثالية كما كنا نظن وقتما أنجزناها.

وما أظنه أن الدرس المستفاد هُنا، أن أعمالنا دائما مادة خام قابلة للتطوير إلى ما لا نهاية، فمهما اعتقدنا أن العمل وصل إلى مداه في الجودة العالية، سيبقى هناك الأفضل..وليس الأفضل على صعيد المقارنة بشخص آخر، بل سيبقى عندنا نحن ما هو أفضل.

لذا من وجهة نظري، أن التقييم الذاتي لن يجعل الشخص يقيم أعماله أفضل من تقييم الآخرين، بل بالعكس.. سيصعب عليه الاقتناع بجودة عمله مهما بلغت هذه الجودة، لأنه سيكون على دراية تامة بأنه يمكنه أن ينتج ما هو أفضل منه.

على المستوى الشخصي أقوم بعمل تقييم شهري للوقوف على مدى التقدم أو التراجع في طريقي لتحقيق أهدافي السنوية ، إعتدت أن أقوم بتحديد أهدافي السنوية لجميع مناحي الحياة ، ثم أقوم بوضع خطة عملية لتحقيق تلك الأهداف على مدار العام ، ومن ثم ، ومع نهاية كل شهر أقوم بمراجعة ما تم تنفيذه وما لم يتم ، وبالتالي أمتلك القدرة على تحقيق التوازن والتقدم قدما نحو تحقيق أهدافي

عملتُ في أكثر من شركة ولم يُصادفني التقييم الذاتي إلا في شركة واحدة منهم، وهي الشركة الوحيدة التي وجدتُ فيها مهاراتي تتطور فعليًا وساعدني العمل بها على فهم نفسي والسعي لتطوير مهاراتي.

ومؤخرًا أثناء دراستي لدورة تدريبية عن بُعد عبر أحد منصات التعليم عن بُعد صادفني تقييم شخصي، ولكنه ينقسم لجزئين قسم يُجيب عنه أشخاص أخرين عنك يُحددهم التقييم، وجزء تُجيب فيه أنت عن نفسك، حيث يُساعد هذا التقييم الشخص على رؤية نفسه وتقييمها من خلال نظرة الأخرين ونظرتك لأرائهم وتقييمك لنفسك ولها.

بشكل عام وبعيدًا عن كون ذلك يتم في الشركات ام لا، لابد أن يفعل كل شخص ذلك مع نفسه، ويُخصص وقت لذلك كل فترة، حيث يُساعده على معرفة نقاط قوته ليُركز عليها ويستمد منها ايجابيته، وكذلك نقاط ضعفه ليعالجها.

التقييم الذاتي هو نوع من التقييم جيد جدًا لو كنت شخصًا واعيًا بنفسك، عوضَا عن أن تقارن نفسك بالآخرين وتظل تنتقل بين هوايتهم وذواتهم وتنسى نفسك الحقيقية