على مدار فترة إدارة الشركة غالبًا قد عُرض على صاحبها ولو عرض واحد لبيعها، البعض يراه "فرصة العمر" والبعض الآخر لا يفكر في الأمر أصلًا ويرفض منحه فرصة.

أحيانًا يُعد بيع الشركة هو الحل الأمثل لها، فقد توحي المؤشرات بأن الشركة ستفشل تحت إدارتي مثلًا، ورغم ذلك قد أُصر على التمسك بها وعدم بيعها حتى فوات الأوان، فأنتظر حتى تفشل تمامًا ثم أعرضها للبيع! بالتأكيد لن يُعرض عليّ مبلغ يُرضيني.

عندنا مثلًا شركة "ياهو"، بالطبع الجميع هنا يتذكرها، كانت "ياهو" سابقًا من أكبر الشركات عالميًا، لكن هل يعلم عنها الجيل الجديد؟ لا، لأنها اندثرت.

عرضت شركة "مايكروسوفت" على "ياهو" شرائها مقابل 44 مليار دولار، ولكن "ياهو" لم تجد هذا المبلغ كافيًا، وتجاهلت مؤشرات الفشل، وبالفعل لم تستطع مواكبة تطور عالم الإنترنت، فسبقتها الكثير من الشركات، حتى فشلت واشترتها شركة "فيرايزون" مقابل 4.8 مليار دولار فقط!

علمني هذا أنني إذا رأيت أن إحصائيات شركتي تشير إلى أنها مُعرضة للفشل مستقبلًا، سأبيعها بسعر ملائم فور سنوح الفرصة وأستثمر أموالي في مجال نجاحي فيه مضمون إلى حد كبير مع تجنُبي لأخطائي السابقة.

ولا يعني هذا أن أبيع شركتي لأول مشتري بمبلغ مغري أيًا كانت حالة الشركة! فقد يغريني المبلغ لدرجة تعميني عن حقيقة أن المشروع ناجح لدرجة ستُمكنني من جمع هذا المبلغ في أقصر مدة.

فشركة "ياهو" مثلًا حاولت شراء "فيسبوك" مقابل 1 مليار دولار، ولكن تم رفض العرض، تأمل أين "ياهو" الآن وأين "فيسبوك"؟ وتخيل لو كانت بيعت "فيسبوك" هل كنا سنسمع عنها الآن؟

بالتأكد كانت تشير إحصائيات "فيسبوك" إلى أن الشركة ستستمر في النجاح، فتم رفض العرض، وبالفعل نجحت الشركة أكثر.

في رأيك، متى يكون بيع الشركة هو الخيار الصحيح؟