"الشركة هلكة ولو في طريق مكة"، مثل جزائري يحذر من الشراكة بين شخصين أو أكثر، لأنها -حسبه- تؤدي إلى تضرر أحدهما عاجلا أم آجلا، بل وحتى في طريق مكة، الذي هو سعي للخير ولهدف نبيل، فما مدى صحة هذا التوجس الذي تعرفه مجتمعاتنا تجاه الشراكة في وقتنا الراهن؟
بعد خروجي من شراكة فاشلة إلى أبعد الحدود، كنت متيقنا بأن "الشركة هلكة" وأن كل الشركات الكبرى وقع فيها شيء مماثل، لكن بمرور الوقت تغير قناعتي، إذ أصبحت أعتقد أن شراكتي كانت مع الشخص غير المناسب، حيث كان يماثلني في ميدان الكفاءة، بل وحتى في الشخصية، كما أنه كان كسولا محبا للربح السريع، فالمشكل إذن فينا وليس في الشراكة.
الشركات الناشئة في وقتنا الراهن تحتاج كفاءات عديدة، تقنية وتسويقية ومالية وقانونية، لا يمكن لشخص بمفرده أن يلم بها كلها، كما تحتاج رأسمال يصعب توفيره بالاعتماد على مصادر فرد واحد، والأهم من ذلك أنها تتطلب وقتا كبيرا وشغفا متزايدا، لا يسعه قلب واحد، لذا، يمكن الاعتماد على تمويل خارجي وعلى شركاء أكفاء يتكاملون فيما بينهم لرفغ المشروع إلى أقصى درجات الكمال.
أرى أن الشراكة قد تكون "هلكة" حتى في وقتنا الراهن، لكنها شر لا بد منه، يستحق التجريب لأنه السبيل الوحيد للتقدم في عالم الأعمال... وأنتم ما رأيكم؟
التعليقات