من اكثر المشاكل التى تواجه اى شخص يحاول تعلم مهارة او مجال معين هى الاستمرارية , على الرغم من وجود حماس شديد في البداية ولكن لا يستمر , وبالرغم من وجود المسؤلية والدافع ومعرفة اهمية هذه المهارة جيدا وما قد يترتب عليه من نتائج مرضية الا ان الاستمرارية تظل مشكلة نعجز عن ايجاد حل او اسلوب متبع لانجاز التعلم بشكل سليم , وبشكل شخصي حاولت مرارا وتكرار في بعض المجالات والمهارات ان اتعلمها ذاتيا عبر المصادر المتعدد ولكنى اتوقف وبشكل مفاجى وغريب افقد الشغف في الاستمرار , ومعظم المجالات التى انجزتها كانت عن طريق دورات تدريبية او مجتمعات في اماكن مخصصة وليس عبر منصات للتعلم الذاتى , ومما لاحظته ان مشكلة الاستمرارية موجودة مع اغلب الشباب الذي يحاول تطوير نفسه , مع تنوع الاسباب التى تؤدي اليها .
ما هى أسباب عدم الإستمرارية في تعلم مجال أو مهارة للنهاية؟
حسنا هذا الموضوع مجددا،وللمرة المليون أريد أن أقوم بدراسة لهذا الموضوع المهم، لكن بشكل مبسط هذه مشكلة جيل، الجيل الذي تعامل مع التكنولوجيا الرقمية منذ صغره، نعم التكنولوجيا من أهم العوامل التي أدت إلى هذه الحالة من التشتت، كيف تتخيل شخص يدخل دماغه يوميا آلاف الإعلانات والمقالات المتناقضة والصور والفيديوهات والتريندات والأخبار وعيد ميلاد ابنة خال والدتك، وتطلب من هذا الشخص أن يركز في تعلم شئ معين بعينه، بالإضافة إلى آلية السرعة التي يتصف بها كل متطورات القرن الحادي والعشرين، الطعام السريع، البحث السريع والوصول السهل لأي شئ وبالتالي هذا ما تسبب في ضعف فترة التركيز أو ما يعرف ب attention span ولذلك تجد كل المنصات تسعى لنشر الفيديوهات القصيرة ما بين ١٥ ل ٣٠ ثانية، لأن هذه هي فقط فترة تركيز المستخدم وبعدها يفقد تركيزه، لذلك اا نستطيع تكملة الكورسات التي بدأناها ولا حتى قراءة المنشورات التي نحفظها للقراءة لاحقا.
فقدان الحماس أمر طبيعي حتى للأشخاص المتحمسين المشكلة ليست في الإرادة فقط بل في طريقة التعلم إذا حاولنا تعلم كل شيء دفعة واحدة يصعب علينا الاستمرار أري الحل في تقسيم التعلم إلى خطوات صغيرة واختيار المصادر بسهولة والاحتفال بالإنجازات الصغيرة للحفاظ على الحافز المشاركة في مجتمعات التعلم أو الدورات المنظمة تساعد أيضًا على الاستمرار
كنت قرأت كتابًا عن العادات وكيف يلتزم الإنسان بها، أكثر ما لفت انتباهي من نصائح للالتزام هو "اجعلها جذابة" فلو أن ما تحاول الالتزام به جذاب بالنسبة لك ستميل للالتزام به، ستجعله سهلًا، ستجعله واضحًا، ستجعله مفيدًا.
أحسّ بما تقول تماماً، فمشكلة الاستمرارية في التعلم تواجه الكثيرين، حتى مع وجود الحماس والدافع. الأسباب غالباً تكون متعددة، منها: غياب خطة واضحة ومقسمة لأهداف صغيرة، شعور بالإرهاق أو الملل عند مواجهة صعوبات، وعدم وجود بيئة داعمة أو أشخاص يشاركوك نفس الهدف، وأحياناً شعور بالوحدة عند التعلم الذاتي. الدورات والمجتمعات تساعد على الاستمرارية لأنها تخلق التزاماً وتفاعلًا، وهذا ما يفتقده التعلم الفردي أحياناً. ربما الحل يكمن في مزج التعلم الذاتي مع نظام دعم أو تحديات صغيرة تحفز على الاستمرار.
لقد القيتى الضوء على كل الاسباب التى حالت بينى وبين الاستمرارية ، ولكن اكثر شئ تكرر معى هو الملل وغياب الداف والدعم من الاشخاص ومن البيئة ، انا لا اضع مبررات ولكن معظمنا يتعلم في ظروف صعبة وغير مهيئة نحاول ان نتقدم في ظل هذه الظروق ولكن مع وجود بعض من الصعوبات في المحتوى وبعض التشتت من البيئة وطول الطريق نوعا ما نجد انفسنا توقفنا بدون مقدمات
يؤسفنى ان اقول تكررت هذه العمليات معى على الرغم انى وضعت خطط واضحة واهداف صغيرة ولكن كل هذه الاشياء كانت مجرد محاولات يائسة قبل ان اتوقف ، افقتد وجود مجتمعات مشابهة او اشخاص لديهم نفس الهدف وهو ما يؤخرنى نوعا ما .
زرعت في دماغي جملة: "هدي إيقاعك وحماسك يا آيه".
شخصيتي سريعة الإيقاع، ومتحمسة جدًا، لذا حاولت أن أجعل تلك الصفات أكثر هدوءًا، لأنهم من أسباب عدم استمراريتي وكذلك طريقتي للتعلم.. أحيانًا نضع خطط ضاغطة وغير مناسبة أو تأتي أيامًا لا نقدر فيها، علينا حينها أن ندرك أننا بشر، فلاحظت بعد اختفاء فترة الحماس، يقل مستوى الاستمرارية، فيبدأ الشخص في نقد نفسه أو الضغط عليها أو الوعي نفسه ليس مزروع فيه أن تعلم تلك المهارة مهم لأسباب يجب أن نذكر بها أنفسنا طوال الوقت والصبر أمر صعب، لكن من يمتلكه يستمر أكثر.
اشعر كأنك تكتبي ما كنت امر به ، لكن دعنى اسألك سؤال مهما : كيف طبقتى الجملة التى زرعتيها في عقلك الباطن ؟ وكم استغرقتي من وقت لفهم الصفات المحيطة بك والتحكم بها ؟
الحقيقة هناك شخصية حولي تذكرني، والجزء الأكبر أن أذكر نفسي، بدأت أولًا في تدوين التحديات لماذا لا أستمر في شيء معين؟ وضعت التحديات، بعدها كلما شعرت أنني متحمسة لتعلم شيء بسرعة، أدون، وأقول لنفسي كلمات، تهدي ذلك الإيقاع، لكي أتعلم فعلًا ولا يبقى الأمر مقتصرًا على وقتًا من الاكتشاف ووضع أهداف حقيقية من تعلم ما أوده وأذكر بها نفسي دائمًا من خلال تسجيلها وفتحها دائمًا، بدأت في تطبيق ذلك منذ شهر ٦ الماضي ٢٠٢٤ وأشعر بالفعل أن تعلمي أصبح أفضل واستيعابي، الحماس موجود والإيقاع السريع، لكن أحاول التحكم فيهما طوال الوقت فلا أميت أحد منهم لأنهم مهمين، وأن لا أحد يجري ورائي وألا استمتع سوى برحلتي، لأن كان هناك تحديات أيضًا مثل أنني أود أن أصل سريعًا خاصة حينما أفتح سوشيال ميديا وخاصة لينكدان، تشعر أحيانًا أنك متأخر ويجعلني ذلك أتأخر أكثر.
وعملت أيضًا على تحدي تحدي، بدأت بتحدي الإيقاع السريع والحماس بعدها في طريقة تعلمي للأشياء وهكذا..
الاستمرارية هى جوهر النجاح وطاقة لأى تقدم
وهى التى تفرق بين الطموح المسئول صاحب الوعى والادراك وبين من يتمنى ويتحمس مؤقتاً
ولكن هناك سبب جوهرة لفقدان الشغف
فى الغالب ما نعتقد أنه هدف شخصى يكون اساساً نتيجة لأسباب خارجية
اعلانات ، تحمس اصحاب ، ضغوطات من الاهل
فتتحمس وتخطو أول خطوة ثم تفقد شغفك وتتوجه لشئ أخر وتستمر على هذا المنوال
عندى نسخة الكترونية من كتيب صغير ممكن يفيدك لكن كيف ارسلها لك ؟
التعليقات