لا شك أن التعلم الذاتي يكون في بدايته مشتت لكثرة المصادر والمسارات التي لا يستطيع المتعلم تحديد الأفضل والأنسب له، وبسبب ذلك قد يتكلف خسائر كبيرة منها مادية ومنها معنوية متمثلة في الاحباط الناتج عن عدم تحقيقه لأهدافه التعليمية. ففي النهاية قد يستسلم ويترك ما حاول تعلمه، لهذا أريد منا أن نتشارك معًا تجاربنا المختلفة في التعلم الذاتي أيًا كان المجال محل التجربة لنستكشف معًا الطرق والوسائل الفعالة المختلفة التي يمكن أن تنير بصيرتنا وترشدنا لكيف يمكن أن نصل لمستوى جيد فيما نخطط تعلمه، عن نفسي أكثر ما يفيدني في تعلم اللغات هو عدم تعلمها بالطرق التقليدية كشرح قواعدها وحفظ كلماتها. أنا أفضل سماعها أي أتعلمها كيفما يتعلمها الأطفال بالملاحظة والربط والاستكشاف، هذه أفضل وأسرع وسيلة ليس لتعلم الأساسيات ولكن لنكتسب مهاراتها كأهلها من حيث اللهجة والمرادفات التي يستخدمونها بالفعل على أرض الواقع. فماذا عنكم؟
شاركونا تجاربكم في التعلم الذاتي للمهارات أو المجالات الجديدة عليكم.
من خلال تجاربي في التعلم الذاتي أدركت إن أول و اهم خطوة يتم تنفيذها للتعلم الذاتي هي أن أبحث عن أشخاص في المجال الذي أريد البحث فيه و حبذا أن أبحث عن شخص له علاقة بي كي يكون مرشد لي خلال رحلتي التعليمية فأعود له عندما أتعركل و يدلني علي افضل الدورات الموجودة و طرق التعليم السليمة.
ولكن يا شهد تجاربنا تكون مختلفة لتجارب غيرنا، بمعنى أنا قد يفيدني طريقة أو مسار أو دورة معينة وإذا نصحت بها شخصا آخر لا تفيده لأنه معدل وطريقة استيعابي تختلف عنه، أنا منذ فترة قريبة كانت لدي مساهمة عن أنماط المتعلمين، كان هدفها هو التوعية بالطرق المختلفة التي نتعلم بها جميعا بحيث تتناسب المصادر والطرق التي نتعلم بها معها وإلا سنجعل من عملية التعلم مرهقة وصعبة، مثلا أنا أتعلم أكثر بالتطبيق العملي فلن يفيديني مطلقا مسار تعليمي يعتمد على المشاهدة فقط دون التجربة، ولهذا أنا أرى ضرورة لكي يضع ويصمم ويخطط كل متعلم خطته التعليمية بناء على ما يناسبه هو.
بالتأكيد تختلف تجاربنا و أساليبنا يا رنا و لكن وجود شخص مرشد لا يقصد به أن يعطيني تجربته فأسير عليها، وجود المرشد كي يدلني علي الطرق السليمة كمثال لتجارب سابقة و أنا من يقرر كيف يسير و اذا لم يدلني علي الطريق فسيمنعني من ارتكاب أخطاء قد ارتكبها كي لا أقع بنفس الخطأ. و المرشد أيضا يكون شخص داعم يساعدني علي اكتشاف نفسي و مهاراتي فينير لي الطريق فيوفر ذلك الكثير من الوقت و المجهود الذي قد يضيع إذا سرت الطريق وحيدا أخطيء أخطاء أخطأها الكثير قبلي و لا أتعلم منها.
ذكرني ذلك بمقولة إنجليزية شهيرة:
A mentor is someone who allows you to see the hope inside yourself and lights the way ahead.
تجربتك في تعلم اللغات بطريقة طبيعية تعكس بالفعل كيفية تعلم الأطفال وهي تجربة غنية وتفتح الأبواب لاكتساب مهارات اللغة بطريقة فعّالة.
تجربتي تظهر أن السر يكمن في التنويع والاستفادة من وسائل مختلفة، بالإضافة إلى الممارسة الفعلية
برأيي سبب نجاح أي تجربة تعلم ذاتي تأتي من الإجابة على لماذا أتعلم هذه المهارة؟ وما النتيجة التي أريد الوصول إليها؟ الإجابة الدقيقة هنا ستجعلني اكون على الطريق الصحيح، واستثمار الوقت في المكان الصحيح لتعلم هذه المهارة بانتقاء مصادر موثوقة للتعلم فمثلا معروف أن أكاديمية حسوب مصدر تعلم موثوق بالبرمجة، كذلك سنجد بكل مجال هناك أكاديمية موثوقة نتلقى منها عملية التعلم بشكل يساعدنا على إحراز تقدم فعال مع التطبيق العملي المستمر لما أتعلمه
انتقاء المصدر خطوة أولى فعالة في التعلم الذاتي، فكيف يمكن تحقيق الاستفادة القصوى من أي مصدر نتعلم منه ذاتيا من خلال تجربتك؟ أنا مثلا لا بد لي من تدوين كل تعلمته وكل ما تم ذكره من معلومات ليكون مرجع لي في أي وقت، ثم أن المراجعة بشكل دائم كل حين وآخر تضمن لي ثبات أكثر للمعلومات على المدى الطويل وزيادة فهمها، حيث لاحظت أن المرات الأولى في تعلم أي شيء لا بد وأن تكون نسبة الاستفادة منها أقل من ١٠٠% ومن ثم مع إعادة التعلم تزداد النسبة حتى تصل للكمال.
إذا لم يكن ما تتعلمه شغفا لك ستعاني ، لأنك لن تعرف من أين ستبدأ وستجد أنك تخرج من مصدر لمصدر بدون الوصول لأي نتيجة وسيأخذ منك وقتا طويلا، أما أن تكون شغفك، فأنت تلامسه حتى ولو بالفكرة، فستعرف كيف توجه نفسك حتى وان تعددت المصادر، حتى وإن تشتت قليلا ستجد ما يعود بك الى مسارك الصحيح
لا أجد رابط بين الشغف وعملية التعلم نفسها، أنا أتفهم أن الشغف محفز للتعلم هذا أكيد ولكنه لا يرشدنا كيف نتعلم ومن أين نبدأ، أنا مثلا لدي شغف كبير بتعلم العزف على آلات بعينها ولا أعرف كيف أبدأ وإذا كنت سأنجح أم لا. الشغف والرغبة لم يفيدوني هنا.
من خلال تجاربي في التعلم الذاتي بالنسبة لي، أفضل طريقة تعلمت بها لغة جديدة هي من خلال سماع الأغاني ومتابعة المسلسلات والأفلام. الأغاني ساعدتني في حفظ الكلمات وتعلم النطق بشكل أسرع . أما المسلسلات والأفلام، فكانت فرصة عظيمة لفهم اللغة في سياقات حقيقية ومعرفة كيف يُستخدم الكلام في المواقف اليومية. هذه الطريقة كانت أسهل وأكثر متعة بالنسبة لي، وسمحت لي بتعلم اللغة بشكل طبيعي وسلس
التعليقات