كيف تعرف ان هناك اله؟
لكل سبب مسبب، ولبداية كل نظام مسبب أول، لذلك مهما أختلفنا حول ماهية الإله، فالعقل قصراً سيتجه لوجود مسبب أول لأي نظام وحدث، فحتى من ينكر وجودية الإله، يتجه إلا نسب السبب الأول لأمور أخرى، وبذلك تصبح هي بذاتها تتصف بصفة من الإعجاز ولو أنكر ذاك الشخص الألوهية .
كيف تقدم فكرة الاله لشخص لايؤمن بها؟
من أكثر المغالطات في رأيي هي محاولة إثبات وجود الإله من عدمه حسب منظور كوننا! فالأشخاص في هذه المعضلة يتجهون لخيارين لا ثلاث لهما وهما " إما وجوده أو عدم وجوده "، وهذا بحد ذاته ينفي الألوهية عن الإله، فشمل فهمنا للاهوت ضمن أنظمة ومنطق كوننا الحالي والذي يفرض خيارين لا ثالث لهما، هو بحد ذاته نظام قاصر لوصف الإله، فالإله موجود وغير موجود بآنٍ واحد، فالإله غير موجود مادياً، وموجود وجودياً فهو الحي الأزلي، وهذا الخيار الأقرب بالنسبة لي حين أصف بأن الإله " لا مثيل له "، فهو سيكون النظير المطلق لأساس الوجود " المادة الأولى الميتة " .
وماذا يريد منا؟هل يلعب معنا لعبه ؟ والخاسر يعذب؟ ام مالذي يجري؟
لا يوجد سبب واحد للخلق! فالكثير من الأسباب تدفع لوجودنا، إذاً البحث عن سبب واحد هو أمر غير مجدي، ما دمت موجود إذاً عليك الاستمرار والمشاركة بهذا النظام الحالي وإتخاذ أفضل الطرق للحياة .
الخاسر يعذب ؟ لا نعلم، فالعدل البشري لا شيء أمام العدل الإلهي، فنظرتنا لأي حدث قاصرة بما وصلنا من معرفة، وأما الإله العليم بكل شيء فهو يملك المعرفة المطلقة والتي يخرج منها العدل المطلق .
مالغرض من الأديان؟
إنها المنهجية الإلهية للحياة، ليست دستوراً ولا قانوناً وإنما منهج ودليل لهذه الحياة، كيف تعيش، تتعبد، تفكر، تعمل، تبحث، تبني العلاقات وما إلى ذلك، أنها منهجية تدلك لتعلم كيفية إختيار أفضل الطرق، وليس دستوراً لتمشي على طريق واحد! لذلك الغرض من الأديان هو جعل الإنسان يصل لنظام يناسب وقته عبر ذلك المنهج، بحيث يكون النظام عادل وجيد لتلك الحقبة، أنها منهجية وجدت لتناسب الناس وتجعلهم قادرون على بناء أنظمة باختلاف الحقب .
كيف تقنع شخصا "بانظمة الاسلام" في عصر كعصرنا
أنا من الأشخاص المؤمنين بأن الوحدانية بالله كفيلة بجعل الإنسان بنظري على الطريق الصحيح، أن يكون مسلماً أم لا فهذه ليست مسؤولية علينا فعلها عندما نجد شخص غيرنا غير مسلم، بل المسؤولية تقع علينا في كيف مساعدة أولئك الناس للتوجه لطريق الأفضل والأصح، لا يجب أن يكون إسلامهم الغاية، وإنما أعمار الإنسان بداخلهم .
لذلك إقتناعه أكان مسلماً أم لا بأنظمة الإسلام لا يعني بضرورة أنه شخص خاطئ، فقد يكون ما يوجد داخل هذا النظام ويرفضه الشخص إجتهاداً! العبادة والإيمان بالله ووحدانيته أمر ليس معقداً، أما كيفية الحياة فهي الأشد تعقيداً .
ثم عدم وجود تفاصيل في بعض الامور والذي يفتح مجالا للخلاف او لقرارات بشرية ....
ذكرت سابقاً أن الدين هو منهجية لبناء الأنظمة، وبذلك فالأديان لم تأتي لتقدم للناس دستوراً وقانوناً، ويمكننا أن نرى ذلك بوضوح، عندما قام الخليفة عمر بن الخطاب بوقف حد السارق، بما يتناسب مع حال الأمة وقتها، فذلك الصحابي فهم الغاية من الدين وأنه منهجية للوصول لأفضل نظام، لا قانون يطبقه فقط كآلة! فهو قام بتعديل قانون بتلك المنهجية بالاعتماد عليها .
أذكر قول لشيخ تعلمت على يده، أن الأحكام في القرآن وغيره تقريباً 10% من كافة أحكام وشرائع الإسلام، وإنما الباقي هي إجتهادات وأحكام توصل لها العلماء والأئمة أثناء البحث وما حصل مع زمانهم .
فكما ذكرتِ أمر تغطية الوجه، فمثلاً عند الشافعية ليس موجود، أما لدى الحنبلية فهو موجود، الإسلام يمتلك عشرات المذاهب الفقهية وأشهرها (الشافعية ، المالكية ، الحنفية ، الحنبلية والجعفرية ) والعديد من المذاهب العقدية ( السلفية ، الأشعرية ، الأثني عشر، والصوفية) وهناك المزيد منها ولكنها لم تكن بشهرة هذه المذاهب .
لماذا كان على الاسلام ان ينتشر -ببعض من السيف -.
الحياة ليست وردية! لسنا في المدينة الفاضلة، للوصول حتى للسلام هناك دوماً حاجة لإستخدام القوة، الإسلام دين، ودولة الإسلام أمر أخر له قوانينه وأسلوبه، فلتثبت وجود فكر ودين عليك بتقوية المنطقة التي به، ولذلك كان على الرسول الله عليه السلام أن يقود الغزوات من أجل تقوية وثبوتية تلك الدولة وليس لنشر الدين! الغزوات لم تكن كلها دفاعاً عن النفس، بل كانت للعديد من الأسباب .
حسناً، هل ما حصل ضمن تاريخ الدول الإسلامية كله صحيح ؟ لا التاريخ الإسلامي مليء بالنقاط السوداء وانتهاكات كثيرة، فقط الغزوات التي قامت في زمن رسول الله عليها السلام هي التي علينا اليقين بأنها كانت للغاية الأساسية فقط، أما ما بعدها فهو يقع ضمن البحث والتقسي، ويمكن للشخص الإطلاع على كتب تأرخ الكثير من الحروب من وجهة نظر الأطراف الأخرى، وسترى أن هناك الكثير من نقاط السوداء في تلك المسيرة .
لماذا يقص علينا الاسلام قصصا ؟ ماذا افهم من طوفان نوح وحمله زوجين من الحيوانات او من انفلاق البحر لاجل موسى ولماذا يتكرر هذا كثيرا؟
الإنسان بطبعه يميل لسماع الأمر روائي أكثر من توجيهات المباشرة، فمثلاً قصة موسى والخضر عليهما السلام، كان يمكن ذكر فوائدها مباشرة دون ذكرها، ولكن لن تكون ذات أثر نفسه كما لو ذكرت بطريقة تروي قصة وحدث .
كذلك الكثير من القصص ليست فقط لذكر أحكام وفوائد، فمنها من يكون لذكر عظمة الله، ومنها لذكر صفات بأقوام أخرى .
كيف نفسر المعجزات السابقة وامور كالاسراء والمعراج كونها غير علميه وغير منطقية وشيء يبدو خيالي ؟
يمكننا وضع نظريات حول ذلك! لكن تفسيرها يستحيل، فالعلم البشري مهما تقدم، لن يكون شيء أبداً أمام العلم والمعرفة الإلهية التي أتت بتلك المعجزات .
هل انتظر من القران ان يكون علمي ومنطقي؟ ام هو كتاب فلسفه فقط؟
اعتبريه منهجاً فقط! واعتمدي عليه للبحث والتقسي لا لأخذ قوانين وأمور علمية، هذه الأمور مسؤولية على عاتقنا نحن كبشر .
التعليقات