آرثر شوبنهاور هو فيلسوف ألماني يعرفه البعض بغريب الأطوار، وأنا شخصيًا لا أميل لهذا التعريف لا أطيقه، لا أعتبره وصف منطقي لفيلسوف يعيش بين الأفكار، تتجاذبه الأفكار المتناقضة من كل صوب، الفيلسوف مجبول على الحياة بهذه الطريقة، على الإيمان بفكرة ثم الكفر بها فالإيمان بأخرى وهكذا، حتى يجد مراده، اعتبار هذه الرحلة الفكرية غرابة أطوار هو استخفاف برأيي للفكر ككل، لُقب أيضًا بفيلسوف التشاؤم لنظرته السوداوية للحياة، لكن خلف كل هذه الألقاب هناك عقل مختلف..

فلسفته:

يؤمن شوبنهار بأن الوجود قائم بالأساس على الحكمة، وأن لا شيء يحدث عبثًا في هذا الكون، لكل شيء غاية يدركها، كما أنه كان يؤمن بوجود إله للكون رغم إلصاق الإلحاد به، فقد كان يدين بالمسيحية لفترة من حياته، وذهب إلى اعتناق ديانات هندية في فترة لأنها تتماشى مع نظرته للحياة التي يرى بها أن الحياة شر محض، الحياة ما هى إلا مزيج من ألم ومرض وأزمات، وهذا يفسر لنا لما لُقب بالمتشائم الأكبر ..

ربما ألحد في آخر فترات حياته، لكن ستجد إيمانه بوجود إله يقفز من بين كلماته، وهو بنفسه قالها بوضوح: "أن كل شيء في الوجود دليل على وجود فاعل، دليل على إدارته وحكمته وقدرته وإتقانه."

شوبنهاور عرف بالتناقض أيضًا، وهذا ستلمسه كثيرًا في قراءتك له، ستجده يؤمن إيمان كامل بأن هذا الكون مادي بحت، تحكمه المادة ولا شيء فيه غير المادة، ثم يقول إن الإرداة أقوى من كل شيء وهى التي تحركنا وتحرك العالم، ثم يقول أن الطبيعة هى التي تسير الحياة، وتدير الكون وفقًا لنظم وقوانين، لكنها لا تهتم بمن يتألم ويشقى، ولهذا الحياة شر محض..

بعض أقواله:

  • كل صبي أحمق يستطيع أن يقتل حشرة، لكن كل علماء الأرض لا يستطيعون أن يخلقوا واحدة.

  • قوة الإرداة بالنسبة للعقل مثلها مثل رجل قوي أعمى يحمل على كتفيه رجلًا كسيحًا يستطيع أن يرى.

  • الدين هو رائعة فن تدريب الحيوان، فهو يدرب الناس على الطريقة التي يجب عليهم التفكير بها.

  • التضحية باللذة في سبيل تجنب الألم، مكسب واضح.

  • نحن نتخلى عن ثلاثة أرباع أنفسنا لكي نصبح مثل الآخرين.

  • عادة ما تقابل أعظم إنجازات العقل البشري بالشك.

أشهر كتبه:

لشوبنهاور كتب كثيرة لكن أشهرها على الإطلاق، كتاب: العالم إرادة وتصور، الكتب يتحدث عن قوة الإرادة في تغيير العالم، وتغيير مصائرنا، والدور الذي تلعبه في حياة الإنسان، لكن للأسف لم يلقى الكتاب رواجًا حينها، لدرجة أن شوبنهاور دخل في نوبة إكتئاب بسبب رد الفعل الذي لم يكن يتوقعه أبدًا، حيث وصله خبر أن الكتاب -بعد مرور أعوام على نشره- تم بيعه كأوراق تغلف بها البضائع، هنا جن جنونه واتهم الفلاسفة والمفكرين في عصره بأنهم وراء ما يحدث، انها مؤامرة تحاك ضده فقط لأنهم لم يفهمون الكتاب، قائلًا: " كتابي هذا مثل المرآة، فإذا نظر فيها حمار فلا ينتظر أن يرى فيها وجه ملاك، بالتأكيد لن يرى إلا حمارًا." لقد افتتن شوبنهاور بكتابه لدرجة جنونية حد أنه قال أن جزء كبير من الكتاب، قد أملاه عليه الروح القدس.

من خلال هذه المقدمة القصيرة عن شوبنهاور وفلسفته .. ما رأيك به ؟ هل قرأت له أو عنه أية كتب من قبل ؟ وما هى ؟