"لا تسكن الريف فيضيع علمك" هي مقولة تُنسب للإمام الشافعي، وهناك جدل حادث على مدى صحتها. بغض النظر عن هذا، فإن المقولة إلى حد ما وجدتها صحيحة بعد اقتناعي لفترة طويلة بأن الريف هو المكان الأمثل للعيش.

بالطبع للعيش في الريف مميزات إن أنكرتها لم أنصف، مثل الهدوء والراحة النفسية التي ينالها المرء من هذا اللون الأخضر الذي يحيط به أينما ذهب. الناس أيضًا طيبون ويحبون المشاركة في الأحزان قبل الأفراح، وكل شخص له عائلة في كل بيت.

لكني تعودت أن أحكم على الشيء بسوءه حينما تغلب عيوبه مميزاته، فلا شيء في الحياة له وجه واحد، حتمًا هناك وجهان. وهذا تمامًا ما طبقته عند إصدار حكمي على سكن الريف.

لماذا لا أحب الريف؟

  • حياة كل الناس مِلك لكل الناس، لا خصوصية في الريف وحياة الشخص هي حياة الجميع.
  • كثرة الكلام والقيل والقال، وهذا استكمالًا للنقطة السابقة. فالناس في الريف معظمهم يشتغلون بالأشغال والحرف اليدوية، وهنا يصبح الكلام هو تسليتهم الوحيدة أثناء العمل.
  • نقص وسائل الترفيه.
  • عدم توفر الخدمات الأساسية بالكم المناسب، فالاهتمام يكون موجهًا من الدولة إلى المدينة وسكان الحضر قصرًا بينما تصارع بعض القرى في الحصول على خط مياه يصل إلى البيوت.
  • الناس يشبهون بعضهم إلى حد كبير، وفرصة التعرف مع ثقافات مختلفة شبه معدومة، بخلاف الوضع عند العيش في مدينة سياحية مثلًا.

لو أتُيحت لك الفرصة لعيش ما تبقى من حياتك في مكان واحد فهل تفضل القرية أم المدينة، ولماذا؟