ينصح الأطباء النفسيين بتقبّل نقائص النفس وأخطائها، ألا يتعارض هذا مع التطوّر الشخصي؟ ولماذا؟

برأيكم هل تتعارض أم لا تتعارض قبول نقائص النفس وأخطائها مع التطور الشخصي؟ ولماذا؟ شاركوني آرائكم!

لا أعتقد أن هذه القاعدة تؤخذ بشكل عائم هكذا، بل يوجد لها حدود، وهي تعتمد على نوع وطبيعة هذه العيوب، مثلًا إذا كانت هذه العيوب هي "عادات سيئة"، ففكرة تقبلها ما هي إلا عذر للتقاعس عن مسؤوليتك في إصلاحها، أما العيوب الشكلية على سبيل المثال والتخصيص ملامح الوجه\الشعر\اللون، هذه الأمور كلها علينا أن نتقبلها لأن عدم تقبلها سيجر معه مشاكل من المعاناة وتزعزع الثقة بالنفس.

كما أن هناك عيوبًا وصفات تكون أكثر تغلغلًا في الشخصية من غيرها، فإذا ما استصعب الشخص تحسينها أو لم يجد طريقة لذلك فالأولى أن يتقبلها عوضًا عن إنهاك النفس وجلدها باستمرار، هل لديك صفات كهذه؟

نقطة أخرى مهمة وهي تقبل أخطاء الماضي لاستحالة العودة وتغييرها.

أعتقد أن مسألة التعارض تعتمد بشكل كبير على وعي الفرد، فإذا كان الشخص يقبل عيوبه ويعمل على تحسينها، فإن ذلك يعتبر خطوة إيجابية تعزز من تطوره الشخصي، أما إذا كان الفرد يتقبل عيوبه إلى درجة أنه يحبها ويتعامل معها بشكل سلبي، مقتنعاً بأنها جزء منه وأنه لا يمكنه تغييرها، فإن المشكلة تكمن هنا لأن في هذه الحالة، ستستمر العيوب في التفاقم وتصبح أكثر سوءاً مما يعيق نمو الشخص وتطوره

لا أرى أن قبول الأخطاء يتعارض مع التطور الشخصي للفرد، وذلك طالما أنه تقبل تلك النقائص بالفعل ولم تعد تشكل مشكلة كبيرة لديه، فهو الآن جاهز تمامًا ليطور من ذاته ويعوض تلك النقائص سواء بتنميتها أو من خلال تطوير ذاته بطريقة أو بأخرى، المشكلة الحقيقية تكمن في طريقة قبول تلك الأمور، والتعايش أو التأقلم على وجودها.

لاتتعارض نهائياً بل هى شكل من أشكال الوعي بالذات ويمكن إذا تمت بشكل صحى أن تكون نوع من أنواع تطوير الذات الغير مباشر.

لقد قرأت فى كتاب فن اللامبالة أن سبب همومنا ومشاكلنا الكبرى أننا دائماً نسعى لنكون أفضل فى أى شئ وفى كُل شئ (نشترى أفضل سيارة - نأكل أفضل طعام او أكثر صحياً - نحمل أحدث هاتف - نعيش فى أفضل بيت - نعمل فى أحسن وظيفة - نتعامل مع أفضل ناس.....إلخ من قائمة لاتطول ومن برمجنا على كل هذا هم شركات التسويق لنشترى أكثر وأكثر وأكثر) لذلك من الحكمة أن نتجاهل هذا الفكر المبرمجين عليه وأن نقف على عيوبنا ومميزاتنا نتقبل من هذه الكثير ونعرف من هذه الكثير ونتقبلها ونأخذ من هذه نقطتان إلى ثلاث ومن الأخرى نقطتان إلى ثلاث أساسية فى حياتنا وهويتنا ونعمل على تحسينها وتطويرها.

برأيكم هل تتعارض أم لا تتعارض قبول نقائص النفس وأخطائها مع التطور الشخصي؟ ولماذا؟ شاركوني آرائكم!

أرى، أن لا تعارض بينهما فقبول نقائص النفس وأخطائها، لا يعني أن نستسلم لها، ونجزم أنها قدر مقدر، ونبقى مكتوفي الأيدي حيالها، بل بالعكس عند قبولنا بها، يتسنى لنا رؤيتها بموضوعية ووضوح، والوقوف على مدى تأثيرها على حياتنا، وحجم عرقلتها لتطورنا الشخصي، وبهذا نستطيع التعامل معها وتصحيحها وتجاوزها.

الفكرة هي : لا أحد سيغير عيبا في نفسه إلا بعدما يتقبل/يعترف بوجود ذلك العيب أساسا. الناس تكره كثيرا الاعتراف بعيوبها ونواقصها، وإذا اعترفت فغالبا ما تحاول التقليل من خطورتها. لذا، الفكرة في تقبل الذات هي تقبل أننا بشر بالأساس؛ ونتغير ونتطور، ونرجع عما كنا عليه لنكون شيئا جديدا.

سأضرب مثالا حضرته مؤخرا: كانت هناك فتاة تتكلم عن كيف أنها لم تكن تستطيع أن تكبم المقربين منها بكلام لطيف من قلبها فعلا. فكيف طورت ذلك؟ الخطوة الأولى كانت أنها تقبلت أنها بالفعل تفعل ذلك، وأن هذه مشكلة، وأن المقربين منها يستحقون أن يعرفوا معزتهم عندها. ثم، بدأت تفكر أن هذه الصفة لا داعي لها خاصة وأنها طورتها في ظروف معينة، وقد زالت هذه الظروف من فترة. وبعدها مباشرة، استطاعت التغيير بشكل كبير، وصارت أكثر انفتاحا، وتعبيرا عما بداخلها.

هي دائرة من تقبل الذات ثثم تطويها، وتقبلها ثم تطويرها وهكذا.

لا ارى تقبل العيوب يتناقض مع التطور الذاتي، بل على العكس، يعني كلنا لدينا عيوب و لا أعد كامل، فلو لم نستطع تقبل عيوبنا بهذا نحن لا نتقبل ذواتنا، فنحن سلبيا و ايجابيات، لا نتعلم حتى نخطئ و لو اعتبرنا تلك العيوب اخطائا فنحن نلاحظ عيوبنا و ندركها، نتقبلها، نحاول اصلاحها، سنستطيع اصلاح بعضها و بعضها شنبقى نحاول و نحاول، و بعضها محن اساسا لم نلاحظها، فهل انت تقول انه لنحقق التطور لا يجب ان نخطئ؟ كيف سنحقق تطورا ذاتيا بينما نحن غير متقبلين لذواتنا و لفرة اننا نملك عيوب كثيرة و سنرتكب اخطاءا كثيرة؟

لابأس في تقبل العيوب البشرية الطبيعية والتي قد تعتبر نقص يكمل العنصر البشري على انه ليس كامل

هناك عيوب في طبع الانسان او سلوكياته وعيوب خلقية كالاعاقة لاتؤثر على محيطك ولا على المجتمع ولاتقف حاىلا دون تطورك فلا بأس في تقبلها ..بل قد تحدث تحدي ودافع الى ان يحسن الانسان من نفسه ليجد نفسه بين المجتمع وليحدث اثرا في حياته ايجابيا .. بمعنى تكون وقود للايجابية ..

وهناك عيوب عليك تعديلها او ابدالها وهي التي قد تقف حائلا دون تطورك وقد تضرك واحيانا تضر من حولك من خلالك .. وهي عيوب تكون مكتسبة ويمكن تغييرها وتعديلها .. كالتكبر . الخجل .. وقد قالوا لايطلب العلم حيي ولا متكبر كون الخجل والكبر يحيلان دون التطور ..

ايضا الفضول الاجتماعي الممقوت الذي لاينفعك ولايزيد من رصيدك في مسار الاصلاح شيء-.. الحسد .. الانانية وحب الذات .. التلذذ في اذى الاخرين . الكذب .. استنقاص النفس .. الخضوع الكامل للاخرين .. الاعتمادية ...

ايضا تقبل كونك بشر فيك النقص والعيب كما فيك بعض الكمال والسواء .. لان هذا التقبل ينفي العيب السلبي وهو طلب الكمال الملائكي كونه مستحيلا ومتعبا ومنهكا وقد يتعب النفس ...

كونك بشر فيك من الكمال والتقص عليك ان تتقبل .

هم ينصحون بذلك لأنه أول خطوة للعلاج، فالأمر عندنا ليس مجرد ومتروك هكذا؛ لأنه لو كان كذلك فما قيمة عملنا وأثره على الآخرين، ولكن نحن ننصح بذلك ونروج له؛ لأن أول خطوة لعلاج أي مشكلة هو الاعتراف ثم التقبل، وبعد ذلك يمكن لنا البحث في الأسباب والدوافع ثم نتعامل مع الأمر، ولو لم يتقبل الفرد العيب أو الخلل فلن نتمكن من علاجه؛ لأنه لا يعترف بوجوده من الأساس.