ما أجده مميزا وحضاريا في حسوب هو أنه مجتمع عام يضم كافة أطياف الأديان والمعتقدات والأفكار , وليس لديه فكر أو دين معين, ويمكن لأي شخص أن يطرح موضوعا ينتقد فيه أحد المعتقدات شريطة أن يكون نقد بناء وحضاري ولا يشتمل على إسائات وشتائم كما نرى في صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي الأخرى.
وشخصيا أنا أرى أن مدى تخلف أو تحضُّر أي مجتمع يقاس بمدى الحرية الدينية والفكرية التي يتخذها هذا المجتمع والقدرة على تقبل الرأي الآخر .
وأيضا أنا أرى أن هذا أحد أهم الأسباب التى أدت إلى تراجع الحضارة العربية والإسلامية, فعندما تقرأ عن التاريخ الإسلامي في زمن الدولة الأموية والعباسية ستندهش بمدى التعايش السلمي الذي كان قائما آن ذاك بين شتَّى أنواع الديانات والعقائد مما جعل من العالم الإسلامي وقتها قبلة للباحثين عن العلم , وبمجرد إنهيار هذه القيم إنهارت معها الحضارة الإسلامية.
وفي سياق هذا الموضوع أردت أن أطرح بعض الأسئلة التي تجول في خاطري للإخوة الملحدين والذين لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون ,ويمكن أيضا لغير الملحدين أن يجيبوا على بعض الأسئلة إذا أرادوا
وأبدأ بالسؤال الأول:
1. متى قررت أن تلحد أو ما الذي جعلك تلحد وكم كان عمرك آن ذاك ؟
2. كيف كان قرار الإلحاد بالنسبة لك ,هل كان صعبا أم سهلا ؟
3. كيف كانت حياتك على المستوى النفسي والعقلى قبل و بعد إتخاذك لها القرار ؟
4. هل كنت مؤمنا إيمانا جادا بوجود خالق للكون قبل أن تلحد ؟
5. هل كنت تؤمن بكل بأركان الإيمان قبل أن تلحد والتي هي الإيمان بــالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر ؟(يمكن لغير الملحدين الإجابة عن هذا السؤال في حالة عدم إيمانهم بأحد الأركان)
6. هل كنت متدينا وتصلى بخشوع وتحافظ على العبادات والفرائض قبل أن تلحد ؟
7. هل تعلم عائلتك و المحيطين بك بأنك ملحد ,وإذ كانو لا يعلمون هل تنوى أن تخبرهم يوما ما ؟
8. ما هي المعاصي التي ترى أنها يجب أن تكون حرية شخصية والمعاصي التى تؤيد منعها بالقانون ؟
9. ما هي نظريتك الشخصية حول نشأة الكون ؟
10. برأيك ما هو مصير الإنسان بعد الموت ؟
11. ما رأيك في القرآن, هل قرأته و هل ترى أنه كلام معجز ,حتى ولو تم تأليفه على أيدي بشر ؟
12. هل ترى أن هناك إحتمال ولو بسيط بأنك ستؤمن بوجود خالق للكون إذا وجدت دليلا مقنعا في المسقبل ؟
أما أنا على المستوى الشخصي فالبرغم من عدم إعترافي بالأحاديث والسنة النبوية والفتاوى, ووجود بعض الإشكالات في فهمي للقرآن والعبادات إلا أنني وبدون وجود أي شك أؤمن كليا بوجود خالق, فمن خلال تأملي للكون والفضاء والتفاصيل المعقدة التي تجري داخل أجسام الكائنات الحية وما إلى ذلك فلا أستطيع بكل حال من الأحوال أن أقتنع أن كل هذا قد تم عن طريق الصدفة, فهذا بالنسبة لي كلإعتقاد أن كل الحواسيب والهواتف الذكية بتعقيداتها وتفاصيلها قد تم أيضا عن طريق الصدفة!
وفي النهاية أنا لم أرد بهذ الموضوع إلا الفائدة العامة وتبادل الآراء والأفكار بأسلوب حضاري وفعال, ومع إحترامي لكل الآراء والمعتقدات الشخصية.
التعليقات