اليوم في العالم العربي نرى انقسامًا بين من يطالب بالتحرر الكامل وبين من يعتبر أي جرأة تعديًا على التقاليد فن مكبل يخشى التجديد وفن متفلت لا يعرف حدودًا وفي هذا الصراع تضيع المعادلة الجرأة لا تعني التجاوز والاحترام لا يعني الجمود

الفن الحقيقي ليس في الصدمة أو الاستفزاز بل في لمس الوعي وتحريك الفكر الفنان الجريء يعيد قراءة القيم بعمق وإنسانية ويثير الجدل بالمضمون لا بالشكل كم من عمل فني بلا مشاهد صادمة هزّ ضمير الناس وغير نظرتهم للحياة

المجتمعات التي تخاف من الجرأة لا تتطور والفن الذي لا يحترم مجتمعه يفقد قيمته المسألة ليست في المنع أو الإباحة بل في فهم اللحظة الثقافية لكل مجتمع إيقاعه وحدوده المتغيرة والفنان الواعي يعرف كيف يلامس هذه الحدود دون أن يكسرها ويقول ما يريد دون أن يفقد احترام جمهوره