كبرنا ونحن نسمع أن الوطن أم وأن التضحية من أجله شرف وأن الدماء التي تسفك هي الطريق للكرامة صدقنا هذا الكلام وظننا أن الوطن سيبادل أبناءه الحب بالعدل والولاء بالرعاية والتضحية بالحقوق لكن الواقع كان مختلفًا رأينا شبابًا ضحوا بأحلامهم ثم تاهوا في طوابير البطالة رأينا أمهات قدمن أبناءهن ولم يجدن سوى الصمت رأينا رجالًا أفنوا أعمارهم في الخدمة ولم يحصدوا إلا التهميش

الوطن يطلب منا أن نعطي دائمًا أن نتحمل الجوع بحجة الأزمات أن نصمت على الظلم باسم المصلحة العليا لكن هل يُقاس الوطن بما نمنحه له أم بما يمنحنا هو؟