في كثير من البيوت لا يعيش الأطفال حالة فقر حقيقية بل يعيشون نوعًا آخر من الحرمان أشد قسوة وهو بخل الأب رغم قدرته المادية فالبخل هنا لا يعني ضبط المصاريف أو الاقتصاد بل أن يتحول الإنفاق على الأبناء إلى عبء نفسي يومي عليهم وكأن كل طلب عادي هو تهمة يجب أن يبرروها تخيلوا طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات أحضرت ورقة من المدرسة تطلب فيها الإدارة شراء زي رياضي معين كباقي زملائها كان ثمنه معقولًا لكن الأب رفض قائلًا هو إنتِ رايحة تتمرني في نادي خدي أي تيشيرت قديم وخلاص الطفلة ذهبت للمدرسة بملابس غير موحدة وسخر منها أصدقاؤها لم يكن الموقف عابرًا بالنسبة لها بل ترك داخلها شعورًا بالحرج والدونية فقط لأن والدها يرفض الإنفاق حتى في أبسط الأمور وفي مثال آخر شاب في العشرين من عمره والده ميسور الحال لكنه لا يعطيه سوى مصاريف جيب بالكاد تكفي المواصلات كل طلب يُقابل بجملة ما أنا بآكلك وباشربك إيه تاني ولما طلب مرة حذاء جديد لأن القديم تمزق رد الأب سيبه لسه ينفع شوية هنا لا نتحدث عن تقشف ناتج عن أزمة بل عن بخل متجذّر يصيب الابن بالإحباط ويهز صورته الذاتية أمام الآخرين في رأيكم كيف يؤثر هذا النوع من البخل على العلاقة بين الأب وأبنائه وهل يمكن للمال أن يُستخدم كأداة عقاب داخل الأسرة دون وعي
كيف يؤثر بخل الأب على توازن الأسرة؟
يمكن المال أن يستخدم كأداةعقاب لامشكلة أن يتم حرمان الطفل من شئ إذا قصر فى شئ أو كان مهملاً.
لكن تأثير البخل هذا على الأبناء يورثهم كره والدهم ويجعل الحياة صعبة عليهم ليس لأن حالتهم المادية صعبة إن كانت كذلك فسيرضو بالأمر الواقع ولكن بسبب وجود إحتمال أو إمكانية لحياتهم أن تكون أفضل وأحسن ولكنها ليست أفضل بسبب بخل والدهم فهنا أرى أناس أعرفهم عاشزا بهذه الطريقة وحينما كبر أولاده أصبحوا مسرفين بل ويفتعلوا مع والدهم المشاكل ويطلبوا منه أموال كثيرة جداً بشكل أكبر مما كانوا ليفعلوا إن كان ينزههم صغارا فحينما كبروا عوضوا الحرمان الذى عايشوه برفع صوتهم عليه بل والدخول فى مشاكل معه وخصامه حتى ينفذ لهم مايريدوا ويصرف لهم مايطلبوا.
بصراحة كلامك حقيقي وواقعي جدًا ولمسته في حياتي مع أشخاص أعرفهم بالفعل أحيانًا يُستخدم المال كوسيلة تربوية وهذا مقبول إذا كان في حدود المعقول ولأسباب واضحة لكن البخل شيء مختلف تمامًا البخل يخلق داخل الأبناء شعورًا عميقًا بالحرمان حتى لو كانوا محاطين بالضروريات لأن المسألة تصبح نفسية أكثر منها مادية رأيتُ بنفسي كيف أن بعض الآباء بسبب بخلهم جعلوا أبناءهم يكبرون وهم ممتلئون غضبًا ومرارة وعندما كبروا أصبحوا يسرفون دون وعي بل وتعاملوا مع آبائهم بقسوة وكأنهم ينتقمون من سنوات الحرمان أعتقد أن البخل لا يحرم الأبناء فقط من الأشياء بل يحرمهم من الحب والدفء والإحساس بأنهم يستحقون الأفضل لهذا أرى أن التوازن في التربية مهم جدًا فلا إفراط ولا تفريط لأن أثر الطفولة لا يمحوه الزمن فبرأيك هل يمكن لطفل نشأ في بيت يملؤه البخل أن يصبح في يوم من الأيام شخصًا متوازنًا لا يكرر نفس النمط مع أبنائه؟
بالعكس يكون هذا الشخص كريماً جداً مع أبنائه وبالأخص إن فتح الله عليه وأكرمه بمالاً كثيراً.
سبحان الله المشكلة التى يتم تطبيقها فى التربية هى الأنماط التى يتم التربية عليها والأفكار لكن لا أدرى بشأن البخل يكون من تم البخل عليه يكون كريم جداً مع أبنائه سبحان ربي العظيم قد يكون ممسكاً على نفسه ولكنه لايريد أن يضر أبنائه بنفس طريقة والده هذه تجربة حقيقية رأيتها أمام عينى صديق لى كان أبيه بخيل جداً عليهم وهوا كريم على إبنه بل ويبالغ فى الصرف عليه.
أى أذى يتأذى الإبن منه حينما يكبر ويخلف طالما انه مدرك أن هذا أذى يحاول جاهداً ألا يؤثر به على أولاده طالما أنه مدرك لكن إن لم يكن مدرك أن أبيه عصبي فى التربية فسيربي أبنائه هوا الأخر بعصبية فى التربية ولكن إن كان مدرك لتأثير عصبية والده عليه فسيحاول جاهداً ألا يكون عصبي فى تربية أبنائه.
لذلك التعلم عن التربية شئ مهم جداً لأنه يجعلنا ندرك أكان بتربيتنا شئ سلبي أم لا ونتجنب تطبيقه على أبنائنا.
برأيي البخل يخلق تأثيرات أبعد بكثير من كونها مشاكل بين الأب والابناء، كان هناك مثل شعبي ترجمته للفصحى تعني ( من لم يشبع على طاولة أبيه يظل طول العمر جائع) الحرمان الذي يشعره الأبناء من أكثر شخص مفترض أن يمن عليهم ويكرمهم حرمان لا ينتهي عنده هو فقط يبدأ في اقسى صورة له.
وبالمناسبة حرمان يولد الكراهية الظاهرة أو المغلفة بالنفاق، حرمان يدفع للخوف وضعف الشخصية والحاجة، ورأيت بأم عيني حالات كثيرة دفعها البخل للسرقة من الأب والأهل ومن أي مكان به مال كافي لتلبية الاحتياجات فأي كارثة فعل الأب هنا!!
البخل ليس مجرد تصرف مادي بل جرح عاطفي عميق يترك أثره في نفوس الأبناء مدى الحياة أعرف أشخاصًا عاشوا طفولة قاسية مع آباء بخلاء فخرجوا منها بشخصيات مهزوزة وشعور دائم بالنقص أو العجز وبعضهم لجأ للكذب أو السرقة فقط ليعوض هذا الحرمان البخل يخلق كراهية مقنعة ويهدم جسور الثقة داخل الأسرة ولهذا أرى أن الفقر قد يُحتمل لكن بخل القلوب لا يُغتفر في رأيك هل يمكن ترميم علاقة تكسّرت بسبب بخل أحد الوالدين أم أن بعض الكسور لا تُجبر؟
الحقيقة لا أعرف ولا أتصور كيف يبخل أب على فلذات كبده؟! الأطفال نعمة وزينة الحياة الدنيا كما قال خالقها سبحانه. ومن يتأخر في الإنجاب يدفع دم قلبه كما يُقال لكي يُنجب ويشعر بالأبوة وعاطفتها. لا أعلم أبداخل صدورهم قلوب أم حجارة؟!! ولكن المثالين اللذين ضربتهما لا ندري حقيقة أمر الأب. لا نعرف إن كان يملك ثمن اليوني فورم أم لا وقد يكون رده الغليظ مدارة و إخفاء لضعفه في هذا الموقف الذي يحتاج فيه الأبناء للإنفاق فلا ينفق.
أما إن كان الأب يملك المال وهو بخيل طبعًا وحقيقة فذلك قد يلوي أخلاق أبنائه وحتى زوجته إن كانت لا تعمل. فقد يُضطر الابناء إلى السرقة من وراء ظهره أو إلى ارتكاب أفعال مشينة خارج البيت تلبية لحاجتهم للمال ويكون الأب هو المسئول بالطبع.
أحيانًا لا يكون البخل مجرد تصرف مادي بل يكون رسالة غير معلنة تصل للأبناء بأنهم لا يستحقون أو أن قيمتهم أقل مما يتمنون هذا الشعور قد يترك أثرًا نفسيًا عميقًا في بناء شخصية الطفل وتقديره لذاته كثيرًا ما يتحول الحرمان إلى نوع من الصراع الداخلي بين الحاجة للحب والقبول وبين شعور دائم بالدونية والرفض وربما لهذا نجد أبناء الآباء البخلاء يعيشون في دوامة من إثبات الذات ومحاولة تعويض النقص المادي والعاطفي في آن واحد المسألة ليست فقط نقودًا بل كسر أو بناء لقيمة الإنسان داخليًا ترى هل يدرك الآباء فعلًا الأثر النفسي العميق الذي يتركونه وراءهم؟
شعرتُ بحزنٍ شديد وأنا أقرأ هذه المساهمة؛ فكيف لأبٍ ميسور الحال أن يبخل على أبنائه، لا في الكماليات، بل في أبسط احتياجاتهم التي تحفظ كرامتهم بين أقرانهم؟ برأيي، الأب الذي يختار أن يُضيّق على أبنائه رغم قدرته لا يُربّيهم على القناعة، بل يُغرس فيهم الشعور بالنقص والحرج، وربما يولّد في نفوسهم الكراهية لاحقًا. حين يُستخدم المال كأداة للسيطرة أو العقاب داخل الأسرة، يشعر الابن أنه عبء، لا أولوية. وهذه من أخطر الأمور التي يمكن أن تُصيب علاقة الأب بأبنائه.
أعتقد أن البخل ليس مجرد صفة عابرة عند بعض الآباء بل هو مرض نفسي حقيقي يُسمى أحيانًا اضطراب الاكتناز أو البخل القهري هؤلاء الآباء لا يدركون أن حرمان الأبناء من أبسط حقوقهم لا يُعلمهم القناعة كما يظنون بل يُزرع في داخلهم شعور مؤلم بالنقص وقد عرفت شخصيًا حالة قريبة عانت لسنوات من أثر أب بخيل كان يمتلك المال لكنه يعجز عن الإنفاق حتى على ضروريات أبنائه النتيجة كانت علاقة مشوّهة مليئة بالغضب والكراهية والهروب النفسي من هذا الأب للأسف بعض الآباء لا يفهمون أن الأبوة ليست فقط توفير الطعام بل أيضًا توفير الكرامة والاحتواء
نعم، عانيت شخصيا من بعض ما ذكرته، وهو ما حولني بطريقة أو أخرى إلى شخصية قوية منذ الصغر، منذ طفولتي المبكرة كنت أحاول دائما العمل وجني المال بنفسي من أجل تعويض ذلك النقص الذي غرسه في أهلي!
وكانوا فوق ذلك البخل (سامحهم الله) يمنعونني من العمل وجني المال بنفسي..
والنتيجة: بعد مرور سنوات، بدأت أفقد الشغف في دراستي شيئا فشيئا، وبدأت درجاتي في الانحدار، وبدأت حياتي تتجه نحو التجارة والعمل الحر والآن نحو ريادة الأعمال، وتخليت عن دراستي ولم أتحصل على شهادتي، وتزوجت في سن مبكرة وتحملت مسؤوليتي الكاملة.
بعض الأشياء قد تكون سيئة، لكنها قد تنتج أشياء جيدة، اليوم أنا أؤمن أن الحياة يجب أن لا تحدث بهذه الطريقة، وأسعى مستعينا بالله أن أوفر لأبنائي حياة أفضل من تلك التي عشتها ولو على ضيق من العيش، لكن بصناعة شخصية قوية تعتمد على نفسها ولا ينكسر ظهرها.
أتمنى أن لا يقرأ والداي هذا التعليق :) إذا حدث بطريقة ما (شبه مستحيلة) فأرجو العفو منهما، هذا قد يساعد بعض الأشخاص على عدم الوقوع في الفخ على الأقل!
أفهم تمامًا ما شاركت به وأظن أن كثيرًا منّا يحمل داخله جراحًا قديمة صنعت شخصياتنا بطريقة أو بأخرى الحياة أحيانًا تضعنا في اختبارات قاسية لكنها رغم ذلك تصنع فينا صلابة لا تأتي بسهولة ما لفتني في تجربتك هو قدرتك على تحويل هذا الألم إلى دافع لا إلى عذر وهذا في حد ذاته قوة حقيقية كثيرون يستسلمون ويغرقون في دور الضحية لكنك اخترت أن تواصل وتصنع مستقبلك بيدك وهذا شيء يُحترم بشدة أعتقد أن أجمل ما يمكننا فعله فعلًا هو كسر الحلقة لا تكرارها أن نمنح أبناءنا ما افتقدناه دون أن نغفل أهمية تعليمهم الاعتماد على أنفسهم كما فعلت تمامًا تجربتك مؤثرة وأظنها تلهم كل من يمر بظروف قاسية أن يصنع لنفسه طريقًا جديدًا
تحويل هذا الألم إلى دافع لا إلى عذر
هذا بالضبط ما أريد أن أوصله، شكرا على تعبيرك الواضح عن كنهه.
لاحظت أن كثيرين يبررون لأنفسهم أفعالهم وعاداتهم السيئة (ومنها عقوق الوالدين)، بل والمجتمع أيضا يبرر لهم ذلك بحجة أخطاء آبائهم، ولكن في الجانب الآخر علينا أن ننظر إلى هؤلاء الآباء بعين الشفقة والتفهم، لأن الظروف التي مروا بها والتربية التي تربوا عليها صنعت منهم هذه الشخصيات، لا لأنهم يكرهون أبناءهم أو يتمنون لهم الفشل، لكنهم بطريقة أو بأخرى يظنون أن ذلك هو الصواب.
ودائما ما أتفكر في أن جيل الآباء أحسن قليلا من جيل الأجداد، ونحن نسعى لنكون أحسن قليلا من جيل آبائنا، وهكذا تتطور الأجيال بإيجابية دون الانحدار في فساد آخر لا تحمد عقباه، أراه أنا كهدم لما بناه آباؤنا وأجدادنا، لأننا صرنا نلاحظ الكثيرين من هذا الجيل يتعذرون بهذه الأسباب الواهية ليتخلوا عن جميع القيم التي ورثوها عن آبائهم جميلها وقبيحها، ويتبنون بدل ذلك قيما غربية مسمومة هادمة لكل خلق جميل فينا، فينحدرون إلى أسفل مستوى، وينتجون بعدهم جيلا أسوأ منهم ومن آبائهم!
حين يبخل الأب على أطفاله في احتياجاتهم الأساسية أو حتى في الأشياء الصغيرة التي تُشعرهم بالحب، تبدأ صورته تهتز. الطفل لا يفرّق بين "الظروف" بل يربط العطاء بالمحبة، فكلما قلّ العطاء، شعر الطفل أنه غير محبوب.حين يُربط العطاء بالسلوك (مثلاً: "لن أشتري لك شيئًا لأنك لم تذاكر")، يتحول المال إلى أداة تحكم.
أحيانًا يُعاقب الطفل بالحرمان دون توضيح، فقط لأن الأب غاضب أو متضايق. فيشعر الطفل بالذنب أو الارتباك، ولا يفهم السبب الحقيقي.
هذا النوع من "العقاب المالي" يولّد خوفًا من الطلب، أو إحساسًا بالمهانة عند الحاجة، ما قد يستمر معه حتى بعد البلوغ.وقد يخلق فجوة عاطفية:
البخل لا يُؤلم بسبب المال فقط، بل لأنه يُشعر الطفل أنه "لا يستحق"، فيبدأ الطفل بالصمت، أو الشعور بالدونية، أو حتى العدوانية.
حتى يزرع في الأبناء قناعات مشوهة:
مثل: “أنا لا أستحق”، أو “العالم لا يعطيني”، أو “الحب يُشترى”، مما ينعكس على شخصيتهم مستقبلاً.
أعتقد أن هذه النقطة مهمة جدًا لأن كثيرًا من الآباء لا يدركون أن البخل لا يؤذي الطفل ماديًا فقط بل يترك أثرًا نفسيًا عميقًا قد يلازمه طوال حياته الطفل في عمر صغير لا يستطيع أن يفهم معنى الظروف أو الضغوط المالية هو ببساطة يرى أن العطاء تعبير عن الحب وكلما حُرم منه يشعر وكأنه غير محبوب أو أقل من غيره وهذا يولّد مشاعر نقص قد تتحول فيما بعد إلى قلة ثقة أو إحساس بالدونية وحتى العلاقات داخل الأسرة تتأثر لأن الطفل يبدأ في الابتعاد أو التمرد أو فقدان الشعور بالأمان لذلك أرى أن التوازن ضروري حتى لو كان العطاء بسيطًا المهم أن يصل للطفل الإحساس بالحب والاهتمام لأن القيمة المعنوية أحيانًا تكون أقوى من القيمة المادية
بخل الأب يُخلّ بتوازن الأسرة بشكل عميق عبر عدة جوانب:
توتر العلاقات يخلق جواً من التوتر والصراع الدائم بسبب الحرمان المالي وحجب الاحتياجات الأساسية.
الحرمان العاطفي يُضعف الترابط الأسري، حيث يُفهم البخل كرفض للعطاء المعنوي قبل المادي.
تفكك الأسرةيدفع الأبناء والزوجة للبحث عن مصادر دعم خارجية، مما يُضعف الثقة بالأسرة.
الحرمان المادي يحرم الأبناء من فرص التعليم والرعاية الصحية الملائمة، ويعمق شعورهم بالنقص.
تأثير نفسي طويل المدى يزرع في الأبناء قيماً مادية سلبية، ويشوّه صورة الأب كمعيل ومصدر أمان.
انهيار الأدوار يُفقد الأب مكانته القيادية في الأسرة، لتحل محله صورة "المُحتكر" بدلاً من "المُعيل".
البخل في شريعتنا صفة مذمومة، وخاصة حين يصدر من الرجل تجاه أهل بيته.
ورغم أن كثيرًا من الحالات التي يُوصم فيها الرجل بالبخل قد تكون في حقيقتها مجرد اختلاف في ترتيب الأولويات، إلا أن استغلال مفهوم القِوامة الشرعية - مثل النفقة على الأكل والشرب - والتعامل معها كمنّة أو فضل، أمر غير مقبول شرعًا ولا أخلاقيًا.
كثيرًا ما تُصوَّر هذه الحالة في الأعمال الفنية، وغالبًا ما تُربط بعائلات يكون فيها الأب غارقًا في الإدمان أو محاصرًا بديون ثقيلة مع أطراف مشبوهة.
ولو سألت اليوم أحد الأطفال - ممن يعيشون في كنف الأمن والاستقرار - عما قدمه له والده مما لم يكن متاحًا له في صغره، فقد يردّ ببراءة: "وهل كان والدي طفلًا يومًا؟"
ما يعتبره الأبناء اليوم من الحقوق البديهية، لم يكن في الماضي سوى أحلام بعيدة المنال. فوالدهم، الحاصل على شهادة التعليم المتوسط، قد تبدو شهادته في نظر جيلهم محدودة، لكنها في سبعينيات القرن الماضي كانت تفتح له أبواب وظائف محترمة، كالتعليم مثلًا. ولا يجب أن نغفل أن ما يُعدّ اليوم رفاهية، لم يكن متاحًا للجميع في السابق.
البخل داخل الأسرة قد لا يكون مجرد سلوك مرفوض، بل قد يكون عرضًا لاضطراب أعمق، مما يستوجب فهمه ومحاولة علاجه بدلًا من الاكتفاء بإدانته.
التعليقات