في مفارقة مهمة بين "الراضيين مقابل المُعظمين أو المحققين" يكون التساؤل: أي الطريقتين أفضل لو نظرنا إليها بموضوعية؟
حتى نتحدث عن الموضوع، مثال بسيط عليه هو شراء الملابس، بعضنا لا يستطيع أبداً الاقتناع بقطعة ملابس أو يقرر شراؤها دون أخذ ساعات طويلة في التجول بين المحال ومقارنة الخامات والأسعار، لأنه ببساطة يريد الحصول على "أفضل قطعة وخامة مقابل أفضل سعر" "The perfect deal!"، أما على الناحية الأخرى، نجد البعض متى وجد قطعة تناسبه، وتناسب ذوقه وخامة جيدة مقابل سعر جيد، لا يتردد مرتين، ويشتريها فورًا، دون الحاجة إإلى البحث في أي محال أخرى.
الفكرة أن اسلوب اتخاذ القرار هنا لا يختلف أبدًا عن المواقف الأخرى، اختيار وظيفة ومسكن ودراسة وكل ذلك.. مشكلة المحققين هي المثالية، وإنهم برغم تحقيق أفضل اختيار -حسب رؤيتهم- يقعوا بعدها فورًا في دائرة الشك والندم "ماذا لو كنت اخترت الآخر؟" "ماذا لو كنت مخطئًا بشان قراري من البداية؟"، أما الراضيين، فنعم يحققون سعادة وشعور راحة وقتي حقيقي، ولكن فرص حصولهم على أفضل فرص بالمقارنة بمهاراتهم المهنية والحياتية حتى أقل طبعًا، لأنهم لا يبذلون مجهودًا كبيرًا في البحث وجمع المعلومات عن كل اختيار مطروح، لذلك، بحكم تجاربكم، هل المحققين أفضل أم الراضين، وأي الأسلوبين تجدونه مريحًا؟
التعليقات