فرض رسوم إضافية على المسافرين على حسب أوزانهم. إلى أي مدى تتفق مع هذه الخطوة؟

أرى أن فرض رسوم إضافية بناءً على الوزن مسألة معقدة وحساسة؛ صحيح أن هناك اعتبارات عملية مثل استهلاك الوقود وراحة المسافرين، لكنها لا ينبغي أن تطغى على مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة. التعامل مع المسافرين يجب أن يكون بروح العدل لا بروح العقوبة، وأي سياسة جديدة ينبغي أن توازن بين الاعتبارات الاقتصادية واحترام الناس دون وصم أو تمييز.

مرحبا أ. هدى

أعتقد أن هذا نوعًا من التمييز وكأنه يتم عقاب الشخص لأن وزنه زائدًا مع أنه قد لا يكون ذنبه في كثير من الأحيان، فالبدانة لا تسببها كثرة الأكل فقط ولكن هناك عوامل أخرى منها المرض، فهل يُعاقب المريض على مرضه؟!

ثم إن هذا الأمر سيفتح الباب للعديد من التساؤلات الشائكة، فمثلًا ما هو الوزن المقبول بالنسبة لشركة الطيران؟ ومن سيحدده؟ وهل كل الشركات ستحدد نفس الوزن؟

وإذا كانت الحجة لفرض رسوم إضافية على  الشخص زائد الوزن هي التكلفة الإضافية التي يكلفها للشركة، فهل يتم فرض رسوم إضافية على المسافرين المزعجين أو كثيري الطلبات أو كثيري الثرثرة؟ أو حتى المرضى الذين يحتاجون لعناية خاصة من المضيفات أثناء الرحلة؟

النظر إلى الإنسان كـوزن زائد يتجاهل البعد الإنسانى والصحى فالسمنة ليست دومًا نتيجة خيارات شخصية فقط ، فقد تكون ناتجة عن أمراض مزمنة، أو عوامل جينية ، كما أن اتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة التابعة للأمم المتحدة ترفض التمييز المبنى على الخصائص الجسدية.

في رأيي، هذا القرار يمثل تمييزًا فاضحًا ضد الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وهو لا يأخذ في الحسبان الظروف الصحية والنفسية التي قد تكون وراء وزنهم الزائد. كيف يمكن فرض رسوم إضافية على شخص قد يعاني من مشاكل صحية تسببت في زيادة وزنه؟ الأهم من ذلك، هذا القرار يضاعف من مشاعر الوصمة التي يعيشها هؤلاء الأفراد. الفكرة نفسها مهينة، وكأنهم يشترون تذكرة خاصة بهم فقط بناء على وزنهم، هذا لا يبدو عادلاً أو منطقيًا بأي حال من الأحوال.

من عاقل يؤيد ذلك القرار؟

تكفي مشكلاتهم، لا داعي لأن نزيد صعوبة الحياة عليهم.

أعتقد أن فرض رسوم إضافية على المسافرين حسب أوزانهم قد يكون مسألة مثيرة للجدل، حيث أنه قد يشمل عوامل قد تكون خارج إرادة الشخص. فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار أن السمنة قد تكون ناتجة عن أسباب صحية أو وراثية، وبالتالي فرض رسوم إضافية قد يكون غير عادل في هذه الحالات. من المهم أن نتذكر أن أي خطوة يجب أن تحترم كرامة الأشخاص وتتعامل معهم بشكل عادل، بعيداً عن التمييز.

الأسلوب هذا أقرب لأسلوب الجبايه , و أكثر من يفكر بالطريقة هذا ناس عندهم أمراض نفسيه وعقد داخليه يحتاجون إلى علاج أكثر من مريض السمنه و خطرهم أشد منه السمنه .

انا سألت واحد من بلدتي يعاني من السمنة هل تشعر بالحرج عندما تذهب للفرزة بقصد السفر؟ 

فرد علي وقد ظهرت على وجهه مظاهر التاثر : نعم هذه مشكلة كبيرة بالنسبة لي فمجرد التفكير في السفر او الانتقال من مدينة إلى اخرى اشعر بالقلق والهم والاحراج... 

يقول أحياناً عندما أصل الفرزة اسمع صوت صاحب السيارة او من ينوب عنه ينادي باعلى صوته : باقي راكب باقي راكب وعندما يراني مقبل عليه يسكت ويتظاهر بان العدد مكتمل.. 

يقول حتى انني اضطررت ان اشتري دراجة نارية اسافر بها للتخلص من هذه المشكلة ومن هذا الاحراج.. 

احياناً السيارة تتسع لاربعة وعندما يكون من ضمن المسافرين رجل ممتلئ لا تتسع الا لثلاثة وبالتالي يكون امام صاحب السيارة خيارين : اما ان يخسر أجرة راكب او يضاعف السعر على السمين وياخذ منه قيمة مقعدين ...

ولكن إذا تناولنا الموضوع من زاوية إنسانية المفروض نتعامل معهم كما نتعامل مع كبار السن واصحاب الاحتياجات الخاصة ولا نجعلهم يشعرون بانهم عبء كما انه على الدولة ان توفر للناس مواصلات عامة وباسعار رمزية وتتسع للجميع... 

اما قضية الطائرات وغيرها من وسائل المواصلات الواسعة فلا يحق لها وتحت اي غطاء كان ان تتعامل مع الناس بالوزن والا فقد ماتت الانسانية ومات الضمير وماتت الاخلاق وتعطلت حاسة الخير.