_ العرض هو أن تعرض و تطرح مشهد أو فكرة أو مقترح لخطة عمل أو رواية و غير ذلك .. و تترك الآخرين لكي يحكموا بأنفسهم و يصوتوا و يقيموا الأعمال و الأفكار و الرؤى ...
_ بينما الفرض هو إضفاء الطابع الشخصي و الحكم الذاتي على المعروضات و محاولة فرضها بالإكراه و بإستعمال القوة و الابتزاز و التهديد ...

و المجتمعات الإنسانية بطبعها النفسي لا تحب سياسة الفروض و الإجبار و الإكراهات دون أن يكون لهم إقتناع عقلي و استشعار عاطفي بجدوى ما يعرض عليهم من مقترحات و أفكار و نظم و مشاهد و رؤى .. لأن الإكراه على القيام بفعل أو قول ما و المصادقة عليه بالقبول أو الرفض يعتبر انتهاكا صارخا لحق من حقوق الإنسانية و هو أحقية الحكم و حق الرأي الخاص و حق الوعي و حق الإقتناع .. و من الأخطاء الفادحة و من التشوهات المعرفية اعتبار أن ما يقنعنا و يناسبنا نحن لابد من أن يكون مقنعا و مناسبا لغيرنا ، فلكل إنسان معاييره و طرقه و أساليبه التي تتناسب مع طبيعته و مع نفسيته ..

لا تسمحوا لأي شخص غيركم بالحكم و التقرير بالنيابة عنكم فيما يصلح أو لا يصلح لكم ، فالقرار و الحكم ينبع من داخلكم فهناك يقع مقر إصدار الأحكام المتعلقة بكم و هو من داخل ذواتكم .. طالما أنت المعني بشيء ما فأنت الوحيد الذي يقرر مشاعره و رأيه في ذلك الشيء و أنت الوحيد الذي يتحمل نتائج مشاعره و أفكاره و أقواله و أفعاله و قراراته .. و الضغط الخارجي ليس مبررا للموافقة على أي معلومات و بيانات خاطئة .. لابد من الإنتباه إلى هذه النقطة لأنها حساسة جدا ...