معظم التساؤلات التي تشعرنا بالضيق والقلق، هي مجموعة من المواقف أو الأسباب التي لا ترقى للتوقعات المثالية التي نفكر بها عن "الحياة"، فمثلًا لماذا تحدث مديري إليَّ بهذا الأسلوب؟ لماذا فشلت علاقتي السابقة؟ إلى متي تستمر معاناتي في وظيفة لا أطيقها؟ هل أنا السبب في الانفصال أو الطلاق؟ لماذا توفى صديقي فجأة؟ تلك التساؤلات طبيعية، ولا مشكلة فيها، إذا كان هدفها هو بحث عن أسباب منطقية تساعدنا على تجنب أخطاء لاحقة أو تجاوز بعض الآلام، لكن في حالة أنها المسبب الرئيسي للحزن والخوف والقلق، فمشكلتنا معها تجاوزت المشكلة، إلى مرحلة "كيف حدث ذلك وأنا لا أستحقه؟"

وهنا مفهوم أخذ الحياة بحمولات جدية وصارمة تعاكس حقيقتها، فالحياة فعلًا غير عادلة ومؤلمة في أغلب مراحلها، ومفهوم الألم والمعاناة يختلف من شخص لآخر حسب الموقف وحسب مبادئه، ولكن الأهم أن "قبول" حقيقة الألم والمعاناة أجزاءً طبيعية منها هو سبيل النجاة.

البعض حتى يذهب إلى الفلسفة التشاؤمية باعتبارها وسيلة تقبّل ورؤية واقعية للحياة، بل يجدوا فيها التنفيس المطلوب، فعندما تقرأ "اليوم سيئ، وغدًا ربما أسوأ، وهكذا حتى الأسوأ على الإطلاق" فتبتسم، وتشعر أن مشكلتك اليوم أصبحت أخف عندما وجدت إن اللامثالية والمعاناة هي حالة نتشاركها كلنا، فلما نتشبث بشعور المعاناة إذا كانت هذه هي طبيعة الحياة؟ أليس من الأفضل أن نتعامل مع كل موقف على حدى دون أي توقعات مثالية؟