عندما تحدثت عن أهمية الأسلوب عند تقديم النصيحة في هذه المساهمة:

رأيت أكثر من تعليق جعلني أتعجب من المنظور الخاطئ الذي قد يحمله البعض تجاه فكرة النصيحة.

البعض يعتقد أن النصيحة غير مهمة أو لا تأخذ إلا من صاحب الإختصاص وهناك من رفض النصيحة من الأساس.

المشكلة أن التصور الخاطئ لمفهوم النصيحة يؤذينا أكثر من ما يفيدنا، فلا يستطيع الإنسان العيش من دون الآخرين مهما أصبح في هذه الدنيا ناجحاً، فهذه سنة جعلها الله في الأرض حيث قال:

{...بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا...} [الزخرف: 32].

نعم أتفق أن النصيحة تؤخذ من أهل الإختصاص، ولكن هل يجب أن أكون مختصا في علم ما حتى أنصحك في أمور جربتها انتفعت بها، قد لا تنفع معك ولكن من باب النصيحة أنصحك بها، فليس كل ما يقال يجب أن تطبقه حرفياً، فكما قال أ.ياسر الحزيمي، وهو يتحدث عن موضوع مشابه وهو النقد، فقال:

"اجعل نقد الناس لك وملحوظاتهم فيك ومآخذهم عليك مجرد فائدة ولا تجعلها في الحكم عليك قاعدة ولسلوك قائدة"

فعامل النصيحة بالمثل، على أنها مجرد رأي ووجهة نظر قد تلفت نظرك لأمر غفلته.

وإصراري على الحذر من أخذ النصيحة وتصديقها بشكل أعمى وهي فكرة ليست كل نصيحة تقال يراد بها النصح، قد يكون الدافع لذلك هو أذية لك ولكنها مغلفة على شكل هدية تسمى النصيحة. كالمنافقين الذين قال الله تعالى عنهم:

{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ...} [التوبة:67].

طبعاً كلامي لا يقصد منه عدم الثقة بالناس ولكن أن يحذر قد استطاعته.

الفكرة أن النصيحة تؤخذ ولكنها ليست قاعدة ملزمة لك فقد يراد منها الصلاح أو الضلال ولكنها تبقى مهمة فهي كلوحة الإرشادات تنبهك على الأمور التي قد غفلتها في طريق تعلمك أو عملك.

ما هو رأيكم؟ هل تأخذون النصيحة على محمل الجد أم لا؟

وفقكم الله.