مع مرور الوقت، تتغير اهتماماتنا وتتحول أولوياتنا بشكل طبيعي. ما كان يشغل بالنا في الماضي ويستحوذ على اهتمامنا قد يصبح اليوم مجرد ذكرى عابرة. الحياة تتجدد باستمرار، ومعها تتطور رغباتنا واهتماماتنا، مما يدفعنا للتخلي عن أمور كانت ذات قيمة بالنسبة لنا في وقت ما. هذا التحول يعكس نموّنا وتطورنا الشخصي، ويبرز كيف أن التغييرات في حياتنا يمكن أن تمنحنا فرصًا جديدة وتفتح أمامنا آفاقًا لم نكن نتخيلها.
هل لامست التغير الذي حدث في حياتك؟
بالتأكيد لامسته، والتغيير الجذري بكل شيء كأولويات وكطريقة تفكير لامسته بعد الثلاثين، كنت شاركت بعض من هذه التغييرات بهذه المساهمة
قرأت مساهمتك وأحييكِ عليها، ولكن لماذا تحدث تغييرات كثيرة عن الثلاثين في اعتقادك؟ بمعنى أنني أستيقظ اليوم مثلًا وقد أتممت الثلاثين، فلماذا سأغير عاداتي -سيئة كانت أم جيدة- لمجرد إكمال رقم محدد؟
ولكن لماذا تحدث تغييرات كثيرة عن الثلاثين في اعتقادك؟ بمعنى أنني أستيقظ اليوم مثلًا وقد أتممت الثلاثين، فلماذا سأغير عاداتي -سيئة كانت أم جيدة- لمجرد إكمال رقم محدد؟
اسمحي لي بالمشاركة، لكن في اعتقادي أن ما يجعل الثلاثين مختلفة ليس الرقم بل طول الرحلة التي قطعناها، إن قسمناها لثلاث فالعشر الأولى طفولة، والعشر الثانية بداية شباب، والعشر الثالثة شباب مع نضج وفكر مختلف، بمراحل دراستنا المختلفة وفي العشرينات خاصة نجد كل الدعم ممن حولنا وبخاصة الأهل، أما بمجرد تخرجنا تبدأ مرحلة جديدة بالانضمام للعمل وتكوين أسرة، ومع مرور الوقت نجد أنفسنا مسئولين عن أشخاص (في البيت والعمل) بعد أن كنا محط اهتمام ورعاية الأهل، وتتزايد المسئوليات تدريجيًا ويتغير الفكر، عندما أن ندرك أننا تغيرنا نكون بالفعل في الثلاثينات.
لامسته وأحيانا أقول ماذا لو كنت ولدت من البداية هكذا بصورتي الحالية، أتوقع كنت سأتفادى مشاكل كثيرة، وكنت لن افوت فرص كانت جيدة بوقتها، الخبرة باختصار
أحيانًا نور أتوقف عند نقصة الفرص تلك، ماذا لو كانت هذه الفرصة الباب الذي أغلقته بنفسي وكان هو السبيل لما أريده؟ ولكني أدرك أن ما مضى لا يمكنني تغييره من ناحية، والأخرى أنني ربما لم أكن مؤهلة في هذا الوقت لفتح الباب، أو ولأكون حيادية جدًا، نعم أضعت فرصة قوية، ولكن لا يزال هناك فرص أخرى يمكن الحصول عليها أيضًا، لا تتوقف الحياة عند فرصة واحدة فقط مهما بلغت أهميتها.
نعم، لاحظت هذا التغيير في حياتي، ولكن لنقل أنه تدريجيًا، العقلية التي استخدمها الآن تختلف تمامًا عن تلك من ثمانِ سنوات تقريبًا، وقتها كانت لديَّ طموحات كثيرة ولكني كنت أتبنى عقلية منغلقة محدودة -دون إدراك مني بذلك- ولكن بمروري بتجارب عديدة، أدركت أنه عليَّ ترك مساحة أكبر للاختيارات في حياتي، وهنا تحديدًا بدأت ألمس هذا التغيير، وكلما تمرست أكثر في هذه العقلية، وجدت مساحة أكبر من الاختيارات وكلها تخدم أولوياتي بطريقة أو بأخرى، على أن الأولويات نفسها تتغير كلما زادت معرفتي بما أريد تحقيقه.
مرحبًا عفيفة أسعدني رؤيتك من جديد في عالم حسوب يا صديقة!
على الرغم من أن ما ذكرته صحيح، إلا أنني أميل إلى محاولة الإحتفاظ بالأمور التي كانت ذات قيمة بالنسبة لي في يوم من الأيام حتى الرمق الأخير ما دامت لا تتعارض مع مبادئي الحالية، أعلم أن الأمر يبدو غريبًا ولكن يوجد بداخلي جانب يقاوم التخلي مع كل شيء، الأشياء والأفكار والمشاعر.
ولكنني أتغيّر هذه طبيعة الحياة، ومخرجات رحلة النضوج.
نعم، يمكن تقسيم حياتي الثلاثينية إلى ثلاث مراحل، الطفولة الجميلة برغم بؤسها، فترة المراهقة وأوائل النضج، والتخطيط لأمور لم أفعل حتى عشرة بالمائة منها، ما يعني أنني لا زلت متأخر جدا، المرحلة الثالثة، وهي الأصعب؛ تحمل المسؤولية الكاملة. هنا تتراجع السعادة، وتكاد أن تتبدد الطموحات، أمام ترسانة المسؤوليات .. المسؤلية مفهوم ثقيل فعلا.
التعليقات