أيّهم برأيك المُساهِم الأكبر بفقر الناس عربياً، الثقافة الاستهلاكية أم التضخّم؟ ولماذا؟

يلعب التضخم دوراً كبيراً في زيادة الفقر، حيث تتزايد أسعار الأغراض الاستهلاكية الأساسية مثل الطعام والملبس وحتى السكن، بينما تبقى المرتبات ثابتة، وهذا يؤدي إلى أن الفرد الذي كان يستطيع تحمل تكاليف معيشته الأساسية مع بعض الترفيه، يجد نفسه الآن غير قادر على تحمل حتى تكاليف المعيشة الأساسية فقط، لكن بالطبع تؤدي الثقافة الاستهلاكية إلى الفقر أيضاً، وهذا واضح في واقعنا الحالي حيث ينشغل الناس باقتناء الأجهزة التكنولوجية سواء لأغراض ترفيهية أو كمستلزمات للعروس، بالرغم من عدم قدرتهم على تحمل تكلفتها، ونتيجة لذلك يلجؤون لشرائها بنظام التقسيط، ويطبقون نفس الأسلوب على جميع احتياجاتهم، وفي النهاية، يجدون أنفسهم مثقلين بالديون التي تتجاوز دخلهم الشهري، مما يدفعهم للعمل في وظائف متعددة لتغطية الديون والمصاريف الشهرية، فيزيد الضغط عليهم وتصبح حياتهم أكثر صعوبة

نعم. الثقافة الاستهلاكية بسبب الدعاية التي تؤكد أن كل هذه الأشياء والمنتجات لا يمكن الاستغناء عنها، وأن شكل بيت الغربي هو النموذج المريح للحياة.

فالمتزوج يظل يسعى لتلبية كل المتطلبات الجديدة من المنتجات، ثم يريد لبناته نفس نمط الحياة، وطالما هناك مقتدرين يستطيعون توفير ذلك من أول يوم، فالكل سيختار المقتدر لابنته حتى لا يعيش الزوجان يفكران في شراء ما ينقصهم، بل في شراء كل جديد.

شكرا لك

يمكن أن نشير إلى التضخم وثقافة الاستهلاك بأصابع الاتهام على حد السواء إذا ما أردنا أن نبحث في سبب فقر الناس، فالتضخم له تأثير كبير ولكنه خارج عن إرادتنا، وثقافة الاستهلاك القائمة على التباهي وعدم النظر في المقدرة الشخصية لها تأثير أكبر وهي بفعلنا، ولو تعاملنا معها سنتمكن من التنفس قليلاً وحل قيود الفقر التي تربط أعناق معظم فئات المجتمع.