كلما انتقدنا فعل أو تصرف هذه الأيام نسمع عبارات مثل: لا تحكم على أحد، انشغل بنفسك ودع الخلق للخالق..وهكذا.

ورغم أننا نرفض الأحكام الخاطئة، ونرفض الأحكام المتسرعة أو غير المنطقية، ونرفض الأحكام التعميمية أو غير الملمة بالتفاصيل.

إلا إننا بصفتنا بشر فنحن كائنات أخلاقية أساساً، قد ميزنا الله بالعقل فنعرف الخير والشر، ونميز الصحيح من السقيم، ونفرق بين الصحيح والخطأ، فلو اختلطت هذه المفاهيم مع بعضها البعض، وصار الخير كالشر، والباطل كالحق، والمزيف كالحقيقي، نكون فقدنا ميزة عقلنا.

فالعقل قد سُمي عقلاً (العقل في اللغة هو ربط الدواب حتى لا تتحرك)، لأنه يعقل صاحبه، أي يحبسه عن ذميم القول والفعل، فبدون تصورنا لمفهوم (الذميم) لا يكون للعقل فائدة أصلاً.

لكن يبدو إن محو فكرة (الحكم) بكليتها سائدة بين الأوساط المجتمعية الحالية، وأصبح كل شخص قد يحكم على غيره معرض لاتهام إنه يتدخل فيما لا يعنيه، ومعرض لاتهامه بإنه يرى نفسه أفضل من غيره ويقيم نفسه حاكماً وقاضياً على أفعال غيره.

برأيك: هل أصبحت عبارة “لا تحكم على أحد” وسيلة لتجميل القبيح وتمرير الخطأ؟