المناطق الزرقاء هي مناطق تتميز بانخفاض معدلات الأمراض المزمنة وارتفاع متوسط العمر المتوقع، ويعود تسميتها بهذا الاسم، إلى أحد الباحثين (دان بوتنر)، حيث كان يضع دوائر زرقاء حول كل منطقة جديدة يكتشفها. السبب في أن سكانها من المعمرين يرجع لعدة عوامل، منها النظام الغذائي والتمارين الرياضية، والروابط الاجتماعية، الصيام، ومعتقداتهم الروحية. 

هؤلاء غالبًا ما يعيشون حياة بدائية بالنسبة لمجتمعاتنا الحديثة، مثلًا: تمثل النباتات 95% من غذائهم، كما أنهم لا يأكلون اللحوم إلا 4-5 مرات شهريًا، ويمتنعون تمامًا عن اللحوم المصنعة، كونها من عوامل الخطر الأساسية لتطوّر معظم الأمراض، خصوصًا أمراض القلب والسرطان.

لا يمكن إنكار أن الوراثة تلعب دورًا في تحديد الأعمار (نسبة 20-30%)، ولكن النسبة الأكبر ترجع لروتين الحياة اليومي، بالنسبة لسكان تلك المناطق، لا يؤمنون بفكرة المعاش أو البقاء في المنزل، بل حياتهم تتمثل في العمل اليومي، سواءً في مزارعهم، أو أماكن عمل تبعد عنهم أميالًا. كما أنهم يقدسون الحياة العائلية، والحفاظ على الروابط الاجتماعية القوية، التي تتمثل في المجتمعات الدينية، مناسبات عامة خاصة بالمنطقة. لذا، بما أننا في مجتمعات مليئة بالضغوطات اليومية، كيف يمكن دمج مبادئ المعيشة لديهم في أنماط حياتنا؟