لا شك في أن في مواقع التواصل الاجتماعي أصبحنا نرى الكثير من العنف أو حتى التأييد غير مبرر للأشياء التافهة سواء من صناع محتوى أو مساهمة في صنع الحمقى عن طريق جعلهم مشهورين. -وفي المقابل- نجد من يقدم محتوى جيد يختفي بالتدريج، بسبب هجوم مثل هؤلاء الناس على منشوراته بالتفاعل الغاضب -تحديدا- وهذا رأيته مؤخرا فهؤلاء الناس تهاجم حتى دون تفكير، مؤخرا رأيت هجوما على مكتبة ومنصة مهمة فقط لأن اسمها يتشابه مع منصة أخرى لا يفضلها الجمهور فهاجموا صفحات المكتبة والمنصة حتى جعلوا المكتبة تصدر بيانا بأنهم ليس لهم صلة بما يعتقده البعض ولا يوجد مبرر لهذا الهجوم. فهل تصح مقولة إيكو هنا وتتفق معها أم أن لك رأيا آخر؟
يقول أمبرتو إيكو: "أدوات مثل تويتر وفيسبوك: تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط." مع أم ضد هذه المقولة؟
قديمًا كانت برامج التلفاز والراديو (الهادفة) لا تستضيف سوى المفكرين والمثقفين والعلماء وتناقسهم في أمور مهمة حتى أنك تشعر أثناء المشاهدة أن المذيع فعلًا مثقف وأنك بنهاية الحلقة تحصّل بعض المعرفة.على عكس ما يحدث الآن في منصات التواصل فلا توجد رقابة أو فلاتر على ما يتم عرضه من وجهات نظر تبث للجمهور على أنها مسلمات، ولا أقصد هنا الحد من حرية التعبير، لكن عدم وجود رقابة على المحتوى جعل رأي الأكثرية والأعلى صوتًا هو السائد ولا مكان لغيرهم، وهذا بالطبع يضر بتقافة وأفكار المجتمع خاصة إذا كانوا ممن يقال عنهم بالعامية (كلمة توديهم وكلمة تجيبهم).
الأدهى، أن بعض القوانين تحتاج لإعادة صياغة، لأنه في أي لحظة، يمكن أن يحاسب متفكه مثل ستاند آب كوميدي، ويدان فجأة بتهمة الترويج لأخبار كاذبة، بينما زميل آخر، أكثر حدة وعجرفة في هزله، يترك ليحقق شهرة ونجومية. إذن أين المعيار، وهذا ينطبق على أمثلة أخرى من مجالات مختلفة. على سبيل المثال، طباعة الكوبي، وهي صناعة تتحكم بها مافيا تسيطر على سوق موازية للنشر. للأسف، هناك دور كبيرة متروكة للتربح من هذه الصناعة، بينما هناك دور ومطابع ومكتبات أخرى يتم إغلاقها وخراب بيت أصحابها (وهم مستحقين بالطبع). ولكن لماذا لا يتم التعميم على الكل!.
أختلف مع إيكو في إفتراضه عدم أحقية فئة من الناس (الحمقى) في الكلام أو التعبير عن رأيهم من الأساس، وكأن تطبيقات التواصل الاجتماعي قد وهبت تلك الفئة شيء لا يستحقونه إطلاقا!
وربما مقصده أنها قد منحتهم القدرة على إيصال صوتهم للرأي العام..
لكن بنفس الوقت أتفق مع إيكو في نقده للطريقة التي يستغل بها بعض الحمقى فعلا تلك القدرة والميزة، خاصة في ظل ما نلاحظه من إنتشار لثقافة القطيع بمجتمعاتنا.
أتفق مع المقولة نوعًا ما، فالبعض لا يعطي لنفسه فرصة للبحث أو حتى التفكير بهدوء لعدة ثوان لاستيعاب الأمور، رغم أنه لو قام بإجراء بحث بسيط على الإنترنت ربما سيعرف الحقيقة خلال دقيقة واحدة بل وأقل من ذلك، على سبيل المثال وجدت منشورًا لإحدى الممثلات وقد ظهرت بملامح مختلفة بسبب قيامها بعملية لغرض طبي وليس تجميلي، ولاحظت أن هناك بعض التعليقات القاسية بشدة والتي تحتوي على الألفاظ البذيئة والسباب للممثلة على اعتبار أنها قامت بعملية تجميلية وغيرت خلق الله! البعض يستسهل الكلمات الجارحة ولا يكلف نفسه عناء البحث فيتسبب في جرح مشاعر غيره بكل سهولة.
نقطة الهجوم هذه أظن أن لاعلاقة لها بأمر فيالق الحمقي، فنحن المسلمون فى الوقت الحالى نهاجم ونقاطع كل من له علاقة ودعم للكيان، أما نقطة فيالق الحمقي صحيحة مئة بالمئة فلو تتذكر شخصا يسمى العارف بالله الشخص دة لا أدرى أي مسجد سمحوا له بالتحدث فيه، وما زاد الأمر سوءاً هو أن كلامه إنتشر على السوشيال ميديا هذا أمر أن السوشيال ميديا تسمح لفيالق الحمقي بالإنتشار والتحدث، ولكن هناك أشياء لو إنتشرت من فيالق الحمقي كما تذكر سيتم رصدها والهجوم عليها مثل أمر التفسير الإشارى الذى قال به هذا الرجل الذى يسمى نفسه العارف بالله وهوا لايدرى عن الله شيئاً وهؤلاء ليسوا خطر علينا أما الذى يمثل خطر حقيقي هم قيالق الحمقي الذين لانعلم أنهم فيالق حمقي بل ونتبعهم على أنهم علماء أو مشهورين ومتعلمين وفاهمين.
أتفق معه في مضمون أن تلك الأدوات قد منحت الحق فعلًا للجميع في الحديث لكن لا أرى أن في هذا مشكلة بحد ذاتها. بل العكس فيكون من الجيد أحيانًا أن نعرف فيما يفكر من نعيش معهم وعلى ماذا يبنون آرائهم.
ومنهم ومن أمثلتك يمكننا أن نرى أيضًا كيف تُبنى ثقافة القطيع. وهذا في النهاية يجعل الكثير من الناس العاديين يدركون هؤلاء الحمقى وأفكارهم أو حتى من الاحتكاك قد يستفيد الإنسان ويغير أراءه للأفضل.
بالنسبة الجزء الخاص بالهجوم الغير عاقل. فهذه مشكلة من مشاكل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام لكن كل من يقدم المحتوى عليه أن يعد العدة لها ويحاول أن يحمي نفسه قبل حتى تعرضه لذلك الهجوم لأنه حتى قبل وجود تلك المواقع لا يمكن تجنبها للأسف. والحل هنا هو محاولة نشر الوعي والثقافة وليس سحب أدوات التعبير
أنا أتفق معك، من الحق الجميع التعبير عن رأيه، في النهاية من يحق له أن يصدر حكما على غيره بأنه أحمق؟! ربما هو الأحمق ولا يدري، الآراء نفسها كلها طالما بعيدة عن الإساءة أو التجريح أو الأذى فهي تُحترم، وأعتقد أن المشكلة هنا أن بعض الناس لا تعرف ما هو الرأي أصلا، فمثلا يظنون أن التعليق على المظهر أو المستوى الاجتماعي هو رأي فيسيئون استخدامه أو يعتبرون التدخل في الحياة الشخصية للآخرين هو رأي فيهاجمون غيرهم بدون وجه حق، هذه هي آفة السوشيال ميديا عموما، ومواجهة ذلك يأتي عن طريق الوعي وتطبيق القانون على مخالفيه.
من يحق له أن يصدر حكما على غيره بأنه أحمق؟! ربما هو الأحمق ولا يدري، الآراء نفسها كلها طالما بعيدة عن الإساءة أو التجريح أو الأذى فهي تُحترم
بالضبط رنا. وأعتقد المشكلة المعروضة في المساهمة انها ذكرت ذلك الجانب الخاص بالاساءة وهذه نقطة مهمة حيث أن الاساءات والتجريحات منتشرة بالفعل على مواقع التواصل بكثيرة وقد تتكون في شكل هجوم يدمر أعتى النفسيات والواجب التعامل مع مثل ذلك النوع بحزم حتى لو كان بالتبليغ عن صاحب تعليق مؤذي مثلًا حتى يعرف الناس أن كل كلمة تحسب عليهم حتى لو كانت مكتوبة فقط في أحد المواقع
من يتفق مع هذه المقولة سيُتهم بنوع من الطبقية والبرجوازية، لأنه ببساطة يريد لفئة محددة فقط أن يكون لها رأي وصوت والجميع سواءً أتفق أو أختلف معها، ليس من حقه التعبير عن رأيه. في حين أنني أتفق معها بنسبة 70% مثلًا، قبلًا كانت الآراء -باختلاف صوابيتها- تحتاج لدراسة وجهد حتى تخرج للناس بأي شكل، سواءً في صحيفة إخبارية، برنامج تليفزيوني، نشرات راديو.. إلخ، أما الآن، الموضوع تحول إلى من سيلحق التريند ويكون رأيه هو محور الحديث -حتى لو كان مجرد تفاهة- الأهم أنه أصبح المحور، إذًا الفكرة هنا أصبحت خاطئة من الأساس، فمثلًا لا يهم أن اخبرك برأي خاطيء دون بحث أو تجربة أو حتى صلة بالأمر، في حين أن من له صلة بالأمر، لن يهتم أحد بأرائه طالما أنه لا يواكب التيار.
واختلافي بنسبة 30%، أن احيانًا هؤلاء "الفيالق" تكون أرائهم واقعية جدًا بالنسبة لبعض التجارب، دون تفلسف ممن هم ينظرون فقط دون أي معرفة أو منطق، وبالتالي سماع الآراء الواقعية هو ما يؤدي لتحركات فعلية ناحية حل المشكلة.
لا شك في أن جزء من المقولة بشكل ما قد يحرض على عدم الحرية ونقول أيضا في الماضي في دراسة مجتمع ما "لو أردت أن تعرف طبيعة مجتمع معين فأذهب إلى الشوارع وتحدث مع الناس العاديين سواء مجرم أو مواطن صالح أو أحمق" لأن هذا ما نسميه نبض الشارع والمجتمع، ولكن في النهاية كانت هذه الأراء - الحمقاء - محدودة النشر وعلى نطاق ضيق ولكن الأن صارت كما تقولين ترند والجميع يريد التسابق للمشاركة فيه ولو تحدث أحد المتخصصين فلن يتم سماع صوته ضمن كل هذه الضوضاء، من فترة كان هنالك الكسوف كلي للشمس ووجدت الفيس يشنر عن الخسوف وتوقيته في مصر وكثيرون كانوا يتكلمون بدون علم أو مصدر واحد حتى، ولي أحد الأصدقاء وهذا تخصصه وتحدث عن أن الكسوف لن يحدث في مصر أصلا ولكن في أمريكا وبعض الدول الأخرى ودلل بكلامه بمصادر ولكن مقارنة برواج المعلومة التافهه والخطأ لم يحصل على تفاعل يذكر.
مكتبة تكوين الكويتية لصاحبتها الكاتبة بثينة العيسى، وما حدث من هجوم على المكتبة لأنها تحمل نفس الاسم لمؤسسة تكوين المصرية التي ظهرت مؤخرا، فقام العديد من الناس بعمل حملات أغضبني وحظر لمكتبة تكوين ظنا أنها مؤسسة تكوين المصرية، شيء عبثي.
آه، أذكر أن هذا قابلني ولاحظت تزايده من فترة قريبة، شكرا على التصحيح، وبالفعل، هناك فارق مثله كمثل السماء والأرض بين مكتبة تكوين، التي تعد واحدة من أوائل التجارب الناجحة في المزجة بين كونها (مكتبة، ودار نشر، ومدونة ثقافية / نقدية) على مستوى العالم العربي، ناهيك عن اسم صاحبتها الغني عن التعريف. وهي من دور النشر القليلة التي حاولت التعامل معها، ولم تصادفني كثير مشاكل (تم رفضي، ولكن كان الرفض على قدر كبير من الدسامة واللباقة والاحترافية، وكان الرد سريعا وموجزا).
آه، تذكرت أيضا أن حضرتك كنت شرفتني بسؤالك عن بعض مقالاتي، هاك بعضها
التعليقات