هذه الظاهرة شائعة جدًا في البيوت غير المتزنة والتي بها خلافات قائمة لا تنتهي بين الزوجين، فنجد أن أحد الوالدين يتجه للتعامل مع طفله بأسلوب غير مناسب لسنه، أي أنه يتقمص دور الشريك نفسيًا، فمثلًا تجد الأم تشكو لطفلها من والده طوال الوقت، وتجعله يحكم بينهما، بل وتطلب منه أن يقرر بعض الأمور لصالحها، وهنا هو يتخلى عن دوره كطفل يحتاج لرعاية أبوية، ليُمثل هو هذا الدور بالنسبة لوالدته، دور الصديق أو الشريك الداعم، وفي هذه الحالة الأم لا تدرك أنها تُنشئ صدمة نفسية للطفل، وسيظل يعاني بسببها طوال عمره، لأنه سيكون لديه خلل في التعبير عن مشاعره، سيضطر للتعامل بعقلية المسؤولية وبالتالي سيبتعد عن ممارسة حياته كطفل، وكنتيجة سيصاب بالاكتئاب لأنه عالق بين جسم طفل وحياة شخص راشد!

لو نظرنا لهذا النوع من الحالات، فسنجد أن الطلاق أو الانفصال هو الحل الأفضل للحفاظ على النفسية السوية الأطفال وعدم تدمير الصورة الداخلية لديهم عن دور الأب والأم، ولكن على الناحية الأخرى ستجد من يقول أن الطلاق هو أكثر حدث صادم للطفل مهما كان أسلوب الانفصال متحضرًا ومحافظًا على العلاقة الطيبة بين الوالدين، إلى أي القرارين تميلون في هذه الحالة؟