عندما يتوسع مجال الحرية الشخصية يضيق مجال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر

أعتقد أن هناك مبالغة في هذا الوصف، حيث صنّفت أن الناس كلها سيئة إلا من اخترت أنت أنه ليس بسيء، هذا غريب جداً، علماً أن في تصنيفك الذي تطرحه خلل واضح وهو أن بعض هؤلاء الذين وصفتهم (بالمخنثين) هم أيضاً ساهم بعضهم بصناعة التكنولوجيا التي نتكلم عليها الآن، إذ ليس الجميع متخصصين بصناعة المحتوى بل هناك أطباء يصنعون هذا النوع من المحتوى وهناك علماء وهناك طيارون وهكذا..الخ. وبهذه الحالة الإقصائية التي تمارسها نجد أنفسنا بلا مجتمع تقريباً وبلا تكنولوجيا وبلا حداثة وتطور والبديل؟ (استثني طبعاً حضرتك من الكلام) إنما الوصف لتوصيف المشهد، حيث سيكون البديل بالغالب حديث أخلاقي لمجموعة من الفقراء الذين ينصّبون أنفسهم حكاماً على البشرية التي لن يضيفوا عليها أي شيء قيم ينفع الناس، وسيبدؤون بتوسيع دائة تفضيلاتهم، فهذا يعجبني شكله وهذا تعجبني فكرته وذاك لا تعجبني تسريحته وآخر لا يعجبني محتواه..الخ.

الفكرة التي أريد أن أصل إليها هي أننا صرنا بحاجة ماسة إلى مجموعة من الناس لا تمارس الوصاية على الناس، وأن نعود لفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس من باب الإكراه، حيث تبيّن لنا أن لا إكراه في الدين. بل نفهم هذا الأمر والنهي من باب النصيحة والحكمة والموعظة الحسنة المحترمة اللبقة، فإن لم ينتفع بها الشخص فهو يضر نفسه ولن يضرني بشيء.

المغريات كثيرة جدا للأسف ومن كل الاتجاهات، سواء كانت المغريات مادية مثلما يحدث بالأشخاص الذين يقدمون أي شيء واي محتوى فقط من أجل المال والشهرة، وهناك مغريات نفسية كالسعادة المؤقتة والزائلة التي يكتسبها الفرد منا بلحظات التصفح التي يقضيها على منصات التواصل، لذا الأمر يتطلب جهدا كبيرا للتغلب على كل هذه المغريات والبعد عنها وإدراك مدى تأثيرها السلبي علينا.

والعجب العجاب أن لكل شخصية من أولئك الذين ذكرتهم أولاً ، جمهورًا واسعًا إن صحّ التعبير بل و الأدهى و الأمرّ أنهم يقلدونهم تقليدًا أعمى ، بل و يدافعون و يتدافعون عنهم .

قوة التأثير، والتي أصبحت تعطى لأشخاص ليسوا مؤهلين لذلك، وهذه من أكبر المشكلات بالعصر الحالي، فالتأثير يليه التوجيه وهذا يشكل عقلية جيل كامل للاسف