"خليك معانا على أرض الواقع" أتؤثر توقعاتنا العالية على تقبّل الواقع الحقيقي؟

صحيح ضياء، بعض الناس، وخصوصًا من ليس لهم أي نوع من الطموح ولا يسعوا لتحقيق أي شيء، تجدهم يبخسون بنية الصديق الطموح وسعيه، حتى لو كان بشكل غير مباشر، لماذا؟ لأنهم لا يريدون له أي يكسر نمط معيشتهم وينجح ويشعرون هم بعجزهم وفشلهم، لذلك هو يريد لك أن تبقى في واقعه هو وليس في الواقع عمومًا، وأنا أتفق معك كثيرًا في فكرة الفلترة وإحاطة نفسك بمن يشبهك في الطموح والسعي، ومن يدرك أنه بإمكانك فعلًا تغيير واقعك من خلال خطوات مدروسة وسعي واجتهاد. فكرة أننا نختلف عن الأنماط المعتادة في تحقيق أهدافنا، لا يعني أننا غير واقعيين، ولكننا نريد أن نجرب بانفسنا مسارات أخرى مدروسة ايضًا.، ولكن أريد سؤالك، لو كان بعض هؤلاء الناس من الأهل والأقارب، فكيف توضح لهم اختلافك معهم ( وهو مفهوم طبعًا بسبب اختلاف الأجيال)؟

 تكون في أطار حديث جدي ومصيري مع أشخاص يمكن أن يؤثروا فعلا في الشخص،

هذه الجملة يمكن أن تدمر حياة كاملة إن كان الشخص المتلقي لها لا يملك من المرونة

أصبت الهدف، صديقتي!

المشكلة فعلًا أن الجملة تأتيكي في أكثر الأوقات شدة واحتياجًا للدعم، فتجدي نفسك تلقائيًا شاعرة بالإحباط واليأس، وتبدأ مرحلة الشك في أفكارنا وهل الخطأ منا فعلًا أم منهم؟ وعلى الرغم من أنني أحب الصراحة والمصداقية في العلاقات، إلا أنني لا أحب هذا النوع من الجمل وخصوصًا عندما يأتي فقط "ليضع العقدة في المنشار"، أي أنكِ مثلًا تتحدثين عن رغبتك في السعي خلف هدف ما وتناقشين أفكارك من خلال خطوات ثابتة وواضحة وواقعية، لتجدي أن الآراء المقابلة لك تُحاول أن تعدلك عن قرارك، ليس لأسباب واقعية، ولكن فقط لان أهدافك لا تتشابه مع أهداف واقعهم، ولا يجدون محاور حقيقية للتناقش معك، فالحل هنا هو تكرار جمل رنانة لا هدف منها، سوى التعجيز.

بالأمس كنت ذكياً فأردت أن أغير العالم .. اليوم أنا حكيم ولذلك سأغير نفسي

هذه جملة سليمة، تغيير واقعك يبدأ من تغييرك لنفسك وأفكارك، وهذا ما أتحدث عنه، أنا أتفهم أن اهدافنا ان تتحقق دائمًا، وأنه لا سيطرة على كيفية ما ستؤول له الأمور مهما فعلنا، ولكن لو توقفنا عن السعي، إذًا ما الهدف من حياتنا؟ الفكرة أنه حتى في غياب هدف حقيقي تسعى لإنجازه الآن، انت تحاول بكل جهدك أن تستمر في اكتشافه، وهذا يحتاج مرونة شخصية وانفتاح فكري على مختلف المسارات التي يمكن أن تجد من خلالها هدفك الأساسي، أما نقطة تغيير أفكار الناس، وتنوير عقولهم، فهو أمر مستحيل بالكلام، ولكنه ممكن من خلال رؤيتهم لأفعالك ( على الأقل أنا أتحدث عن المحيطين بك فقط).

والبعض قد يقولها كنصيحة من مجرّب يمتلك الخبرة في الحياة الواقعية،

فالمشكلة تكمن في الشخص الذي لم يعرف الإنسان المناسب ليشاركه طموحاته وأهدافه

يمكنني تلخيص تعليقك في هاتين الجملتين، من لديه تجارب واقعية وخطة وصل بها لتحقيق هدفه، هذا يمكن اعتباره مٌقدم للنصائح ومرشد لمن هم راغبين في نفس المسار، وأيضًا الآراء هنا من باب النصح لا الحكر، ولكن المشكلة كما ذكرت، هي عدم اختيار الشخص المناسب لإعطاء النصيحة، فعندما أتحدث عن مشروع به نسبة عالية من المخاطرة مع شخص لا يعلم أي شيء عن المجازفات، فهنا بالتأكيد لن أجد أي نصائح مفيدة سوى العدول عن أفكاري غير الواقعية بالنسبة له، وهنا لا عيب على هذا الشخص، فربما هو لا يريد أن يطمح فيما هو خارج إطار "العادي" والمقبول بالنسبة له. لكن لو قمت بالتحدث مع شخص آخر لديه خبرة واقعية مع هذا النوع من المشروعات، بالتأكيد سيعطيني نصائح واقعية وربما أفكار بديلة عما جئت به إليه.

، مثلا إنسان يريد أن يكون ثريا، ولكن في خلال عام أو عامين أو ثلاثة حتى

للأسف نجد أن لهذا سبيل في واقعنا الحالي، عن طريق المهرجانات والمحتوى المبتذل على منصات التواصل الاجتماعي، بل ويتم التعامل معهم على أنهم مؤثرين ونجوم يحتذي بهم كل من يريد الثراء السريع، ويمكنك رؤية ذلك في خلال لقاء أحمد سعد وتحدثه عن أخوه العالم سامح سعد بأنه لم يُحصل من الأموال نفس ما حصله هو من الفن والأغاني، وأنا هنا لا ألوم أحمد سعد على مساره المهني، على العكس ولكن بتعليقه وضع طريق واحد للثراء وهو الفن التجاري فقط، ربما السؤال الأوقع هنا، هل مفهوم الثراء واحد بالنسبة للجميع، ثراء مادي فقط؟