أكاد أجزم أنّ بحياة كل واحد منا نقطة تحول، أو حدث يفيق عنده لمعنى الحياة، وتكون هذه الإفاقة في صورة العدول عن عادة سيئة مثلًا أو قطع علاقة معينة أو اتخاذ قرار معين كان يؤجله.

أكثر نقاط التحول تأثيرًا هي التي تتعلق بالاقتراب من الموت. وها هو تطبيق عملي سريع، فلنفكر في أنفسنا أو في من حولنا. كم شخص منهم خاض تجربة الاقتراب من الموت؟

هؤلاء الأشخاص بنسبة كبيرة تغير بهم شئء ما بعد تلك التجربة؛ فلا شيء أصعب من أن يدرك الشخص عمليًا ويرى بعينيه أن حياته قد تنتهي في أي لحظة وبدون سابق إنذار. فما هي رؤيتكم لتجربة الاقتراب من الموت؟ كيف تغير بالشخص من وجهة نظركم؟

مما رأيت مثلًا فالبعض يقررون فجأة الاستمتاع بالباقي من حياتهم بكل ما تعنيه كلمة استمتاع من معنى. يخططون لعيش كل ما فاتهم، وبعضهم قد تصل به المبالغة إلى ترك مسؤولياته والانغماس في الترفيه بشكل مبالغ فيه.

البعض على الجانب الآخر يزده الأمر من الناحية الإيمانية فينخرط في العبادة والاقتراب من خالقه.

سواء هذا أو ذاك، العامل المشترك أن هذه التجربة تحمل الكثير من الأبعاد النفسية لمن يمر بها.