يا ترى ما الفرق بين أن تقرأ رواية وتعيشها متأملا أحداثها وشخوصها وبين أن تراها مجسدة على شاشة التلفاز مثلا في فيلم أو حتى مسلسل؟ بغض النظر عن اختصار العمل المرئي لبعض الأحداث، هل هناك فارق في تلقي المعرفة ورسوخها في عقولنا وإحداثها فارق في شخصياتنا بين الوسيلتين؟
أنا من أشد المؤمنين بأن المعرفة الحقة لا تنال إلا بتأمل المعلومات وتقليب الأفكار على مختلف وجوهها وهذا لا يكون إلا بالقراءة الجادة للكتب. فالمحتوى المرئي يجعلنا مستقبليين سلبيين لا نشارك في تأمل المعلومة أو نقدها او اتخاذ موقف منها بالرفض او القبول.
أما المحتوى المقروء يجعلنا إيجابيين في تلقي المعلومة؛ لأننا نقف عندها ونتأملها وتخلق فينا انفعالات عديدة تدوم اكثر مما يفعل المحتوى المرئي. المحتوى المقروء يجعلنا نجهد أنفسنا من أجل الفهم والوصول إلى المقصود و لذلك يعزز ملكة الخيال والتصور. المحتوى المقروء نتعب فيه ولذا تمكث المعرفة المكتسبة منه اطول بكثير مما تمكث تلك المعرفة المكتسبة من المحتوى المرئي. ولا عجب إن ارتبط المحتوى المقروء بالثقافة والمعرفه وارتبط المرئي منه بالتسلية وازجاء الفراغ!
التعليقات