ما رأيكم في من يفعل معكم هذا التصرف ؟


التعليقات

من يسلك هذا السلوك، قد يكون لديه اعتقاد أنه لو باح لك بالمعلومات ستسبقه أو تكون أفضل منه وبالتأكيد جميعنا رأينا هءا النموذج بالدراسة والجامعة تحديدا، هم أشبه بالمصابين بمرض الاكتناز يكتنزون المعرفة والمعلومات وفي اعتقادهم أنهم هكذا سيكونوا مميزين عن الآخرين في حين أن هناك للعلم زكاة، وزكاة العلم انتشاره.

وهناك نموذج يعرف ولا يتحدث خوفا من أن معلوماته تكون خاطئة وهذا للأسف نتيجة عدم ثقة بنفسه وبالمعلومات التي يملكها.

هذا واقع بالفعل ، لكن لو يعلم محتكرو المعلومات أن هذا الإحتكار إذا لم يكن له مبرر فعلي مقبول فإنه يعرضهم و يعرض أمانهم و اقتصادهم للجمود و التخلف و الخطر بالقياس إلى الأمم التي تتبنى سياسة إشاعة نسبية للعلوم النافعة ..

للأسف فاعل هذا التصرف جاهل، لان الرزاق هو الله، ولن يأخذ منك أحد من رزقك مهما فعلت، وبالعكس فمن كتم علماً كتمه الله بلجام، فنشر العلم واجب، ولكن الكثير من البشر قد يقول لقد اجتهدت وتعبت كثيراً حتى أصل لهذه المعلومات كيف أهديها لغيري على طبق من ذهب. ناهيك عن أن هناك أشخاص لايستحقون معرفة شىء قد يظهروا على الساحة ويطلبون فقط جاهزة، هنا قد أقدر شعور الشخص، ولكن أيضاً لسنا نحن من نقرر من يستحق ومن لا، لأنه ببساطة من يستحق سيصل، وأنت برأيك في من يفعل ذلك، هل نتعامل معه بشكل طبيعي ونغفر له أم نبتعد عنه؟

بالنسبة للمعلومات الحساسة و التي تشكل خطرا و تهديدا على الأمن الشخصي و الإنساني فلابد من كتمانها هذا شيء طبيعي ، فجميع الدول المتطورة تتبنى سياسات منع تسريب أي معلومات حساسة ، لكن الشيء غير الطبيعي و غير المبرر أخلاقيا هو التكتم على المعلومات الإنسانية الحيوية النافعة كمعلومات التوعية بالصحة الجسدية و النفسية .. لأن الصحة الجسدية و النفسية هي معلومات أساسية ضرورية جدا للأطفال الصغار فهي تثقفهم و تحصنهم ضد الأمراض ، و احتكارها و منعها هو احتكار غير أخلاقي غير مبرر ..

فعلاً، أصعب شعور هو هذا الإحباط والارتباك الذي نشعر به عندما يظهر شخص ما سلوك مشابه، خاصة إذا كان من الأشخاص المقرّبين لنا، الصمت والتحفظ المبالغ فيه والإجابات المراوغة أمر فعلاً محبط وأريد أن أردّ هذا السلوك إلى كثير من الأسباب، لا سبب واحد فقط، أوّل هذه الأسباب وأهمّها انعدام الثقة، قد يشعر الشخص بعدم الأمان بشأن معرفته أو قدراته ويخشى أن يبدو غير كافي أو خاطئ أو ربما بسبب القلق أو الانزعاج، قد يكون قلق بشأن الموضوع أو غير مرتاح للتواصل المفتوح فيه، هناك بعض الحالات أيضاً أعمق، حيث يكون فيها السبب السرية المتعمدة، بحيث قد يكون هناك سبب حقيقي لعدم مشاركة كل شيء، مثل حماية معلومات ما، وأخيراً قد أردّ هذا الأمر إلى التلاعب أو عدم الاهتمام، نعم في حالات نادرة قد يكون ذلك تكتيك للسيطرة على المحادثة أو تجنب المشاركة الحقيقية فيها

كثيرة هي الأسباب ولكن برأيي التعامل مع هذه الأسباب المختلفة يجب أن يكون بطريقة واحدة وهي احترام الحدود، إذا اختار الشخص الأخر عدم مشاركة معلومات معينة فاحترم قراره لعدم تفاقم الأمر، أحترم حريّته الشخصية ولو كانت يتحفّظ على معلومات غبية.

بشأن معرفته أو قدراته ويخشى أن يبدو غير كافي أو خاطئ أو ربما بسبب القلق أو الانزعاج، قد يكون قلق بشأن الموضوع أو غير مرتاح للتواصل المفتوح فيه.

وبالتالي يكون قلقا في حالة اجابته على أسئلة الطرف الآخر ان يضر به إذا استخدم معلوماته وكانت خاطئة، فالكثير من البشر ليس من ضمن طبيعتهم التحقق والتقصي، يأخذون المعلومات ويطبقوها دون تحري أو تحليل أو تأكد، فهنا يشعر الشخص المتحفظ بمسؤولية أن يدلي بأي معلومة أو يجيب على سؤال لا يدرك تماما مدى صحة ما لديه من اجابات.

 إذا اختار الشخص الأخر عدم مشاركة معلومات معينة فاحترم قراره لعدم تفاقم الأمر، أحترم حريّته الشخصية ولو كانت يتحفّظ على معلومات غبية ..

سأحترم قراره و سأمنحه مساحته و رغبته في التكتم على المعلومات النافعة ، و لكن عند ظهور أخطار معينة ترتبط بالتخلف المعلوماتي ، فإنه سيتحمل مسؤوليته عن تكتمه و تحفظه و تعريضنا لهذه الأخطار ، خاصة إذا كانت إشاعته للمعلومات متأخرة جدا ، فالمعلومة النافعة لابد من تبليغها لمستحقيها و السائلين عنها و بسرعة شديدة ..

أعتقد أنه يرجع لقلة ثقته بنفسه وانعدام أمانه مما يجعله غير واثق من نشر آراءه والتحفظ على الحديث. من الممكن أنه مصاب بالرهاب الاجتماعي مما يجعل من الصعب عليه مشاركة آراءه خوفا من أنها قد تثير الانتقاد أو السخط عليه. ومن الممكن أنه شخص متحفظ بطبعه لا يحب أن يكون منفتحا في الحديث.

أحترم وجود هذا السبب و أعتبره مقبول ، لكنه لا ينبغي أن يكون حالة دائمة و متداولة ، لابد من تشجيع الجميع على التعبير عن آرائهم و أفكارهم و مشاعرهم بكل حرية و أمان ، فلا أحد له الحق المشروع في الإدانة و المؤاخذة على الرأي و الكلام و نشر المعلومات .. على فرض أنها كانت منقوصة و مغلوطة .. هذه حالة و وضع يستوجب تصحيح و تصويب تلك الآراء و المعلومات .. فالمهم أن تطرح و يعبر عنها بأي شكل من الأشكال التي تريح و تناسب صاحبها ..

هؤلاء الأشخاص مع الاسف يعانون من أنانية وحب للذات ويوجد منهم الكثير خصوصا في بيئة العمل حيث يتولد لديهم شعور أن مكانتهم ستهتز أو تقل إذا عرف زميله الجديد المعلومات أو المهارات التي يعرفها مع أن زكاة العلم هو نشره

هذه الذهنيات الحاسدة نابعة من قلة ثقة أصحابها بأنفسهم و بعقولهم ، يظنون أنهم الوحيدون الذين يعرفون كل شيء ، يظنون أن العلم النافع ينتقص إذا شاع و انتشر ، لا يختلف محتكري المعلومات عن محتكري المال ، فكلا الصنفين يعانيان من انعدام الشعور بالوفرة و البركة ..

أعتقد أن هناك نوعين من الأسئلة التي يرفض الناس الإجابة عليهم فأولهم تكون أسئلة شخصية والثانية تكون أسئلة لمحاولة الاستفادة من خبرتهم، وأرى أن نوع الأسئلة الأول يكون من المنطقي جدا حتى لو كان الشخص قريب لك أن يتحفظ في الإجابة عنها كما يشاء فهناك أشخاص لا يحبون تشارك مثل هذه الأمور بطبيعتهم ولا أجد في هذا شيء وأختلف مع من يرون أن هذا فيه خبث أو عدم ثقة يل أجدها حرية شخصية وحق يجب احترامه، أما النوع الثاني وهو الذي يكتم العلم بهذا ما أمقته كثيرًا خصوصًا إذا كان من شخص متمرس في مجال ما مع عدم وجود ضرر مباشر من تشارك هذه الخبرات والمعلومات، فقد قال النبي ﷺ: "من سئل عن علم، فكتمه؛ ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار" وهو حديث شديد يبين حجم الجرم في كتم العلم عن الناس إلا لو كان سيتسبب في مفسدة كبيرة أو ما شابه.

المعلومات الحساسة و ذات الطابع الشخصي و المالي هي شيء لابد من كتمانه و حفظه هذا شيء لا جدال فيه ، المجهر يوضع على مثل ما تفضلت به : الثانية تكون أسئلة لمحاولة الاستفادة من خبرتهم ..

لا أرى مانعا من مشاركة معلومات و خبرات العمل و المعلومات النافعة لكي تستفيد منها أجيال جديدة ، و خاصة إذا كان الإحتكار صادرا من أشخاص بالغين تجاوزوا الخمسين و الستين ، لا أدري ما الفائدة التي يرجونها من وراء إحتكارهم ، و لا ندري ما الهدف الذي يريدون الوصول إليه .. و ما نيتهم .. إنهم يعكسون جحودا واضحا نجده كثيرا عند النساء الجاحدات اللواتي لو رميت نفسك إلى النار لأجلها فلن تعترف بفضلك و بقيمتك في حياتها ..

ظني أن الأمر لا يتعلق بجنس معين أخي وأن كتمان العلم الذي تحدثت عنه في التعليق السابق لا يرتبط بحال من الأحوال بعلاقة الرجل والمرأة في حد ذاتها، أعتقد أن هناك خلط للأمور بتعليقك فيما هو واضح لي، أما الاعتراف بفضل الاخرين عليك كموضوع في العموم فيمكننا مناقشته في مشاركة أخرى، إذا أردت مشاركتنا وجهة نظرك بخصوص هذا.

هو لا يتعلق بجنس محدد و إنما تشبيه مجازي لا غير ، مع إحترامي للنساء الفاضلات الطيبات المعترفات بالجميل ، فلا يوجد تعميم و إنما تخصيص و تشخيص بغية تسهيل الفهم و الإستيعاب ...

هذا ليس تشبيه أخي، هذا أمر لا علاقة له بموضوع المشاركة أو التعليق، فإذا كان هناك علاقة تخفى علي فأرجو أن توضحها لي.

لا بأس أخي ، سأعيد طرح الكلام السابق و اقتباسه هنا :

 إنهم يعكسون جحودا واضحا نجده كثيرا عند النساء الجاحدات اللواتي لو رميت نفسك إلى النار لأجلها فلن تعترف بفضلك و بقيمتك في حياتها ..

المقصود بالذين يعكسون الجحود هم : محتكرو العلم النافع من بعض كبار السن السابقين الذين امتلكوا معلومات حيوية عن أسلافهم ، و لكنهم بخلوا بها و لم يشيعوها لمن هم بحاجة ماسة لها من الأطفال و الشباب الصغار من طلبة و عشاق العلوم ، و مرد ذلك إلى جحودهم بفضل الله عليهم فهم جحدوا بفضل الله و لم يؤدوا شكره عن طريق نشره و التزكية منه

و قد شبهت تصرف هذا النوع من المحتكرين بتصرف بعض النوع من النساء اللواتي وصفهن الدين بأنهن يكفرن العشير ، بمعنى أنهن يجحدن بفضل أزواجهن و آبائهن و إخوتهن ، حتى لو أنفقت عليها لعشرون عام ، فإذا أمسكت عنها لشهر أو سنة ، فإنها ستتخذ موقف سلبي منك و تعاديك بسبب كونك توقفت عن الإنفاق عليها لظروف معينة لست مضطرا لشرحها لها ..

لعلك أخي قد تجده تشبيه غير دقيق أو لا علاقة له بمحتكري العلم ، و قد تكون محقا ، فأنا كتبته بعفوية و لم أراعي كونه دقيق و له صلة ، فقد كان مقصودي هو توضيح ضرورة إبراز الأفضال و أداء شكر النعم عن طريق الإعتراف بها و التزكية منها ، و لكل نعمة من النعم طرق خاصة لتأدية شكرها ..

حب الذات والتملك هي الوصف الأمثل لها، كان أحد أصدقائي ملم بمجال معين واذا حاولت سؤاله يتملص منك تارة وأن يحاول أن يستغلك تارة أخرى من أجل المعلومة، بمرور الوقت وجدنا شخص ملم بهذه المعلومات بل أكثر منه ويقدمها بإستمتاع، تباعا وجدنا أنفسنا بأن دائرة الأصدقاء تنحصر عنه تدريجيا عن الصديق الأول، هل ترى بان هؤلاء الأشخاص يعانوا من مرض نفسي؟

أعتقد أن تملك المعلومات العادية و النافعة التي لا ضرر من ورائها هو مرض و عقدة نفسية أو ربما هو حسد و سوء تقدير للأمور ، لأن المعلومات الوحيدة التي تستحق السرية و التكتم هي المعلومات الحساسة ذات الطابع الشخصي و الأمني و التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستغل في أغراض شريرة ، كما أن وضع ضوابط و معايير أخلاقية لطرح المعلومات هو شيء ضروري و مطلوب و لابد من تعليمه للأطفال الجدد ... أما العلوم النافعة و السعي إلى إشاعتها أمر عادي جدا ..

 أما العلوم النافعة و السعي إلى إشاعتها أمر عادي جدا 

لو تفهم هؤلاء الأشخاص حقا بقيمتها بل في تأثيرها حتى بعد الممات ستجد نظرتنا مختلفة

نتمنى أن يتعمق الوعي بأهمية العلم و المعلومات النافعة في جميع البلدان ..


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.6 ألف متابع