لدي صديق بريطاني وكنا نتحدث مع مجموعة من الأصدقاء العرب وطرح صديقي سؤالا عن بعض أوجه العنصرية في الوطن العربي وللأسف بادر الغالبية بقول إنه لا وجد لهذا الأمر بشكل قاطع في دولنا وعندما حاول صديقي أن يوضح له أنه لا يعمم ولكنه يقول إن هنالك بعض الأفعال العنصرية في أي مجتمع وليس من المنطقي أن يكون الوطن العربي خاليا من العنصرية بشكل كامل فوجئت بأن الغالبية مصرة على رأيها القاطع بأن الوطن العربي خال من العنصرية.

عندها نظرت على هذا الحدث من وجهة نظر علم الاجتماع بأن الروح الشعبية خاضعة للعاطفة والمشاعر لهذا تدافع من خلال تحكم المشاعر فيها وليس من وجهة نظر عقلانية كما يقول باسكال " لماذا نتبع الأكثرية؟ ألأنها أكثر عقلًا؟ لا، بل لأنها أعظم قوة." لهذا لم يعترض أحد بل أجمعوا على الإجابة بشكل لا يضع مجالا للشك، ولكن للموقف بقية حينما غادر الغالبية وبقي فرد واحد تراجع عن رأي الغالبية وقال إنه بالتأكيد توجد بعض أشكال العنصرية ولكنه لم يمتلك الشجاعة الكافية ليقول هذا لأن الغالبية كانوا يتحدثون بثقة بالغة جعلته يوافقهم الرأي دون تفكير والذي منعه لم يكن نفاقا أو ما شابه ولكنه الخوف بشكل أو بآخر.

وهذا أيضا ما تحدث عنه جوستاف لوبون عن فناء روح الفرد ورأيه وسط الجموع وأن الجماعة لا تسمح بأن يكون للفرد المنتسب إليها رأي غير رأيها وعندما يتم إلغاء رأي الفرد حسب كلام لوبون فأنه سيبحث لتكوين رأيه الخاص ليعبر عنه كيفما يشاء ولكن للسخرية سيحاول الانضمام إلى جماعة أخرى تشاركه نفس الرأي. لأن الإنسان كما يقول يوسف إدريس في مقالة له بعنوان حرية التعبير في الظلام " إن الإنسان هو رأيه، فإذا ألغيت رأيه ألغيت وجوده" فالإنسان دائما يبحث ليكون رأيه ولكن مسألة تعبيره في العلن هذه مرتبطة بالجماعة المنتمي إليها.

شاركوني آراءكم حول السبب الذي يدفعنا لإخفاء آرائنا في العلن؟

وهل تتفقون مع مقولة يوسف إدريس " إن الإنسان هو رأيه، فإذا ألغيت رأيه ألغيت وجوده" ؟