هل أحسست يوماً أنك لا تعتد بذاتك لأنك لا تملك الكثير من المال؟! هل أحسست أنك غير سعيد لأنك لا تملك الكثير من المال أيضاً؟ هل تقدير الذات والسعادة ترتبطان حقيقة بالمال؟ الإجابة وطبقاً لموقع "سيكولوجي توداي" الشهير أن ذلك الارتباط حقيقي ولكن حتى حد معين بعدها لا تشكل زيادة المال أهمية في جلب مزيد من السعادة أو تقدير الذات.

أجريت دراسة في هولاندا طيلة أربعة أعوام على راشدين هناك لتقييم مدى تقديرهم لذواتهم مع زيادة الراتب عام بعد عام. خلصت الدراسة أن الناس – كل الناس بغض النظر عن الجنس أو العمر أو التحصيل العلمي - يزيد اعتدادهم بذواتهم ويحسون بالوجاهة أكثر مع زيادة دخولهم. هذه الدراسة أجريت في المجتمع الغربي فهل تختلف لو أجريت في مجتمعنا العربي؟!!

في سلسلة دراسات أخرى أجريت للتحقق مما إذا كان كل زيادة في المال تقابلها زيادة في السعادة. خلصت تلك الدراسات أيضاً إلى أن ذلك يعتمد على نمط الشخصية سواء انبساطية منفتحة او منغلقة انطوائية وعلى نمط الإنفاق نفسه. فالشخصية الأولى تزيد سعادتها مثلاً بالمال لإنفاقه في السهرات وخارج المنزل والثانية تسعد أكثر مثلاً بقراءة كتاب تحبه وليس بالمال.

كم من المال يحتاجه المرء إذن ليزداد سعادة إذن؟

خلصت الدراسات إلى أن زيادة المال تزيد في السعادة ولكن حتى حد معين. فدخل سنوي قدره (100,000 دولار) يزيد في السعادة وبعده تصبح الزيادة لا قيمة لها في إضفاء مزيد من السعادة علينا! يبدو أننا بعيدين كل البعد عن السعادة، بالطبع أمزح لكن الدخل السنوي أصابني بصدمة.

 كيف ترون الأمور؟! بغض النظر عن الدراسات البعيدة عن مجتمعاتنا، هل ترون أن زيادة المال تزيد من تقديرنا لذواتنا أم أن تقدير الذات والاعتداد بها أمر منفصل؟ وإذا كان كل زيادة في المال لا يقابلها زيادة في السعادة فما الذي عساه يزيد من تقديرنا لذواتنا وسعادتنا؟