إذا كان لابد أن نختار، فأيهما أولى: السيادة في الحب أم السيادة في الواجب؟

بعض العائلات تمنع أبناءهم من ترك زوجاتهم يعملون، في بعضها يقومون بتركهم يعملون في مهن محددة، فقط! فما بالك بأمور الشركات.. قضية الزواج والعمل لطالما كانت تسيل الكثير من الحبر، بعض الناس يربطون الحب بالعمل والمال، والزواج بالوظيفة والسيارة وما إلى ذلك وهذا خطأ.

الزواج هو مشروع بناء أسرة على الإحترام والمودة وهو ميثاق غليظ بينما العمل فهو وسيلة لجلب القوت ويمكن أن يطور منه كما يشاء، ازدواجية المعايير اليوم تقتل الشباب وترهق كاهل الأولياء والأبناء على حد سواء والله المستعان.

قصة خيالية ولا أظنها تحدث بأرض الواقع

قد تكون خيالية ولكن لماذا تظن أنها لا تحدث واقعاً معاشاً؟ وهل تجد ان الخيال أغرب من الواقع. ما أعلمه يقيناً أنً الواقع قد يفوق خيالنا مرات عديدة. فهنالك واقع الآن نحن لا نعلم عنه شيئاً ولا يرتقي إليه خيال أكثر الشعراء و الروائيين خيالاً.

القصة لا ترمي إلى أن الرجل سيكون بلا عمل. بهل هو طيار مجد وكسر الرقم القياسي وحكت عن الصحف واشتهر جداً وهو لا يريد لذلك الرقم القياسي أن يشاركه فيه أحد. هنا فضل أخيراً أن يسود في الواجب وهو العمل ولا يسود في الحب أو يبقى سيداً متوجاً على عرش قلب زوجته. بل اختار أن يصير زوجاً عادياً ولكن يحتفظ بلقبه ويصير الطيار الفذ! لماذا ترى أن ذلك يحصل؟ هذا هو السؤال؟ وهل هناك من كسر تلك القاعدة وفضل الحب وأن يتربع على عرش قلب زوجته و ترك الواجب أو بالأحرى السيادة في العمل و الواجب؟!

إذا حصل هذا معك فأيهما تختار برأيك؟ ليس المقصود أن تترك العمل نهائياً بل المقصود أن تصير بطلاً مشهوراً تحتفظ باللقب. هل ستتركه لتظل ملكاً على عرش قلب حبيبتك زوجتك؟

أتفق معك ريمة ولأزيدك من الشعر بيتاً فقد تخلى باريس عن الواجب وهرب مع هيلين الطروادية وحصل ما حصل بسبب الحب. كذلك نسمع عن إدوارد الثامن الذي تناول عن عرش بريطانيا في ثلاثينيات القرن الماضي ليتزوج من مطلقة أمريكية واليس سمبسون!! فها هو قد ترك الواجب بل أي واجب أغلى من العرش؟!! ولكن ألا تعتقدين أن الناس تستهجن ذلك وتعد ذلك قلة في رجولة من يفعل ذلك وكأن ولهه بزوجته او حبيبته سيطر عليه لدرجة أنسه واجب أمته و وطنه؟!

بالنسبة لي كإنسان عملي، أجدها أقرب للواقع، حيث أنه وكما ذكر في مثالك المسألة ربما تكون مؤقتة وسيرجع لها بعد أيام.

ولكن ماذا لو عملت أن قلب زوجتك - التي تزوجتها عن حب كبير -الذي كان يعشقك لم يعد كما كان وصرت بالنسبة إليها إنساناً عادياً؟!! هل كنت تغامر حينها حتى لو فقدت حبها للأبد؟

صراحة في المثال المذكور لم أفهم لما تركها! وهو يمكنه تحقيق ما يريد من أمجاد مع وجود زوجته إلى جانبه، ما العائق التي تشكله زوجته هنا! هناك آلاف الأشخاص ينجحون في عملهم، وينجحون في زواجهم.

تركها لأنها كانت تريد منه أن يقضي معه أيام طوال بعد أن تزوجوا في فندق جذاب في رأس الجبل حيث الطبيعة و المحبان بلا شريك. توسلت إليه أن يظل معها وهي لا تريده أن يترك عمله بل تريده أن يظل معها فترة كاملة أو شهر العسل كما يقولون. ولكن جاءه خبر أن أحد الطيارين سيكسر الرقم القياسي ولا يصبح هو مبرزاً في عمله كما في السابق. أكلته نار الواجب وأصبح بين نارين : أن يسود في الواجب ويصبح رجلً أمام نفسه وامام الناس و العاملين أو أن يسود قلب زوجته بان يستنيم إلى عاطفة الحب ويخسر الرقم القياسي. في الأخير فضل الواجب على الحب...

ولكن بشكل عام إذا افترضنا وجود عائق ولا بد من خيار واحد، فأنا أرى أن الأبقى للإنسان هو حبه وعائلته، يمكنه تحطيم الأرقام القياسية، والفوز على كل المتنافسين، وأن يصبح الأفضل في مجاله، ولكن إلى متى يستمر هذا؟ سيأتي له يوم وينتهي، لن يكون هو الأفضل أو الأنجح إلى أن يموت، ولكن حب حياته وعائلته ستظل إلى جانبه إلى أن ينتهي عمرهما.

هذا رأي من الآراء المعتبرة فعلاً؛ ويؤيدك ستيف جوبز فهو في نهاية حياته أسف أشد الأسف على أنه لم يكرث وقتاً أطول لعائلته كما فعل مع العمل و الشركة. فندم جداً.....ولكن ما رأيك في كلام الناس؟ ألا نتقي كلام الناس باننا رجال ضعفاء نضعف أمام الحب فننسى الواجب ويحركنا القلب لا العقل؟ لماذا بعض الناس يرضخ لسلطان كلام الناس عن ذلك؟