التعامل والاحتكاك الزائد مع الناس يبهت في وجدان الشخص سببية وجوده في هذا الحياة ويبعده عن دوره الرئيس يعكر صفو داخله ويجعله يسلك طريق بعيد عن الطريق المستقيم ويبعده تدريجيا من إطاعة اوامر الخالق الى إطاعة الهوى وموج الصحبة السيئة وماتملي عليه نفسه الاماراة بالسوء لا معنى ذلك البعد عن اي تعامل اوالتقعوعق في ركن بعيد بل المعنى هو المقاربة والسداد والتوازن بينهما.
لابد من الخلوة.
لا شك أن الخلوة أو العزلة عن الناس لها الكثير من الفوائد، مثل
ـ إيجاد الوقت للتفكير العميق والتأمل.
ـ الهدوء النفسي؛ لبعدنا عن المشاكل.
ـ ممارسة النشاطات المفضلة، دون تقيد برأي الآخرين، سواء كانت هوايات أو شعائر.
لكن ذلك لا ينفي أن الإختلاط بالناس له فوائده الكثيرة أيضا:
ـ المؤانسة والترويح عن النفس.
ـ مشاركة الخبرات، عبر التعليم والتعلم.
ولذلك أرى أن الخلوة في زمن الفتن والشر والخوف من المعاصي خير من الخلطة، أما دون ذلك، فأفضل الإختلاط بالناس.
اليوم أنا بصدد مساهمات متكاملة فكنت قبل قليل أتحدث عن كيف يكون الإنسان إنساناً بلا مجتمع واجتماعية لأنه مفطور على هذا الأمر فالأمر شبه لزومي للشخص ليستطيع الاستمرار .. ولكن عندما قرأت ما كتبت أدركت أني غفلت عن بعض النقاط فالانصياع وراء الأصدقاء والحياة والاجتماعيات ربما يلهينا عن أسباب جوهرية لوضعنا في هذه الارض ... بالإنسان في خلوته يتفكر بخلق الله ونعمه ويتقرب من خالقه وربما يراجع ما تقدم منه من أعمال ..
أعتقد أن الموزانة والتوسط سيكون أفضل أمر أن يكون الإنسان اجتماعياً بحد محدد ويكون هناك لنفسه كغذاء روحي ينعش به نفسه .
أعتقد أن ذلك يرجع إلى طبيعة الشخص، نعم لا بد من الخلوة من حينٍ إلى حين، لكن ليس كل التعامل مع الناس يُبهت في وجدان الشخص سببية الوجود في الحياة، بل ربما ينتشل الإنسان من تفكيره الزائد وقوقعته على نفسه.
وهذا يرجع إلى أمرين
- طبيعة الإنسان
- البيئة التي تحيط به
فبالنسبة للأولى فإن فهم الإنسان طبيعته البشرية وتفضيلاته وميوله واعترف بها بينه وبين نفسه فسيعلم كيف يتعامل مع البشر، سواء بالتجنب أو الاختلاط.
وأما عن الثانية فإن أحسن الإنسان اختيار البيئة التي تحبط به بقدر الإمكان فسيجد في الاختلاط بهم لذة وراحة للنفس قد تكون له طوق نجاه في وحدته.
بالفعل كما ذكرت يا الطيب فالتوازن بين الخلوة والتعامل أمر مهم جداً .
في بعض الأحيان بالنسبة لى ، ومع كثرة الأعمال والاحتكاك مع البشر وضرورة ذلك ، تنادينى روحى بصوت غير مسموع لي ولكنى استشعره ، حان الآن وقت الراحة .
لابد من وقت مستقطع لنا بعيداً عن الضوضاء البشرية ، والأصوات الصاخبة ، نخرج بأنفسنا عن الدائرة ونقيم أنفسنا وغيرنا ذلك مهم بشكل كبير ، كأثر مرجعى لنا للتقييم .
يحتاج الفرد إلى المرونة في حياته وان يتفهم نفسه والاوقات التي يحتاجها لنفسه وعدم الاختلاط بالآخرين ليحافظ على سلامته وصحته النفسية من الجو المشحون الطاقة السلبية عند التعامل مع الآخرين. أنا من الأشخاص الذين يستمتعون بصحبة أنفسهم جدًا وأحاول ان أستغل الوقت مع نفسي لتطوير والتفكير لا ان يكون سلبي وجلد للذات.
لكن قد نستفيد احيانًا من صحبة غيرنا خصوصًا إذا كانوا يتوافقون مع تفكيرنا وشخصيتنا، وأيضًا الاختلاف يوسع نظرة ومعرفة الشخص في الحياة ويكشف عن اتجاهات أخرى كانت مجهولة لنا. لهذا السبب أفضل المرونة عدم اتخاذ اتجاه واحد في الحياة.
التعليقات