اتفق مع کل کلامك ، اصبح رجال الدین طبقه اجتماعية خاصة منغلقه عن باقي المجتمع
نتحدث عن رجال الأديان السيئون عديمي المشاعر !
وصفت بقولك هذا رجال الكنيسة في العصور المظلمة ، كان الانجيل متوفر في اللغة الاتينية فقط ، ولم يتقنها الا رجال الكنيسة أنفسهم ، واستغلوا جهل عوام الناس في كتابهم المقدّس ، فتمادوا على كتابهم المزعوم وكل ما يلائم العقل والمنطق ، ويذكر انهم كانوا يبيعون الجنة او كما تسمى صكوك الغفران ، وطمسوا كل عِلمًا نافع واتهموا العلماء بالسحر فما كان لهم الا التنكيل والاعدام ، ولا ننسى نظام الإقطاع الذي ملكوا فيه اراضي الدولة هم والطبقة الاستقراطية ، وكل هذا حدث بإسم الدين ، ولكن هذا ولله الحمد لم يحدث أبدًا في التاريخ الإسلامي ، ويرجع هذا إلى أسبابا عدّة منها ان علماء المسلمين يؤخذ من كلامهم ويرد عكس الكهنوت الذي قدموه على الكتاب المقدّس ، وثانيًا توفر المراجع الدينية كالقرآن والسنة للجميع ، وثالثًا تحريم الكهنوت في الاسلام ، والكهنوت يعني التسلسل الهرمي الديني ، لذلك تجد عند النصارى رتب دينية كالشمامسة والقساوسة والقمامصة والرهبان والأساقفة والمطران والبابوات الأقوى نفوذًا من الملوك سابقًا .
الإسلام لم يسلم بدوره من التشويه و التحريف و الاستغلال من طرف السياسين السيئين لقد استغلوا الدين للتحريض و نشر الكراهية و تغليط الناس و الكذب عليهم .. و قد ذهب ضحية لكذبهم و دجلهم جميع من صدقوهم و وثقوا في كلامهم ..
الإسلام الحقيقي الجديد المعتدل هو الدين الصحيح الذي تمت تنقيته من التفاسير المزورة و الأحاديث المكذوبة و التي يتناقلها الناس على أنها أحاديث صحيحة بينما هي مكذوبة و تم حشوها بين الأحاديث الصحيحة لخداع الناس و تحريضهم .. و لقد وقع الناس في فخاخهم و ظلموا و لم يوظفوا عقولهم بل اتبعوا ما أملاه عليهم رجال الدين السيئون
تحدثت هنا عن رجال الدين السيئين ووصفتهم بأسوأ المواصفات، ولكن هناك أيضًا رجال دين طيبون يحملون مشاعر طيبة واهتمامات بأمتهم ومجتمعهم. يعمل هؤلاء الرجال الدين الطيبون بجد لخدمة الناس من خلال نصحهم وإرشادهم وتوجيههم في الأمور الدينية والحياتية. يتميزون بالتواضع والتسامح والتعاون مع الآخرين. يعتبر هؤلاء الرجال الدين الطيبون أصحاب روحانية عالية وقدوة للآخرين في سلوكهم وأفعالهم الحميدة.
هم موجودين وسيبقون على العهد قائمون مهما لطخ هؤلاء السيئون صمعتهم وشرفهم.
نعم هناك رجال دين نزيهون يقولون الحق و لو ضد أنفسهم و لا يزينون
الباطل للناس .. و هؤلاء نادرون و لا يأتون على أهواء الناس و رغباتهم .. بل يقولون الصدق ..
هؤلاء نادرون
هم ليسوا نادرين بالضرورة، ولكن أصواتهم لا ترتفع بالقدر الكافي، وكأنهم همسات خفية أسفل مكبرات صوت أهل النفاق العالية. نحن ببساطة لا نشعر بهم، لذلك نعتقد أنهم نادرون.
اختلط الحق بالباطل و لذلك لابد من مفكرين مسلمين نزهاء ينقوا الدين من الشوائب و الأكاذيب التي فيها ظلم لفئات أخرى من الناس .. هل ترضى أنت أن تحمل كلاما سيئا و مشرعن عن أشخاص لا تعرفهم .. لا تسمح لأي رجل دين سيء أن يورطك في نشر الكراهية غير المبررة .. و إن خدعوك فلا تلوم سوى نفسك التي اتبعت باطلا تحسبه حقا ..
أظن أن رأيك قد يكون مبالغا فيه أو به تعميم، فليس كل رجال الدين سيئون أو جشعون أو مزيفون. فهناك من هم صادقون ومخلصون ومتعاطفون مع الفقراء والضعفاء والمظلومين. فهناك من هم يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام. فهناك من هم يعلمون الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يستخدمونه للتحريض أو التخويف أو التبرير. فهناك من هم يتبعون منهج الإسلام الوسطي، الذي يرفض التطرف والغلو في الدين، ويدعو إلى التسامح والتعايش مع الآخرين.
يعتقد المُهتم بالدين أنّ رجال الدين سيئين، ويعتقد المُهتم بالسياسة أنّ رجال السياسة سيئين، ويعتقد المواطن أنّ الموظفين جميعهم سيئين، ويعتقد الفنان بأنّ الفن دمّره الفنانين، ويعتقد صاحب السيارة بأنّ رجال الشرطة سيئين وحتى أمّي تعتقد أنّ بعد أمّها كل الأمهات لا يعرفوا الطبخ ولا يتقنوه وأنّهم سيئين.
هذه حالة الوطن العربي حرفياً، الكل يعتبر الأخر عدوّ له ويجرّمه، ويسيء له، معتقداً أنّهُ بذلك يطهّر الخلل الرئيسي بسقوط مجتمعاتنا، على أننا في الحقيقة لا تكمن المسألة في كل ما سبق وكل من سبق، بل بجميعنا، هناك عقلية تسرّبت إلى الوطن العربي وهي عقلية اللوم ورمي التُهم، هذه العقلية هي ما تحبط مسعانا بإقامة وطن جيّد أفراداً وجماعات، إذاً ما الحل لهذه المعضلة فعلاً؟ لا يوجد أي حل إلّا ما يطرحه المفكّرين يومياً على وسائل الإعلام والتواصل، المفكّرين الغرب والعرب، يقولون أبسط الكلام، ولكن على بساطته لا نطبّقه، علينا أنّ نتحمّل مسؤولية ما نريد أن نغيّر، لا أن نتحدّث عنه، فمثلاً في منطقة فقيرة تعاني من النفايات في لبنان مثلاً وتراكمها، لا يجب أن ننتظر دولة أن تتحرّك ونقول المسؤول سيء، بل أن نعمل على تنظيفها نحن وابتكار طريقة معالجة، وإقالة المسؤول بعد الإصلاح لا لفساده، بل لعدم تحمّل مسؤولياته، نحن من تحملناها وهكذا.
المهم هو الإصلاح، لا الإشارة إلى السيء منا.
تحديد المتهمين جزء من الإصلاح أخي ضياء .. لابد من معرفة صفاتهم و عقلياتهم و الأخطاء التي ارتكبوها .. لا نريد محاسبة أو معاقبة أي شخص أو أي كيان .. الجميع مشكور سواء أحسن أو أساء .. و لكن على المسيء التنحي جانبا و الاعتراف و ترك المسؤولية للمصلحين .. نحن نريد أن نحصر ( الصفات السيئة ) و نمنعها من الانتشار فقط لا غير ..
لا نرغب في أن يستولي على السلطة الدينية من ليسوا أهلا لها .. نريد أشخاصا صادقين نزهاء و عادلين .
تحديد المتهمين جزء من الإصلاح أخي ضياء
لست أنكر ذلك بالمرّة، ولكن ألا ترى معي مثلاً أنّ تحديد المتهمين في حالتنا العربية ووضعنا الحالي هو أمر ومساحة آمنة بالنسبة للأشخاص السيئين أيضاً؟ حيث سيقوم الواحد منهم بما نقوم به أصلاً، هو سيؤشّر علينا ونحن سنؤشّر عليه، وهكذا، دون أي تحرّك على مستوى المسؤولية، وهذا تماماً ما يحدث في المنطقة العربية، صارت حلبة تراشق اتهامات ليس إلا بدون أي عمل منتج على الأرض.
الحكم له دلائله و إثباتاته الواقعية أخي ضياء ..
نحن لا نتهم جزافا بل بالأدلة الموثقة صوتا و صورة و كتابة و شهودا و مبصوم عليها من طرف أصحابها و ألفوا فيها كتبا و مراجع .. يمكنك الرجوع قليلا إلى الوراء في الزمن و مشاهدة نماذج لا حصر لها من دعاة السوء على أبواب النار ضلوا و أضلوا الناس - كما وصفهم النبي المختار صلوات الله و سلامه عليه -
المتكلم الموضوعي هو الذي يمتلك الدليل القاطع
و من لا يمتلك دليلا يعتبر متكلما متحيزا و قاذفا و متكلما فارغا !
لا أعلم ما السبب في تخصيص الأمر لرجال الدين بالرغم أن ما تتحدثين عنه لا يرتبط بهم فقط، فلماذا هم في المقام الأول؟
وأيضًا أكره فكرة تعميم الأمر لأنه بالطبع سيوجد أشخاص جيدين وآخرون سيئين فهذه هي الحياة يوجد بها مختلف الأنواع من البشر.
كيف نعالج التناقض الفكري علميا
إن التناقض الفكري الواضح الذي نلاحظه بين البشر من الإيمان بالله والكفر به ومن الحب ومن البغض ومن الخير والشر والعدل والظلم لابد أن يفكر فيه العلماء ويقدمون له علاجا علميا دقيقا يعالج لنا هذا الصراع والتناقض الفكري ويسد لنا باب الجدال العقيم الدائر بيننا ونحيا معا بالعلم كما نحيا بالطعام والشراب والصحة والمرض والنوم واليقظة ونعش هذه الحياة بالضحك والبكاء والسنين والحساب والموت والحياة ولا سبيل للتصحيح الديني والعلمي معا إلا إذا ربطنا الأرقام الحسابية بالحروف الأبجدية ودمجناهما معا بشكل علمي سليم وعليه تزول المتناقضات العلمية والدينية لأن العلم هو ميزان الحياة الذي قد خلق الله به كل شيء وخلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم خلقنا وعلمنا مالم نكن نعلمه وبميزان الحروف والأرقام ستستقيم لنا الحياة ولكننا قد انشغلنا فقط بالأرقام وفصلناها في الحياة عن حروف الكلام برغم أنهما أساس الميزان العلمي وتواصل المخلوقات وقد جعل الله به أمره بين الكاف والنون يقول للشيء كن فيكون ففي سورة الأعراف يقول الله تعالي لنا (إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّـامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) ويقول الله لنا بسورة الحديد (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَما يَنزِلُ مِنَ السّـمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير) وكلام الله هو المنهج لاستنباط العلماء كل شيء وإن استنباطهم الخاطئ سيؤدي بنا إلي أحكام ونتائج خاطئة وهذا بكل أسف ما يحدث في منهجنا العلمي والديني معا حيث أننا نعد الواحــد الذي هو أساس خلق الحياة ونشأتها نعده جزئا من معادلة خلق الحياة ذاتها بينما هو قائد معادلة الخلق فيؤدي بنا إلي الخطأ في النتائج ولن تستقيم لنا النتائج العلمية وتنتهي التناقضات الفكرية وتنضبط المعادلات العلمية ما لم تتواجد نفس ذات الأعداد الأولي والحروف الأولي التي تألفت منها المعادلة الأولى للخلق لأنها الأساس العلمي الذي قامت عليه دائرة الموت والحياة بعيدا عن كل هذا العبث الذي ندعيه باسم العلم وهو لا أساس له علميا ولا دينينا بل هو سببا أساسا ورئيسيا في بث هذه الصراعات والتناقضات الفكرية المستمرة بين البشرية حتي الآن
التعليقات