النسوية، والوجودية.. ما الذي أدى لشيطنتهما بثقافتنا؟!

هل يصلح توطين المصطلحات والنظريات الغربية بمجتمعاتنا، دونما نقد ثقافي لها؟..

لكل مجتمع خصوصياته ومعتقداته ما يعني ان كل ما يتم استيراده من خارج هذه المجتمع لابد من اخضاعه للنقد والتعديل بما يتناسب مع خصوصية هذا المجتمع قبل تطبيقه.

وما هو أكثر مصطلح ثقافي سيء السمعة قد مر عليكم؟ 

جل المصطلحات والنظريات الثقافية والاجتماعية والسياسية الحديثة لها سمعة سيئة في العالم العربي والإسلامي من العلمانية و الليبرالية والحرية والمساوة بين الرجل والمرأة وحرية المعتقد والقائمة طويلة وحتى هناك من يناهض مصطلح حقوق الانسان!

لامشكلة لي مع فكرة النسوية الغربية

لكن النسوية العربية عندنا لاتقل تخلفا عن الذكورية في المجتمع

فهم يكرهون الرجل ويصفونه بالمتحرش ويستفزوننا ،، ويحملوا جميع الرجال أخطاء قلة منهم

هناك الكثير من المصطلحات والنظريات الغامضة او المشكوك في امرها مثل الماسونية والليبرالية والعلمانية والوجودية والعدمية والعبثية والازلية والميتافيزيقية والاستشراقية والتقدمية والمادية العلمية وقد تكون النسوية منها ايضا وغيرها فكلها آتية من خارج العالم الثالث وهذا قد يشكل تحدي لنا بدراسة وتحليل كافة تلك التوجهات الفكرية.

اتفق تماما اخت اماني

استيراد المصطلحات المعلبة والجاهزة فاقم مشاكلنا وزادها تعقيداً ، مصطلحات كانت في موطنها قد بدت وكأنها حلولاً لمشاكل تلك المجتمعات التي نشأت فيها ...وقد لا تكون بالضرورة حلولاً دائمة او تتطلب الاستمرار فيها ،قد تكون مرحلية وليدة زمنها فقط ..

الحركات النسوية تحديداً قابلت الظلم الشديد للمرأة بتطرف وتحيز أشد لصالحها ..يقلب وجه المعادلة فقط ولا ينصفها ، بل يحولها من مظلومة إلى ظالمة ..ينتهي بها المطاف لتتقمص شخصية ظالمها وتمارس نفس سلوكياته وانانيته.

بالنسبة لموضوع النسوية، اعتقد بأن هنالك أمرين لابد من الاشارة إليهما، الأول أن هنالك سوء فهم حدث للرجال حول مصطلح النسوية وكأن هذا المصطلح أُنشيء للانتقاص منه و وأنه يحرض المرأة عليه وأنه مصطلح غربي وخلافه.

والامر أيضًا ينطبق على المرأة اذ تعتقد بأنها يجب أن تتساوى حقوقها مع الرجل، وأن هذ الرجل ما هو إلا شيطان لا يرتأيها أن تستقل وأن تتطور وخلافه.

فاعتقد بأنّ كلا الجنسين فكرهما ضيق، فالنساء يرتاين نقل أفكار الغرب كما هي بدون مراعاة أن هنالك قواعد ومعايير موجودة وواضحة لدينا في القرأن الكريم، والرجال يعتقدون بأن النساء لا شيء بدونهم وأنهن مجرد خادمات لا يرتقين بمنزلتهم.

 هل يصلح توطين المصطلحات والنظريات الغربية بمجتمعاتنا، دونما نقد ثقافي لها؟

لا أرى مشكلة في ذلك ولكن مع مراعاة أننا عرب وأنه يجب تعديله ليتناسب مع مجتمعاتنا، وان هذه مصطلحات غربية، لذا قد يصاحبها أفكار تختلف مع أيدولوجايتنا ومبادئنا.

 وما هو أكثر مصطلح ثقافي سيء السمعة قد مر عليكم؟ 

لا أعتقد بأنّ هنلك مصطلح صنف بالأسوأ أكثر من مصطلح النسوية، فكل يوم نرى هجوم عليه عبر المنتديا والوسائل الرقمية المختلفة.

بثقافتنا

يبدو أنك لم تطلعي على المناظرات غربا وشرقا، النسوية مدعومة من السلطة والمشاهير ولكن رفضها يتزايد من المجتمعات الغربية، حتى أضحت مادة للسخرية. وفي الشرق (الصين وما جاورها) لا توليها الجماهير أهمية لطبيعة تلك المجتمعات التي تركز على الجماعة والأسرة وترى في النسوية هدما لهما.

لو نلاحظ في الأدبيات سنجد بأن هذين المفهومين تعتبران من المواضيع المثيرة للجدل في العالم كله تقريبا. ربما لان الأمر يتعلق بحركات اجتماعية وفكرية وثقافية مهمة، تهدف إلى تغيير وإصلاح المجتمع، والدفاع عن حقوق الفئات المهمشة والمظلومة على حسب اعتقادهم.

 وأكدوا على أن كل فرد، هو في النهاية كائن بشري محدود، لا يمكنه بلوغ الحقيقة الكلية.

ولكن أيضا الوجودية تعني أيضا الدفاع عن حقوق الأقليات والنضال ضد التمييز والاضطهاد. وتشمل الوجودية العديد من الفئات المهمشة في المجتمع، مثل الأقليات الجنسية والعرقية والدينية واللغوية والثقافية، وتهدف إلى تحقيق المساواة والعدالة والحقوق المدنية لهذه الفئات.

تعرضت لشيطنة بالفعل خاصة في المجتمعات التي تعتمد على القيم التقليدية والدينية. برأي مهما كان الخلاف لابد علينا جميعًا أن نحترم هذه المفاهيم ونتعامل معها بأسلوب محترم وبناء، لان في الأخير لكل مجتمع يملك خصوصياته ومفاهيم يؤمن بها دون غيره، أكثر المفاهيم بالنسبة لي سيئة السمعة هي الليبرالية والاشتراكية.

وما هو أكثر مصطلح ثقافي سيء السمعة قد مر عليكم؟

بما أنّ حضرتك تكلّمتِ عن النسوية قبل أن تسألي هذا السؤال، سؤال ما هو أكثر مصطلح ثقافي سيء السمعة، أعتقد أنّ أكثر مصطلح سيء السمعة قد انتجته النسوية نفسها وصدّرته إلى العالم على أنّهُ حقيقة غير قابلة للنقاش بالنسبة إلى كثير من الفتيات، الذكورة السامة: يستخدم هذا المصطلح لوصف الطرق الضارة والعنيفة في كثير من الأحيان التي يتفاعل بها الرجال اجتماعياً وخاصّة مع النساء. الأمر شطحَ بعيداً بسبب جهود النسوية وتطرّفهم في الكثير من الأحيان وميلهم إلى تجريم الذكورة ككل لا إلى المُعنّفين فقط منهم.

هذا المصطلح يسري في مجتمعاتنا بشكل مبالغ به جداً ولا أعتقد أنّ هُناك تيار مجتمعي أو إنسان أو جهة ملامة في هذا الانتشار إلا النسوية التي جعلت منه شعاراً تقريباً تحارب به وتندد به وتشير إليه بكل الطرائق الممكنة، شيء سيء أن نصل إلى هذه الدرجة من السعي نحو تجريم الآخر وإدانته.

أثناء دراستي للعلوم الإنسانية بشكل عام، والفلسفة بشكل خاص، لفتت نظري حالة الرفض والريبة التي نتعامل بها مع معظم المصطلحات الفلسفية، إن لم يكن مع الفلسفة من الأساس!..

ما لاحظته أماني أنك تعتمدين على الأنا الذاتية في التحليل (دراستي، نظري...) ما يعني أنك ستحصرين الكلام في زاوية خاصة بك و لن ينطبق بالضرورة على الفكرة كفكرة . كما أن حالة الرفض مع الفلسفة من وجهة نظر خاصة ليست معيارا ، خاصة و أن تاريخ الفلسفة عموما كان تاريخ رفض و صراعات خاصة مع الكنيسة و رجال الدين . الفلسفة لأن الفلسفة تعد عملا فكريا عميقا يستدعي التحليل والتفكير النقدي، وتشجع على الاستفسار والاستكشاف لفهم العالم والحياة بصورة أعمق.

ـ فالنسوية مثلا، قد ظهرت في الغرب في أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل على نظام بطريركي أبوي رسخ للثقافات السائدة التي حملت صورة سلبية عن المرأة، الأمر الذي انعكس في واقع اجتماعي محتقن بالتمييز ضد المرأة والتقليل من شأنها وإهدار حقوقها.

نعرف جميعا أن الحركة النسوية تطورت على مر العقود واكتسبت توجهات متعددة. حيث أصبحت تركز على المساواة القانونية والسياسية، كما تهتم بتسليط الضوء على قضايا مثل العنف الأسري والتحرش الجنسي والتفاوت الاقتصادي بين الجنسين. بيد أن المشكل الذي واجهته النسوية في المجتمعات العربية مرتبط بالطبيعة السوسيولوجية لهذ المجتمعات ، من حيث العادات و التقاليد و الدين و التغييرات الثقافية .

ال feminism وال existentialism هما من أكثر النظريات التي تطرقت لهما في خلال تخصصي في مجال الأدب الانكليزي. بالنسبة للنسوية فقد راجت في حقيبة السبعينات من القرن الماضي نتيجة التهميش الزائد الذي كانت تخضع له المرآة وهو ما زاد الضغوط من أجل إعطاءها المزيد من حقوقها. انطلقت النسوية كحركة أدبية أولا حيث أنه أصبح بإمكان المرأة أن تنشر عملها الخاص بها وتحت إسمها بعد أن كانت تضعه تحت إسم مجهول أو إسم رجل. بعد ذلك أصبحت النسوية حركة شاملة لكافة نواحي حياة المرأة وبتنا نلتسمها في كافة المجالات الحياتية للمرأة. وأما نظرية الوجودية فقد راجت بشدة بسبب الحرب العالمية الأولى والثانية والني زعزت إيمان الكثير من الأفراد نتيجة ومواجهتهم لسفك الدماء والقتل. فأصبح يرى الأفراد أن لا غاية من وجودهم إذ أنه عبثي Absurd وهنا تدخل نظريةأخرى. ومن المهم فعلا أن يكون هناك نقد لكلتا النظريتين من أجل إبراز قيمنا وقاعدتنا الدينية والثقافية والقيمية والأخلاقية على شكل Anti existentialism مثلا.

بالنسبة لأسوء النظريات التي مرت علي هي َqeer theory والتي تشجع على السلوك الإنحرافي بكل بساطة من خلال تبنها لقيم المثلية.