العقل البشري مذهل يا صديقي ، تخيل أنه يعمل منذ ولادتك ولا يتوقف إلا وقت الإمتحان ، أو عند الزواج !

العقل البشري مذهل بكل تأكيد وليس فقط لأنه يعمل منذ ولادتنا بل أيضًا حينما تدرس تركيبه وما يحدث بداخله من عمليات فسيولوجية ستزداد انبهاراً.

و لكن دعنا نتساءل قليلا يا صديقي هل هم محقون؟ متى يتوقف العقل فعلا عن العمل ؟ و متى يصاب بالاستنزاف النفسي؟

لا أعتقد أن هذا صحيح فالخطأ الذي يحدث هنا هو عدم فهمنا للخلل الذي يحدث وعدم استخدامنا له بالطريقة الصحيحة لأننا في بعض المواقف ليس لدينا القدرة على التحكم من الأساس فعلى سبيل المثال تأثير الضغط النفسي الواقع أثناء فترة الإمتحانات هو ما قد يؤدي إلى تشتتنا وبالتالي عدم استخدام العقل بالطريقة الصحيحة ومن ثم عدم التركيز وعدم التذكر أثناء الإجابة وكذلك الحال في التأثير العاطفي أثناء الزواج وخصوصًا في وجود نزاع بين العقل والقلب وحين تتغلب العواطف لا نستخدم العقل بالشكل الصحيح، هنالك عوامل آخرى قد تؤثر على العقل وتؤدي إلى تراجع الأداء العقلي وهي :-

• الإستنزاف العقلي في العديد من المهام المعقدة.
• الحالة الصحية "تأثير بيولوجي" على سبيل المثال عادات النوم والتغذية السيئة وقد تحدث عن ذلك في مساهمة سابقة بعنوان Insomnia.

في النهاية، العقل لا يتوقف عن العمل، ولكن قد يتأثر بالظروف المحيطة والتحديات التي نواجهها. ولكن من خلال الوعي والتدريب وإدارة الضغوط، يمكننا أن نتعامل بشكل أفضل مع تفاعلاتنا العقلية ونحقق أداءً أفضل في اللحظات الحرجة.

لا أعتقد أنه يتوقف،

ولكن في الإمتحان مثلا على سبيل المثال قد نجد صعوبة في استذكار معلومة مُعينة، نظرًا للضغط الكبير الذي نكون فيه قبل الإمتحان وكم المعلومات الضخم الذي نخزنه في عقولنا،

أما في القرارات المصيرية، ف تكمن المشكلة في أن إتخاذ القرار الصائب في حد ذاته هو مهمة عقلية صعبة.

سواء كان زواج أو عمل أو مشروع أو خلافهم

كلهم أشياء تحتاج منا قرار حكيم .. ولهذا نشعر أن عقلنا يتوقف، ولكنه ليس توقف بالمعنى الحرفي للكلمة.

أعتقد أن العقل البشري لا يتوقف عن العمل أبداً، حتى في أوقات النوم والاسترخاء. فالعقل يستمر في معالجة المعلومات والذكريات والأحلام والخيالات التي تملأ حياتنا. لكن هذا لا يعني أن العقل لا يحتاج إلى الراحة والتجديد. فالعقل يصاب بالإجهاد والتعب عندما يواجه ضغوطاً كبيرة أو مشاكل صعبة أو مواقف محرجة. وفي هذه الحالات، قد يفقد العقل قدرته على التركيز والتفكير بشكل منطقي وإبداعي.

ولذلك، أظن أنه من المهم جداً أن نهتم بصحة عقولنا بقدر اهتمامنا بصحة أجسامنا. فهناك العديد من الطرق التي تساعد على تحسين وظائف العقل وزيادة قوته ومرونته. مثل:

• ممارسة التأمل واليوغا وغيرها من التقنيات التي تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
• قراءة الكتب والمقالات والروايات التي تزيد من معارفنا وثقافتنا وخيالنا.
• حل الألغاز والأحجية والألعاب التي تحفز الذكاء والمنطق والإستراتيجية.
• التواصل مع الأصدقاء والأسرة والآخرين بشكل إيجابي وصادق، فهذا يزيد من رضانا عن أنفسنا وثقتنا بأنفسنا.
• تجربة أشياء جديدة ومختلفة، سواء كانت هوايات أو مهارات أو مغامرات، فهذا يجعل حياتنا أكثر تنوعًا وإثارة.

العقل البشري يتوقف.. نقولها مجازا لا حقيقة، لأن العقل لا يتوقف عن التفكير وإنما يتعب فيختل لديه ميزان الصِّحة. أما المثال الطريف الذي قدمتَه يا خالد فيما يتعلق بتوقف العقل في حالتي الامتحان والزواج، فهو -لَعَمْرِي- مثال طريف جدا. فعند الامتحان تسيطر الدهشة وربما الخوف على صاحبها فينكمش العقل، وعند الزواج تمسك العاطفة أكثر بزمام الأمور فيتراجع العقل مفسحا المجال للوجدان ليصول بقراراته ويجول ...

بالنسبة للامتحان كنت حين أدخله وأنا صغير فعلاً يتوقف عقلي عن العمل رسمياً، أشعر بأنّهُ يرفض لحظتها أن يُساعدني عمداً، استشارت أمي طبيب نفسي في الأمر ولخّص الأمر في العديد من العوامل:

• القلق من الامتحان، القلق من الامتحان هو تجربة شائعة يمكن أن تسبب عدداً من الأعراض الجسدية بما في ذلك زيادة معدل ضربات القلب والتعرّق وصعوبة التنفس والشعور بالذعر، يمكن أن تجعل هذه الأعراض من الصعب التركيز وتذكر المعلومات.
• قلة النوم. عدم الحصول على قسط كافي من النوم يمكن أن يضعف قدرتنا على التفكير بوضوح والتركيز، من ينام جيداً أثناء الامتحان؟ قلّة منّا يفعل خاصة بالامتحانات المُهمّة.
• عدم الاستعداد الجيّد: أحياناً نعتقد أنّ المشكلة بالدماغ، ولكن قد تكون المشكلة بالبيانات التي درسناها، ماذا درسنا وكيف درسنا؟ لا يمكن أن يقدّم الدماغ لي معلومات غير موجودة أصلاً.

اخترت مسألة الامتحان لمناقشتها لأعمم هذا الأمر بالطريقة التالية، وهي أنّ المشكلة لا تكمن بالدماغ عادةً، ولكن بالضغوط التي نفرضها عليه في ظروفنا الاستثنائية مفترضين فعلاً بأنُهُ قادر على اجتيازها، بدون تدريب جيّد لا يمكن التحصّل على نتائج جيدة.

اتفق معك ياصديقي وبشدة ان العقل يتوقف توقفاً تاماً شاملًا قبل عملية الزواج على الرغم من كل الاشارات والرسائل والنصائح التي قد ترد الينا ولكن يأبى العقل الا ان يدخل سباتًا عظيما ً وبعد وقوع الكارثة والتي غالبا ً ما تأتي بعد سنوات قليلة بعد الزواج يتذكر شريط الرسائل التي وصلت قبل الزواج ويندب حضه لانه لم يعرها اهمية ( وكاتب هذه السطور واحد من هؤلاء الناس الذي لم ينتبه للرسائل).

العقل هو المقصود به عملية العَقل نفسها أي قدرته على الربط، والربط المقصود به القدرة على التحليل، وهذه القدرة قد تتوقف في كثير من الأحيان لأسباب لها علاقة بخطأ أو تشوهات في الإعتقاد نفسه، وإذا ما تعطلت قدرتنا على التحليل أو أصبنا بالعجز عن التحليل فسيصبح الشخص غير قادر على الأداء بالشكل المعقول!

الرابط بين جميع هذه اللحظات الحرجة هو التصور الذهني المُسبق عن العجز في هذا الموقف، فحدود العقل مدى تصديقه لخياله، وإن صدقنا أننا عاجزون فسنصبح كذلك.

وقد مررت بتجارب كثيرة شعرت فيها أنني السبب في عملية الإعاقة التي تحدث لي، ومن ضمن هذه المواقف نتائج الإمتحانات السيئة، فقد كنت أمتلك تصور دائم أنني مهما حفظت من مصطلحات فسوف أنسى ولن أستطيع حل الإمتحان، وهذا ما كان يحدث بالفعل حيث كان يتوقف عقلي للأمور أثناء الإمتحان حتى بعد محاولاتي الكثيرة في حفظ نصوص المصطلحات، السبب هنا أنني كنت أمتلك معتقد مشوه وهو أنني حتى أنجح يتوجب علي حفظ المصطلحات بشكل نصي، والصواب أنني كنت بحاجة للفهم والتعبير وفقاً للمعايير، هذا المعتقد الخاطئ تسبب في تكوين إستنتاج ملموس أصبح هو الآخر معتقد خاطئ آخر وهو أنني مهما حفظت بهذا الشكل فسأنسى أثناء أداء الإمتحان.

وفي هذا الوقت الحرج توقف عقلي عن الأداء يشكل جيد ليس نتيجة النسيان فقط ولكن نتيجة إعتقادي بأنني سأنسى، وما كان يحدث بالفعل هو أنني كنت أتذكر نصف المصطلح وعندما أتذكر إعتقادي الخاطئ الذي كونته يتلاشى باقي المصطلح، وهذا ما أعتبره توقف للعقل وهو ما يحدث في كثير من المواقف الحرجة بالنسبة للكثيرين.