"تبدأ الحرية حين ينتهي الجهل؛ فمنح الحرية لجاهل، كمنح سلاح لمجنون"!..

هذا ما رآه الأديب الفرنسي ڤيكتور هوجو، فالحرية لا يصح أن تُمنح للجميع دون قيد أو شرط...

للوهلة الأولى شعُرت برفضٍ تلقائي لذلك الرأي؛ فغالبا ما يتم الترويج لذلك بالمجتمعات الديكتاتورية، التي تسعى لمنح فئة معينة حق الوصاية والرقابة على بقية فئات المجتمع، دون وجه حق!

ولكن عند تأمل الأمر بشيء من الموضوعية، أدركت أن الآراء حول ذلك يمكن أن تنقسم لإتجاهين..

الإتجاه الأول: متفق مع طرح هوجو.. خاصة وأن الحرية والمسؤولية وجهان لعملة واحدة، فمن لا يستوعب تلك المسؤولية أو يَقدِر على تحملها، فهو لا يستحق الحرية من الأساس؛ فالحرية غير المسؤولة هي أقرب للفوضى!

لكن الإتجاه الثاني: المعارض لذلك لديهم حجتهم القوية أيضا، حيث يرون أن الحرية يجب أن تكون حقٌ أصيل لجميع البشر دون تمييز.. ولا يحق لأي شخص أو مجتمع أن يحد من حرية الأفراد تحت أي ذريعة، خاصة وأن جميع الصفات التي يشترطها الإتجاه الأول لإستحقاق البعض للحرية، هي نسبية تماما ويصعب تحديدها بوضوح، كالتحضر والإتزان والثقافة والتعلم،.. مما سيفتح مجالا للفساد والتلاعب بمصائر البشر؛ بحجة عدم جاهزيتهم للحرية!!

فماذا ترون أنتم.. هل الحرية حق للجميع، أم أنها لمن هم أهلٌ لها فقط؟! وإن صح الافتراض الثاني، فمن ذا الذي ستكون له سُلطة وضع معيار الأهلية، أو تحديد مدى إستحقاق البعض للحرية من عدمه؟!