لنفترض أن شخصًا ما اشترى منتجًا باهظ الثمن كان يتطلع إلى شرائه منذ فترة طويلة، لكنه اكتشف لاحقًا أنه عديم الفائدة أو ردئ الجودة، على عكس ما كان يعتقد في البداية. في هذه الحالة سيواجه الشخص ما يُعرف بالتنافر المعرفي بين موقفه الإيجابي تجاه المنتج قبل الشراء وحقيقة خيبة أمله بعد الشراء. ولتقليل هذا التنافر سيقنع نفسه -على الأغلب- بأن العنصر له فوائد خفية أخرى لم يكتشفها بعد أو أنه اتخذ الخيار الصحيح لأنه بالفعل منتج جيد ولكنه لم يعطه فرصة التجربة كاملة.

ما هي نظرية التنافر المعرفي؟

نظرية التنافر المعرفي عبارة عن مفهوم نفسي قدمه ليون فستنغر في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ليشرح من خلاله كيف يعاني البشر من عدم الراحة أو التوتر عندما يحملون معتقدات أو مواقف أو سلوكيات متناقضة. وللتخفيف من هذا الانزعاج فإنهم يسعون جاهدين لتحقيق تناسق بين الأفكار والأفعال إما عن طريق تغيير معتقداتهم أو مواقفهم أو سلوكياتهم لتتناسب مع بعضها البعض أو عن طريق تبرير تناقضاتهم ليصح الأمر أكثر اتساقًا.

والآن لنفكر في أمثلة من حياتنا للتنافر المعرفي قد تكون تعرضنا لها. ما الأسباب التي تجعلنا نقع بالتنافر المعرفي، وكيف يمكننا تجنب الوقوع في هذا الفخ؟