النساء الغير متزوجات هن أكثر سعادة من المتزوجات

شخصيا أصدق هذه الدراسة, وأظن أن غير المتزوجين من الرجال بالعالم العربي أيضا أكثر سعادة من المتزوجين عكس ربما إحصائيات غربية.

والسبب لا يعود للزواج بحد ذاته بل لنمط العيش المعاصر الذي سبب لنا ضغطا مهولا عقد الحياة كثيرا ورفع من سقف التوقعات, وقلب الكماليات لأولويات, ربما كانت الدراسة ستصل إلى أن المتزوجين أكثر سعادة لو تم إجراؤها عقودا ماضية.

إن مسألة السعادة والتعاسة إدراكية متغيرة مع تغير المعتقدات والقيم, يربط العديد منا السعادة بعصرنا مثلا بالتحصيل الدراسي, حيث أن رسوب الطالب أو حصوله على نسبة لا تؤهله لولوج كليات يرغب فيها قد يسبب له التعاسة والاكتئاب, وهذا لم يكن له وجود بالقرون الماضية, المنزل الذي لا يتوفر على ثلاجة هو منزل يعاني التعاسة وضنك العيش رغم أن الثلاجة لم يكن لها وجود بالمنازل العربية قبل عقود فقط....الهاتف الذكي صار من البديهيات, السفر للاستجمام لم يعد كماليا بل سيشعر الانسان بالتعاسة لأن من حوله بمجتمعه يسافر وهو غير قادر على ذلك بسبب الأطفال أو الفقر...و إلى آخره من الأمثلة اللامتناهية.

وهكذا لما صرنا ملزمين بتحقيق العديد والعديد من المكتسبات بحياتنا لمواكبة الواقع المعاصر, فإن هذا جعل من الزواج -خصوصا مع ضعف الامكانيات المادية والنفسية والثقافية- عائقا كبيرا نحو تحقيق السعادة بمفهومها المعاصر.

يقول فيها أن النساء الغير المتزوجات هن أكثر سعادًة وصحًة من غيرهن من النساء المتزوجات.

إذا افترضنا أن الدراسة كافية ويمكن تعميمها على الوطن العربي وبالاستناد إلى نسب الطلاق المهولة التي نراها اليوم، أين الخلل؟

بالتأكيد الخلل ليس في منظومة الزواح نفسها بل في الأفراد وثقافتهم ومدى استعدادهم للزواج والإنجاب وتحمل المسؤولية.

بول دولانيرىيرى  أن النساء اللواتي يخترن عدم الزواج وإنجاب الأطفال سيشعرن أكثر سعادة، ليس هذا فقط بل سيكونون أكثر صحة أيضًا

لكن هذه الدراسة عكس فطرة الأنثى، الفتاة ما إن تصل إلى سن معين حتى وإن توفر لها كل شيء ولم تكن أما ستشعر بالنقص وحتى الإكتئاب، لذلك من غير المعقول أن نسلم بهذه الدراسات الغربية.

وهناك دراسات أخرى منها دراسة أجرتها جامعة ميشغن الأمريكية أظهرت أن المتزوجين وحتى العزاب وحتى أولئك الذين دخلو علاقة وخرجوا منها، كل هؤلاء نسبة السعادة بينهم هي تقريبا نفسها.

ودراسات أخرى تقول أن المتزوجين أكثر سعادة بنسبة طفيفة جدا لذلك ينصحون بعدم الزواج لأجل السعادة وإنما لأهداف أخرى.

ويقول أستاذ علم النفس بجامعة ميشغن: " رهن سعادتك بالزواج ليس رهانا أكيدا"

قد لا يكون الزواج هو مصدر السعادة للمرأة، وإن كان في كثير من الأحيان يعتبر كذلك. لكن عدم القدرة على الإنجاب حتما سيكون وسيلة مضمونة من وسائل التعاسة.

تكوين الأسرة بالنسبة للمرأة من أهم الأشياء التي عليها الاستثمار فيها قبل أن يأتي وقت لا تعود تستطيع فيه فعل ذلك.

والزواج الذي جعل الله فيه مودة ورحمة وإنجاب الأبناء وتكوين الأسرة هي مقومات للسعادة يجدها كلا من الرجل والمرأة السَّويين على حد سواء.

لا اثق بهذه الدراسات فكيف يتم قياس امور ذاتية كالسعادة؟

وبالطبع اي شخص متزوج سواء كان ذكر او انثى ستزداد مسؤولياته ويشعر بالتعب

ثم النساء بصورة عامة كثيرات التشكي بالاضافة لتحفيزهن السلبي من قبل الميديا المسيطر عليها من قبل اليسار والنسوية ضد الرجل والزواج بصورة عامة

لكن يبدو أن الرجال على العكس تمامًا في النساء المتزوجات، فهم استفادوا من الزواج كونهم أصبحوا أكثر هدوءً واستقرارًا حسب بول دولان .

صدق! والدليل عدد الذكور المضربين عن الزواج في تصاعد مستمر سواء في الشرق او الغرب.

لن أناقش الدراسة فهي بالفعل تقع على مجتمع يختلف تماما عن المجتمعات العربية ومجتمعات أخرى غير عربية، وللنساء والبشر عموما في هذه المجتمعات حياة مختلفة لها قواعد أخرى ومتطلبات مختلفة، وقد تكون الأسباب التي أدت إلى انعدام سعادة النساء مختلفة تماما، فحياتهن تختلف اختلافا جذريا عن حياة النساء العربيات، وربما لو تبدل الحال لاختلف الأمر.

لكن سأناقش الجزء الأخير من منشورك، ولا ننكر أبدا الأرقام المذكورة، لكني وبشكل شخصي أنكر أن يكون الزواج نفسه هو سبب انعدام السعادة، فالسبب الحقيقي للطلاق ليس انعدام السعادة الذي بسببه الزواج، ولكن بسبب اختلاف الزوجين.

النساء والرجال على حد سواء معايير اختيارهم لشريك الحياة تدل على جهل تام، قل لي بالله عليك كيف تتوقع امرأة سعادة او رجل سعادة مع شريك يتناول المسكرات والمخدرات؟ كيف يتوقع كل منهم أن يؤدي شريكه حقه وهو لا يؤدي حق ربه؟ كيف بامرأة نظرت للمال ولم تنظر للأخلاق أن تحيا حياة سعيدة؟ وكيف لرجل نظر للجمال ولم ينظر للأخلاق أن يذوق طعم السعادة؟

إن معايير اختيارنا هي التي تمنع السعادة في بيت الزوجية، ناهيك عن الضغوطات التي تبدأ بمجرد أن ينوي الرجل الزواج، فهو يحتاج للعمل ليل نهار حتى يسنطيع أن يوفر تكاليف الزواج، ثم العمل ليل نهار ليوفر احتياجات الزوجة والأولاد، ولا يهدأ أبدا. والمرأة تشغل أهلها بتكاليف زواجها، ثم تعمل ليل نهار في بيتها لتوفر لزوجها سبل الراحة والطعام، وربما يزيد الأمر عليها إن كانت تعمل مثله.

وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة يزداد الأمر سوءا. هذا كله بالنسبة لشخصين حياتهما طبيعية، فكيف لو كان الزوج يتناول المخدرات أو متسلط أو عديم الأخلاق، ونفس الأمر للزوجة!

ثم يزيد على هذا كله تلك الحرب التي تشعلها منابر الإعلام بين الجنسين خصوصا الزوجين، حتى أدى بهم الأمر إلى النظر إلى الزواج كأنه معركة كل طرف يحاول أخذ التدابير اللازمة قبل الدخول فيها! كيف بشخصين يفكر كل منهما ماذا يفعل في حال الطلاق قبل أن بتزوجا أن يشعرا بالسعادة!؟

لو كانت المشكلة في الزواج نفسه لما عاش أجدادنا في سعادة، ولما جئنا نحن إلى الدنيا، وإنما المشكلة في المجتمعات والأفراد.

إن مسألة الزواج مسألة شائكة للغاية، نظرًا لأنها تمتلك العديد من المحاور التي تصلح للنقاش والتحليل، وفي الوقت نفسه تمتلك مشكلة كبيرة في هذا الصدد، وهي أن هذه المحاور تتعارض مع بعضها البعض، وبالتالي لا يمكننا أن نضع قدمنا في منتصف منطقة آمنة.

فمن جهة، بالتأكيد يجب علينا أن نعترف أن الزواج يحتاج إلى تضحيات، وأن الحياة بدون زواج أكثر سهولة لأنها تخلو من كم كبير جدًا من المسؤوليات. لكن على صعيد آخر، يمكننا أيضًا أن نتناول المزيد من الأسباب التي تدفع الإنسان إلى هذه العلاقة الإنسانية الرائعة، والتي تدعمه نفسيًا في العديد من الجوانب. ومن هنا لا يمكننا أن نصف الأمر بمسبّب للاكتئاب أو لا، فالمسألة تعتمد في رأيي على العلاقة الشخصية نفسها وحسن الاختيار، وبالتالي بشكل جماعي تعتمد على مفهوم الزواج في المجتمع ككل، ونسبة الوعي العام ومدى إدراكها وقدراتها على اتخاذ القرارات السليمة.

الزواج مظلوم في هذه الدراسة!

لو كان الزواج سيء ونتائجه سلبية وقاتمة إلى هذا الحد لكان هو أبغض الحلال وليس الطلاق.. ولكن الإشكالية الحقيقية تكمن في سوء الاختيار و انعدام لغة الحوار والمشاركة.

والنساء الغير متزوجات ليسوا هن الأسعد لعدم زواجهن وإنما لأن المتزوجات أقل سعادة بسبب سوء اختيارهن وليس بسبب الزواج بحد ذاته.

فلو قامت هذه الدراسة على أساس اختيار عينة من النساء المتزوجات من رجال يقدرون المرأة ويحترمونها ويقدمون لها الحب والمشاركة في كل تفاصيل الحياة لكانت النتائج مغايرة.. وبرأيك لو أجيرت الدراسة بين مجموعتين من المطلقات والمتزوجات اللواتي عانيين من ذات الظروف إلا أن بعضهن قرر الانفصال والبعض الآخر فضل البقاء أيهما سيكون أسعد ولماذا؟

من وجهة نظري أن السعادة أمر نسبي فليس له علاقة بالزواج أو الطلاق، ولكن ما يفتقده عالمنا العربي هو الثقافة الزوجية وتعريف تحمل المسؤولية.

وقد قامت العديد من المبادرات مثل مبادرة "رخصة زواج" للدكتور أحمد هارون مستشار الصحة النفسية والعلاج النفسي، وهدف المبادرة هو توضيح مفهوم الزواج وكيفية التعامل معه، والعمل من أجل انجاح العلاقة الزوجية، والحياة بسعادة مع الطرف الآخر.

يأتي هنا على عاتق الدول ورجال الدين والمستشارين النفسيين وأخصائي العلاقات الزوجية أن يسعوا لتثقيف وهدم عادات قديمة خاطئة ومفاهيم مغلوطة في مجتمعاتنا العربية.

في الختام لا أومن بنار الزواج للتهرب من كلام المجتمع ولا جنة العزوبية للتهرب من نار الزواج، لابد اختيار الشخص المناسب قبل الزواج سواء رجل أو امرأة، حيث الإختيار هو عامل أساسي لنجاح أو هدم البيوت وبالتالي هو مفتاح السعادة أو التعاسة.

اصدق هذه الدراسة، واجزم بامكانية تطبيقها على العالم العربي، لن اتحدث عن الجانب النفسي فهذا الزمن من الاساس قلما تجد فيه شخص سعيد غير مكتئب، كان رجلًا او امرأة.

ولكن سأتحدث عن الجوانب الصحية، المرأة المتزوجة تنجب الأطفال وتقوم بارضاعهم وهذا قد يحدث على الاقل من مرتين لاربع مرات، في كل مرة تفقد المرأة من فيتامينات جسدها، والكثير من الأمور التي تحتاجها وخاصة إن كانت من الأشخاص الذين لا يتابعون مع طبيب طول فترة الحمل او يحصلوا على مكملات غذائية وغذاء صحي.

فتجد أن المتزوجة مع كل حالة انجاب تشتكي من آلام الظهر والعظام، وتكسر الأسنان، وسقوط الشعر، والهرمونات المتقلبة، والضغط النفسي، وقلة النوم ... الخ

حين ناخذ بصحة بحث علمي، لا نكتفي بدراسة واحدة، ولا ناخذ كل الدراسات على محمل الجد، ومقابل هذه الدراسة هناك غيرها يدعم أن معدل السعادة يزداد مع الزواج للنوعين، حتى التجارب المجتمعية يا عزيزتي، منها الكثير جيد، ولكن البيوت مغلقة، لن تعرفي ما بها.

هل كلامي يعني أن الزواج تجربة تجعل المرأة أسعد؟ لا، ولكني أقف على الحياد، ولا أطلق تقييد فعل للزواج بنتيجة تُلاحظ على الصحة النفسية.

أرى الفيصل هنا هو حسن الاختيار، والوصول النضج الكافي، ومعرفة الاحتياجات النفسية الداخلية لي، وقدرتي على إشباعها دون تدخل خارجي، ومعرفة ما الذي أستطيع أن أقدمه، ثم أختار بشكل فيه توافق حقيقي، وحب.

حينها يصبح الزوج تجربة أكثر ميلًا لكونها سعيدة، لا تلوم الزواج، ولكن نلوم تدني النضج للشباب، واتخاذهم القرارات المصيرية بعقلية غير التي سيكونوا عليها بعد بضع سنوات.

هم لديهم حرية ممارسة الجنس وهو مصدر من مصادر هرمونات السعادة لذلك لا يمكن إسقاطها على بلداننا العربية.

بالتأكيد الإنسان يصبح أقل سعادة حين يتزوج، لأن الزواج في نهاية الأمر مهما كان جميلًا ويوفر الاستقرار، فهو يزيد العبء والمسؤولية والمهام، وهو غير مؤقت بل يدوم لسنوات وسنوات وتتراكم الضغوط الناتجة عن هذه المسؤوليات فيصبح الإنسان غير سعيد بالنتيجة، وحين يأتي الأمر لامرأة ورجل فبالتأكيد المرأة تكون أكثر تعاسة، لأن مهامها لا تنتهي لا ليلًا ولا نهارًا، أضف إلى ذلك الأباء الجسدية التي تنتج عن الحمل والولادة وتغير شكل جسمها والخ... فمن الطبيعي أن تكون غير سعيدة.

ولذلك فحين تقرر أنثى الزواج، عليها أن تتزوج بشخص يستحق جزء بسيط من كل هذه المعاناة، لا أن تتزوج لأن المجتمع يملي عليها ذلك، ولا لأن هذه سنة الحياة.