تخيّل نفسك بأنك قررت الذهاب إلى أحد المطاعم المشهورة في المدينة، وعندما نظرت إلى قائمة الأطعمة الخاصة بالمطعم وجدت أن هناك أطباق لم تسمعها بها من قبل، ربما تكون صينية، تايلندية و غيرهما، لكن عندما ألقيت نظرة على كامل القائمة وجدت الأطعمة المفضلة لديك أو بالأحرى الاطعمة المعتاد على تناولها؛ فهنا هل ستفضل تجربة طبق أسيوي لم تتناوله من قبل؟ أم ستقرر تناول طعام تعرفه ومعتاد عليه وبالتالي لن تخاطر بأموالك في شيء قد لا يكون مستساغًا البتّه ؟

إن لم تتناوله فأنت هنا وقعت تحت تأثير التعرض المحض Mere-exposure effect  وهو ظاهرة نفسية يقصد بها أنّ الانسان يميل و يفضل الأشياء التي رآها أو على دراية بها من قبل على الأشياء الجديدة بغض النظر عن جودتها . يطلق على هذا التأثير أيضًا في علم النفس الاجتماعي تأثير التعرّض المجرد.

عندما فكرت هنيهه شعرت بأنني حقًا وقعت تحت هذا التأثير، فمثلًا لا أحبذ الذهاب إلى أماكن غير مألوفة أو أن أتناول أطعمة غير مألوفة، أو حتى قضاء وقت مع أشخاص غير مألوفين، فأنا أميل إلى الشيء المألوف بالنسبة لي.

السؤال الذي يفرض نفسه هنا؛ لماذا نميل إلى الشيء المألوف لنا؟ أو بالأحرى لماذا نقع تحت  تأثير التعرض المحض Mere-exposure effect؟ هناك من يرى أنّ هذا قد يكون نابعًا من خوفنا من المجهول وبالتالي هذا ولد لدينا عدم اليقين بالأشياء التي لا نملك دراية بها أو التي نجهلها. وهذا ذكرني بالمقولة التي تقول أنّ الانسان عدو ما يجهل! 

أيضًا بسبب شيء يسمى بالطلاقة الادراكية، وهو أن أننا نمتلك القدرة على تفسير وفهم الأشياء التي رأيناها بالفعل من قبل على العكس من الاشياء التي لم نراها. 

لو أسقطنا تأثير التعرض المحض Mere-exposure effect في مجال التسويق، قد نجد أنه قد يجدي نفعًا في مجال الاعلانات لسلع معينة لجلب العملاء، فتكرارها قد يبقيها راسخة في ذهنهم وبالتالي سيفضلون شراءها عن بقية السلع التي لم تتردد إلى ذهنهم. لكن يجب علينا ألا ننسى بأنه ليس كل مألوف مرغوب أو جيد سواء كان متعلق في السلع، الأشياء أو حتى الاشخاص.

والآن دعنا نتعرف على آراءكم حول هذه الظاهرة، هل حقًا كل شيء مألوف هو مرغوب بالنسبة لك؟ وهل لديكم تجارب حول هذه الظاهرة؟