القلب والضمير بين "سقراط و دوستويفسكي"

11

التعليقات

 ضمير الانسان هو منطقه ومبادئه في الحياة، أم قلب الانسان هو المشاعر و العاطفة والفرح والسعادة. يبدو أنني لا أتفق مع سقراط ودوستوفيسكي في أن الضمير هو الذي يكتشف الخطأ وليس العقل. فلا يمكن أن نحكم الأمور وفقًا لمشاعرنا وعاطفتنا ونتجاهل العقل والمنطق.

وعلى ماذا تعتمد باتخاذ قرارك !؟

هذا يعتمد على الموقف نفسه، فهناك قرارات تحتاج إلى تحكيم العقل وهناك قرارات أخرىتتحتاج إلى تحكيم القلب حقًا، ولكن برأيي أن نمزج بين الاثنين افضل ،نحاول أن نستخدم العقل وفي نفس الوقت لا نتجاهل القلب.

اشكرك هدى

صحيح ضمير الانسان ، ينطوي من حقائق شعورية تجاه المواقف والعقائد.

لكنه هو أدق في طويته عند اتخذ القرار .

 يبدو أنني لا أتفق مع سقراط ودوستوفيسكي في أن الضمير هو الذي يكتشف الخطأ وليس العقل. فلا يمكن أن نحكم الأمور وفقًا لمشاعرنا وعاطفتنا ونتجاهل العقل والمنطق.

لكن جميعنا لدينا عقول لماذا إذن قد يرتكب شخص خطأ ما وآخر لا؟

الضمير هو الأساس، مثل أساس المنزل إن كان قويا ستجدي عقلك يأخذ قرارات صائبة بمعدل أكبر لو كان الضمير عند أحدهم في إجازة مثلا.

هذا السؤال من أصعب الأسئلة التى تم طرحها ، و لم يتوصل الإنسان إلى مفهوم محدد للضمير ،فالضمير ربما يكون نسبي حيث يرضى الإنسان ضميره وفقاً لقيمه و عاداته و تقاليده و ليس وفقاً لأسس ثابتة و موحدة ، كما أن الضمير لا يعتبر عضو حسي موجود بالأنسان كالمخ على سبيل المثال ومن الممكن أن يخضع للقياس و التحليل .

و كذلك القلب فليس له تعريف محدد و ثابت -و أقصد هنا القلب المعنوي و ليس العضو المحسوس الذى يقوم بضخ الدم - فهناك من يرى أن القلب هو البصيرة و الحدس ،و هناك من يرى أن القلب أهوج فى اتخاذ قرارته و هو المسؤول عن المشاعر و الهوى و لا يخضع قراراته للمنطق .

و سيظل القلب و الضمير أشياء ميافيزيقية و لا يوجد لها تفسير محدد ،برغم وجود جانب حسي لهم يمكن رصده عن طريق النشاط الكهربي و الكيميائي للمخ .

و بالنسبة للطريقة التي أعتمد عليها فى اتخاذ القرارات ،هي التوازن بين المنح الإلهيه التى وهبها الله لي دون إفراط أو تفريط فى استخدامها فاللعقل دوره المحوري فى رصد الأمور و تقييمها و إخضاعها للمنطق و للقلب دوره فى إدراك مالا يدركه العقل و للحدس دور فعال فى اتخاذ القرارت بشكل سليم .

أهلاً طه..

لا نأخذ الأمور بحرفية معناها، وإنما برمزية ما تشير إليه.

فليس القلب لدى ديستوفسكي أو سقراط تلك العضلة التي تدق متتالياً لتمنحنا الحياة..

وليس العقل ذلك القطعة الصغيرة اللزجة التي تقع داخل جمجمة..

بالنسبة إليهما الأمر يرتكز على المشاعر والمبادئ.. فكأن القلب هو روح القانون والعقل هو نصّ القانون.. كلاهما يحققان شروطه لكن الأول تأخذه المرونة في الحكم، والثاني يعتبر المرونة جزءاً من السير بغير المسار المطلوب..

لطالما كنت عقلانية في قراراتي، ولم أتخذ العاطفة يوماً وسيلة حين أقول (نعم أو لا) لكن هذا لا يعني ولا بأي شكلٍ من الأشكال أننا نجيز النعم في مواقف اللا والعكس تماماً.. حين نظن بأنّ هنالك مسوّغات أوجبت الأمر (وإن بدا الإقدام عليها غير مقبولاً).

لذلك يا صديقي.. الفلاسفة والكتّاب يرون الأمور بزوايا أخرى لن يدركها إلا مَن ينظر للزوايا من بُعد آخر.

الفلاسفة والكتّاب يرون الأمور بزوايا أخرى لن يدركها إلا مَن ينظر للزوايا من بُعد آخر

بالطبع لكنهم أكَّدوا على أن العالم في جوهره ليس مكانًا عقلانيًّا،

الا ترى انهم صور لنا استيعاب الغرائز الطبيعية بشكل أكبر، والتي آلت في نهاية المطاف إلى نظرة زاهدة تجاه الحياة،

بما أن القلب مضخة للدماء فقط والعقل هو المسيطر على كل الأفعال. فإن هذه المقارنة ليست عادلة في رأيي

بل هي مقارنة بين شقي العقل ليس عليها أن تكون معركة متضادة بل أن تكون عملًا تكامليًا. يتكامل فيه التفكير المنطقي والحدس وربما لو قلنا الضمير مع التفكير الحدسي والإحساس بدون ترجمته إلى تحليلات.

فالاعتماد على واحد فقط منهما يتركنا عاجزين أمام الآخر. ولا قرار عليه أن يكون قطبيًا بدل يجب أن نستخدم جميع ما نملك في رأيي للوصول إلى القرار الأصح.

أما في حالة تناقض الإشارات الناتجة منهما فأنا أعتمد على القرارات المنطقية المؤكد نتيجتها أو المحتملة بدرجة أقبل من القرارات الحدسية التي لا تكون أحيانًا واضحة لهذا الدرجة.

بين الضمير والقلب العاطفة، صوت الضمير أقوى وأوضح، من المفترض ألا يتأثر ولا يضعف صوته مهما كانت العوامل من حولنا،

سقراط ودوستويفسكي يفضلان أن تكون اجوبة الإنسان، وفق ميزان الضمير وليس العقل لأن العقل أحيانا يتحدث من غير أن يتأمل، والضمير يتحدث بعد أن يتأمل،

الضمير هو من يحرك العقل، وكلما كان الضمير ميزانه حساس وفق مبادىء ومعتقدات واضحة، ستجد العقل يتبعه حتى لو أخذ بعض من الوقت بالنقاش والتردد، لذا الضمير والعقل تأثرهم ببعضهما مرتبط بقوة الضمير أو ضعفه.

وعلى ماذا تعتمد باتخاذ قرارك !؟

وفق القرار، ونوعه، فهناك قرارات تحتاج لمشورة القلب ثم نقاشه عبر العقل ونناشد الضمير، وأحيانا قرارات تتوقف على العقل أولا ثم الضمير، بالنهاية الضمير هو العامل المشترك بكل أنواع القرارات.

ربما الضمير هو الفطرة الإنسانية الأصلية التي ترفض العمل المنافي لها.

وربما القلب هو ذلك الجزء من النفس الذي يبصر ويصدق الحقيقة المطلقة حتى ولو لم يراها العقل والحواس.

أما العقل فهو ربما تلك الآلة التي تحاول الإقتراب بالحواس من الحقيقة التي يبصرها القلب.

هذه رؤيتي للأمور.


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

97.1 ألف متابع